أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وفاة و4 إصابات بحادث تدهور على طريق جابر الدولي مظاهرة حاشدة في روما تندد بمجازر إسرائيل في رفح إنهاء قضية 450 عاملا في مستشفيات الصحة وزير الخارجية يتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الأميركي لبنان: شهيدان وستة جرحى في غارات إسرائيلية 4415 طنا من الخضار ترد للسوق المركزي اليوم مجلس الأمن يمدد التفويض بتفتيش السفن قبالة سواحل ليبيا دولة فلسطين تحصل على حقوق إضافية بمنظمة الصحة العالمية مجلس الامن يناقش انتهاك كوريا الشمالية للقرارات الدولية كوريا الجنوبية تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر حزيران البرغوثي: إعلان بايدن يمثل اعترافا بفشل أهداف حرب غزة أميركا تضع الأردن بتفاصيل مقترح بايدن لأجل غزة. الرئيس الإندويسي يدعو للتحقيق بأحداث رفح. دولة فلسطين تحصل على حقوق إضافية بمنظمة الصحة العالمية وفاة فتاة واصابة 4 اخرين بحادث تدهور على طريق جابر الدولي. نبش قبر رضيعة بالرصيفة بأمر من المدعي العام. نتنياهو يرد على مبادرة بايدن حول وقف الحرب على غزة. استقرار أسعار الذهب محليا السبت استشهاد الصحفية عُلا الدحدوح بعد قصف الاحتلال لمنزلها في غزة. سقوط صاروخ بالجليل الأعلى.
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة الهواري حسم موضوع استقالة الوزراء ويكشف عن خطط...

الهواري حسم موضوع استقالة الوزراء ويكشف عن خطط مستقبلية للقطاع الطبي

الهواري حسم موضوع استقالة الوزراء ويكشف عن خطط مستقبلية للقطاع الطبي

18-09-2021 03:34 AM

زاد الاردن الاخباري -

ينتقل وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، إلى أصل القصة وجوهرها وهو يعتذر علناً بأن «تبديل الأشخاص» بين الحين والآخر قد لا يشكل حلاً لمشكلة المنظومة الصحية في الاردن.
غضب كثيرون في الأردن من الوزير الهواري؛ لأنه أعلن عدم نيته الاستقالة، وبالتالي تفعيل بند موسمي باسم المسؤولية الأدبية والسياسية بعد حادثة وفاة الطفلة لين، جراء انفجار الزائدة الدودية إثر التأخر والتقصير في معالجتها، لا بل إنقاذها في أحد أكبر مستشفيات الحكومة الأردنية.

