زاد الاردن الاخباري -
تهدد العواصف الرملية التي بدت ضيفاً دائماً في العراق، بمزيد من التأثيرات البيئية والصحية فضلاً عن تداعياتها على سلة البلاد الزراعية.
وسجل العراق خلال شهر واحد 7 عواصف ترابية تراوحت بين الشديدة والمتوسطة، دفعت بعضها إلى تعطل شبه تام في حركة الحياة في العاصمة بغداد، وعدد من المناطق الغربية من البلاد.
وبحسب إحصائية لدوائر وزارة الصحة العراقية، فقد تسببت موجة الغبار التي عاشتها البلاد منذ أبريل/ نيسان الماضي وحتى الـ10 من الشهر الحالي، في وفاة 10 أشخاص وإصابة أكثر من 3 آلاف.
وفي مطلع الشهر الجاري، وعلى أثر عاصفة غبارية كثيفة، اضطرت سلطة الطيران المدني في العراق إلى تعليق تسيير الرحلات الجوية في مطاري بغداد والنجف لساعات قبل أن تعيد استئناف الحركة.
وأعلنت هيئة الأنواء الجوية في العراق، السبت، دخول البلاد في موجة غبار جديدة ستضرب البلاد خلال منتصف الأسبوع الحالي تتأثر فيها مناطق عدة من بينها العاصمة بغداد.
ويعاني العراق أزمة جفاف منذ سنوات تفاقمت حدتها مؤخراً، على أثر انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات وتلاشي العديد من البحيرات واختفائها جراء السياسات المائية التي تتبعها دولتي المنبع والروافد تركيا وإيران بإقامة السدود وحرف مسارات الأنهر.
أزمة جفاف تتصاعد ودفعت أزمة الجفاف المتصاعدة بهلاك مئات الآلاف من الأراضي الزراعية فضلاً عن التسبب بحركة نزوح للعديد من سكان القرى ممن يعتمدون الزراعة والري كمصدر رئيسي لكسب قوتهم.
وبحسب تقارير دولية، يدخل العراق من ضمن الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، في ظل ارتفاع نسبة الجفاف ودرجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين درجة مئوية في فصل الصيف على مدى أسابيع، بحسب تقارير دولية.
ويعزو مراقبون في الشأن البيئي، ارتفاع الدود الترابية والعواصف الرملية في العراق، إلى جملة من الأسباب يأتي في مقدمتها التجاوز على الأراضي الزراعية وتغير جنسها إلى سكني فضلاً عن أزمة المياه الدائرة.
ودعت مراكز ومؤسسات أرصاد إلى ضرورة التعايش مع موجات الغبار في العراق كونها ستكون حاضرة في أجواء البلاد على طوال فصول السنة.
وكان وزير البيئة جاسم الفلاحي قد رفع مستوى التحذير جراء التغيرات البيئية التي يشهدها العراق، إذ أكد أن "ما يحدث يشكل خطراً حقيقياً يستدعي الاهتمام والنظر من قبل الحكومة العراقية".
وأعلنت وزارة البيئة العراقية، في وقت سابق، أن الأيام المغبرة في البلاد سترتفع إلى 272 يوماً في العام خلال العقدين المقبلين، لتصل إلى 300 يوم عام 2050.
ويحتاج العراق بحسب ما كشفت عنه وزارة الزراعة إلى نحو 15 مليون شجرة لتشكيل مصدات خضراء عند المناطق الحدودية تقي البلاد من موجات الغبار والكثبان الرملية.
وأطلقت فرق تطوعية حملات لتشجير المناطق وتكثيف المساحات الخضراء جاء من بينها حملة "المليون شجرة"، و"بيتنا أجمل"، بهدف تخفيف حدة العواصف الترابية.
الخبير البيئي سلام حسن، يشير إلى أنّ مناطق الهبوب والاستثارة للعواصف الرملية في العراق تحدد بـ 4 مناطق 3 منها عند الصحراء الغربية باتجاه الأردن وسوريا وأخيرة عند مقتربات البلاد مع المملكة العربية السعودية.
ويدفع حسن بمشروع استراتيجي لتثبيت الكثبان الرملية خلال مدة عمل لا تتجاوز الشهر ومن ثم الشروع بحملات تطوعية بزراعة الأشجار وأصنافها بما تناسب مع كل منطقة وتربة وطبيعتها الجغرافية.
انعكاسات سلبية خلال فترة التزهير من جانبه، لفت رئيس الجمعيات الفلاحية السابق، مقداد الياسري، إلى تأثير موجة الأتربة على كفاءة التربة وحياة المزروعات، إذ يقول إن "مضار الأتربة لها انعكاسات سلبية كبيرة جداً وخصوصاً خلال فترة التزهير".
وأوضح ، أن "كثافة الأتربة تؤثر بشكل كبير على حجب عملية التلقيح بين الأزهار وكذلك تقلل من قدرة الأوراق من امتصاص طاقة الشمس وما تحتاجه من كميات ضوء وبالتالي ما ينعكس على ذبول الكثير من النباتات". وبشأن الفئات الأكثر تأثراً بالعواصف الترابية وخطورتها، قال مدير الصحة العامة حسن القزاز: "الأشخاص عادة الذين يعانون من حساسية القصبات وأمراض الربو، أكثر تضرراً من هذه الأجواء وقد تتفاقم بعض الحالات إلى مستويات شديدة تصل إلى الوفاة".
وأضاف القزاز، أن "بعض ذرات الغبار قد تحمل بكتيريا من الممكن أن تسبب للكثير من الأشخاص بأمراض الرئة".
وأكد مدير الصحة العامة أن "تكرار الأزمات التنفسية لمصابي أمراض الحساسية والربو قد تدفع بتطورات وإفرازات تنذر بالخطر".