زاد الاردن الاخباري -
رغم ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الأردن خلال الفترة الأخيرة إلا أن النشاط الاقتصادي لم يعد يتأثر سلبا كما كان سابقا، الأمر الذي أرجعه خبراء إلى عدة أسباب يتمثل أهمها برغبة التعايش مع الوضع الراهن.
وبين الخبراء أن معظم المواطنين عادوا لممارسة حياتهم الطبيعية رغم ارتفاع الحالات وذلك نظرا لتوفر المطعوم من جهة وظهور تقارير عالمية تشير إلى انخفاض نسبة الوفيات من الفيروس وضعف الاعراض نتيجة الاصابة به من جهة أخرى.
وأشاروا إلى أن المواطنين عادوا لارتياد المنشآت العامة والخاصة مثل المطاعم والمراكز التجارية بالإضافة إلى عودة بعض الأعمال التي توقفت نتيجة الجائحة للعمل وخاصة القطاع السياحي الأكثر تضررا.
وأكد هؤلاء أن الحكومة والمواطنين أيقنوا أن الإغلاقات والتوقف عن العمل نتيجة الجائحة كان ضرره أكبر وأسوأ من المنفعة المرجوة، وأن ممارسة الحياة والتعايش مع الفيروس مع الاخذ بالاحتياطات الصحية أفضل بكثير.
وأظهرت بيانات وزارة الصحة حول وباء كورونا، ارتفاع عدد إصابات كورونا النشطة في الأردن إلى 95 ألفا و314 حالة حتى أمس.
وبلغ عدد الإصابات التراكمية المسجلة في المملكة منذ ظهور الوباء 1.243 مليون إصابة ، كما بلغ عدد المتعافين من الفيروس مليونا و134 ألفاً و541 حالة شفاء، في حين توفي 13 ألفا و235 شخصا في الأردن جراء الفيروس، بعد أن سجلت المملكة 18 حالة وفاة أول من أمس.
وزير تطوير القطاع العام الأسبق ماهر مدادحة قال إن “تأثر النشاط الاقتصادي من الجائحة لم يعد كما كان في بدايتها وخاصة بعد أن شهدنا اغلاقات وتوقفا عن العمل خلال العام 2020”
وأضاف مدادحة أن “تأثير الجائحة ما يزال موجودا ولكن ليس بنفس الحدة التي كانت في السابق بالنسبة لبيئة الأعمال”
وبين أن الأسباب تعود إلى أن نظرة المواطنين للفيروس اختلفت وطريقة التعايش معه اختلفت.
ورأى مدادحة أن الحركة الإقتصادية في معظم القطاعات عادت أفضل من العام 2020 ولكن ليست كما كانت في 2019 قبل بدء الجائحة.
وأكد أن الاغلاقات كانت مضرة جدا وأن العودة لفتح جميع القطاعات وتخفيف القيود وممارسة الأعمال بشكل طبيعي تزيد من عجلة النمو الاقتصادي وتخفف البطالة.
من جانبه، اتفق الخبير الإقتصادي مفلح عقل مع مدادحة حول تراجع حدة التأثير السلبي للجائحة على النشاط الاقتصادي رغم ارتفاع حالات الاصابة.
ورأى عقل أن وجود المطعوم إلى جانب تراجع حدة اعراض الاصابة بالفيروس وتراجع عدد الوفيات واعلان دول عالمية للتعايش معه أثرت على نظرة المواطنين لكورونا وساعدت في عودتهم للنشاطات الاقتصادية بشكل أفضل.
وقال “هذا لايعني أن الضرر ليس موجودا ولكن حدة الأثر السلبي الان أقل من العام 2020 بداية الجائحة.”
وأشار عقل الى عودة بعض الوظائف والقطاعات التي تم الاستغناء عنها والتوقف عن العمل خلال الجائحة.
من جانبه، قال دكتور الاقتصاد قاسم الحموري إن “كورونا في بدايتها كانت شيئا طارئا وجديدا وتم التعامل معها بناء على التجربة والخطأ”.
وأضاف الحموري أن الدرس الذي تعلمناه جميعا من الإغلاقات التي حدثت بداية الجائحة وتعطيل الاقتصاد كان غير مجد وأسوأ من المنفعة المتوقعة، مشيرا إلى أن الزمن لو عاد للوراء لما فعلت الحكومات ما فعلته في بداية الجائحة.
وبين أن المواطنين تعلموا من الذي حدث والآن يريدون التعايش مع الفيروس وخاصة في ظل التقارير التي تصدر عالميا عن تراجع حدة أعراضه وعدد الوفيات منه.
ورأى أن النشاط الاقتصادي بدأ يعود ولكنه ما يزال متأثرا وخاصة مع اغلاق بعض الشركات والمكاتب والاستغناء عن بعض العمالة.