لازال رئيس الوزراء يصر إصراراً وليس إلحاحا...على أن عملية الإصلاح تسير بطريقها الصحيح، بدءا من تهريب خالد شاهين واعتداء البلطجية المتكرر على المتظاهرين وليس انتهاء بتبرئته من أي مسؤولية من قضية الكازينو، وأنا لو كنت مكانه لطالبت بإعدامهم رميا "بالصرامي" أولئك المطالبين بتغيير الحال عما هو عليه.
أي واحد منا يستطيع الادعاء بأنه الأكثر ولاء للوطن، فالولاء الحقيقي قضية داخل الإنسان وهي من النيات التي لا يطلع عليها إلا الله عز وجل ولا يوجد عداد لقياس مقدار الولاء والانتماء، تخيلوا وجود هذا العداد..."يا حبيبي كان ثلثين المناصب بأيد ناس غير المستلمينها" وحتى الولاء بالنسبة لبعض للأردنيين فقد الاتجاه ... مثلا رسم العلم الأردني على تنك ماء مكتوب عليه صالح للشرب في حين أن الصدأ يكاد يطغى على لونه الأخضر ... ليس انتماء، وتغطية الزجاج الخلفي لسيارة بصورة للملك يقودها مراهق عشريني صوت مسجلها يثير الرعب بشكل مخالف ليس انتماء، أنا وعلى المستوى الشخصي ومن واقع خبرة متواضعة في الحياة أرى أن انتماءات الكثيرين " ممن يرون أن البلد بخير وان المطالبة بالإصلاح هي مجرد محاولات لإثارة الفتنة " هي انتماءات مشبوهة وانتماءات أناس تقودهم المنفعة ومقدار تنفعهم من هذا الفساد الذي طغى على كل شيء، بحيث تطغى منفعتهم على رؤيتهم للإصلاح المنشود من قبل الجهات التي تطالب بالإصلاح.
خلال الأسبوع الماضي أشبعونا كذبا وتأويلا، بشأن الاعتصام المفتوح في الأردن، حتى الفتوات الشرعية " نكشوا مخنا بيها "... تخيلت أن عدد من سينزلون إلى ساحة النخيل سيفوق عدد من تجمعوا في ميدان التحرير بمصر...!!!، تخيلت أنهم وأنا أقصد المطالبين بالإصلاح، سيكونون أكتر دموية من نظام القذافي...!!!، وأنهم أكتر جهوية وعصبية من نظام علي عبد الله " خربان ... بعد الضربة اللي أكلها ".
كنت انتظر بفارغ القلق ما ستؤول إليه أحدات اليوم الجمعة 15-7 وللحق فقد تملكني الرعب من أن البلد ستسقط في الهاوية لا محالة وأننا سنُجر إلى ما آلت إليه الأمور في الدول المجاورة، تخيلت الإخوان المسلمين وقد تحالفوا مع الشيطان للانقلاب على الوطن أولا ومن ثم الملك، وان عدد الشهداء سيتجاوز مئات الآلاف من أبناء الأردن، وبدأت أقتنع أن 24 آذار هم المندسين "المفترضين"، طبعا كل ذلك بسبب الحملة المحمومة والمسمومة التي وجهت ضد الاعتصام.
كل الأنظمة العربية التي سقطت والتي ستسقط، سقطت بسبب بطانتها الفاسدة، بطرق مباشرة "كمصر" وأخرى غير مباشرة "كتونس"، لم تسقطها الثورات، الثورات هي قضية شكلية جاءت ولم تسقطها الاعتصامات وهم وحدهم الذين أحاطوا تلك الأنظمة بالكذب والخديعة وهم الذين تسلموا- كما شاهدنا- المناصب بعد تلك الأنظمة؛ المعارضة لدينا تطالب بإصلاح النظام، وغيرهم "أي التيار الذي نسب لنفسه دون غيره الولاء" يطالبون بتصرفاتهم بما هو "فوق ذلك"... أنا لا المح لشئ هنا ...أنا أقولها صراحة فهم من فهم، أنا عندما اكتب لا أكتب لقليلي الاستيعاب...!
"ها كيف لعاد...!"
قصي النسور - الاردن
qusainsour@yahoo.com