زاد الاردن الاخباري -
هل يتقبل مجتمعنا الفتاة الجريئة؟؟ وما مفهوم الجرأة أصلاً في ثقافتنا وما نوعها وهل هي من النوع المقبول أم أنها من النوع المرفوض؟؟
وبالتأكيد هناك اختلافات في تفسير مفهوم الفتاة الجريئة من شخص لآخر، فالبعض يفسرها بأنها فتاة عصرية تمتلك القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ... قادرة على الدفاع عن نفسها... وهناك من يفسر الجرأة على أنها سلوك خارج عن الحدود والتقاليد المألوفة.
ويفهمها آخرون بأنها تحرر وتحد لأجمل ما في المرأة وهو الخجل، والمتعارف عليه أن من أهم صفات المرأة وما يزين شخصيتها ويزيدها جمالاً ما وهبها الله سبحانه وتعالى في تكوينها وطبيعتها من حنان ودفء وخجل وحياء، فالبعض قد يفسرها بطريقة خاطئة... ولم يستوعب الفرق بين الجرأة الطبيعية والجرأة المصطنعة وبين الحياء والوقاحة... ولو فُهمت الجرأة على حقيقتها المتمثلة في حسن التعبير عن الذات وإبداء الرأي الواعي الصحيح بكل ثقة وشجاعة ووضوح، وليست الجرأة فيما نراه من سفور ووقاحة وتعد في الألفظ وتجاوز للحدود.
لذا تدان الفتاة بسبب جرأتها وينظر إليها على انها شاذة في تصرفاتها أو مسترجلة أو لم تُنشأ النشأة الصالحة، ومع الأسف هناك من وصلت لمرحلة لا ترضى فيها أحداً فهي تفعل ما تريد دون رقيب أو حسيب وتتمادى في بعض التصرفات الطائشة وتعتقد أن تلك السلوكيات هي ضمن الحرية الشخصية مما يضعها في دائرة الإتهام وتنضم بذلك إلى مصاف التقدم والرقي والتحضر المزعوم وهو ما يعتبر أصلاً الخروج عن المألوف لأنه يسئ إلى كيانها لأنها تجاوزت حدود العادات والتقاليد، نسيت أن الحياة والخجل صفتان تميزان الفتاة.
وحتى يمكن قول الجرأة في مجتمعنا علينا أن نضع لها المعايير التي تناسبنا وتناسب شرقيتنا وقبلها ديننا والإعتدال ونبذ التطرف الذي يمارس من قبل البعض، فهناك من تصرخ بأنها مظلومة وأن حريتها مقيدة وأنها لا بد أن تتحرر... وتظن أنها عندما تتمرد على واقعها فستمنح بذلك لقب البنت الجريئة... والمنفتحة والمثقفة.
أنين
ها هي الحرية أصبحت تعني كل شيء وأي شيء يدل على الفوضى والإنحلال والإنسلاخ من القيم العظيمة. فصارت الحرية خالية من المسؤولية التي طالما تحصنت بها... وأصبح الطعن في الآخرين على المستوى الإجتماعي نوعاً من الفضفضة، والحقد والغيرة والحسد والنميمة اجتهادات للدفاع عن الرزق.