جرأة سياسية

ما قاله الهواري ضمناً هو خضوعه شخصياً، من حيث الاستقالة من عدمها، إلى قرار صاحب الأمر الدستوري، ثم الخضوع لما يقرره البرلمان أن قرر سحب الثقة. لكن جرأة الوزير الطبيب تمثلت في أنه أعلن ضمنياً بأنه لن يستقيل طوعاً أو بقرار ذاتي على أساس أنه حضر لموقعه أصلاً لمعالجة تلك المشكلات التي أدت إلى وفاة الطفلة لين، مقترحاً بأن تبديل أو تغيير وزير ما قد يصفق له البعض، لكـنه لا يـمثل حـلاً إطـلاقاً.
تلك جرأة سياسية وبيروقراطية من وزير تكنوقراطي يرفض الاستسلام لمنطق الشارع، ولا يحفل بالشعبويات؛ فالطفلة لين توفيت وسبقتها الطفلة غنى ومعهما سيدة، ولم ينفِ الوزير حصول خطأ وتقصير، لا بل تقررت عقوبات ضد المقصرين. لكن جرس السؤال الذي قرعه الهواري دون وقبل غيره وبجرأة، تحسب له هو: كيف ستتبدل الأمور باستقالة أو إقالة وزير والعودة للمربع الأول مع وزير جديد؟
وجهة نظر وزير الصحة الأردني في مجمل ملف إعادة هيكلة المنظومة الصحية (..) سمعتها منه مباشرة وبالتفصيل قبل حادثة الطفلة لين التي أقلقت الأردنيين وألهبت الأسئلة البيروقراطية مجدداً، وسط حالة تقصير لا يمكن للحكومة إنكارها، وحالة قصور في خدمات القطاع العام لا يوجد مسؤول واحد ينفيها، لا بل حالة تراجع في الخدمات العامة بصم عليها -في تقرير موثق بحالة البلاد- المجلس الاقتصادي الاجتماعي عندما كان يترأسه أكاديمي صريح هو الدكتور مصطفى الحمارنة.
قال الوزير الهواري، بوضوح، بوجود مشكلات كبيرة، وأقر بوجود خلل إداري صعب ومعقد ومتراكم في وزارة الصحة، وشرح خططاً طموحة للمعالجة والمواجهة، مصراً على ترتيب التحديات والمشكلات على أساس أنها ليست مالية، فالمال يمكن تحصيله بطريقة أو بأخرى، بل المشكلة إدارية بامتياز. وهي أيضاً ليست مشكلة سياسية، فملفات الصحة العامة -حسب الوزير الهواري- تحظى بدعم كبير ومطلق من الملك ونجله ولي العهد، وبقية المؤسسات السيادية في الممكلة.
والحلول المقترحة بدأت أصلاً منذ أشهر قليلة عبر سلسلة اتفاقيات مع جامعات وكليات طب، ومع برامج تمويل دورية، وعبر نفض الغبار عن مقرات موجودة أصلاً ومنشآت صحية وتشغيلها، وأيضاً عبر مناولات ومداولات تتجاوز المألوف والكلاسيكي والمتكلس في المستويات الإدارية والوظيفية.
بدأ الوزير الهواري مشروعاً تحت عنوان إنقاذ المنظومة الصحية، ويريد إكماله، في الوقت الذي يتحدث فيه بعض النواب وأحياناً بعض حراكات الشارع، عن سحب الثقة من وزير الصحة. وهو أمر قال الهواري بوضوح إنه حتى وإن حصل فسيرحب به في السياق الدستوري، لكنه لن يعفي الأردنيين جميعاً، بمؤسساتهم، من مشاعر وكلفة المسؤولية عما حصل للطفلة لين، وقد لا يمنع تكرار السناريو الذي حصل مع غيرها لاحقاً.
تلك الصراحة عند وزير حضر لوزارة خطيرة ومهمة من خارج القطاع العام، تزعج كثيرين وأغضبت حتى الشارع أحياناً، ودفعت كثيرين لاتهام الهواري ببعض الغرور، لكن ما يراه بعض الساسة أن الجميع وإزاء مسألة لها علاقة بتهاوي المنظومة الصحية وتراجعها أمام خيارين، هما: الاستمرار في إقالة وزير للصحة وتعيين خليفة له، أو التركيز على العمل والإصلاح والاشتباك، الأمر الذي يفضله الهواري ويتحدث عنه علناً.

«لم يعد مهماً»

لكن بقاء الهواري وزيراً أو عودته إلى غرف العمليات طبيباً لم يعد مهماً، فالأردنيون يشعرون بالقلق، وخلال أزمة كورونا فقط تقلب ثلاثة وزراء على سدة وزارة الصحة، واستقال أحدهم -وهو العالم الطبيب نذير عبيدات- أدبياً بعد حادثة السلط الشهيرة. وبوضوح، لم تساهم استقالة عبيدات في عدم حصول الحادث الدرامي الذي حصـل مع الطفلـة لين.
وبوضوح أيضاً، وسياسياً، فإن إقالة الهواري واستبداله لا تعني بأن ما حصل مع الطفلة الراحلة لن يحصل لاحقاً في غرف الطوارئ، فمنصات التواصل الاجتماعي المحلية كانت تنقل للتو عن أحد أطباء مستشفى البشير الحكومي الذي حصلت فيه حادثة لين، وصفه لغرفة جراحة الطوارئ بأنها أقرب لمسلخ، وسؤاله عن ما إذا كان طبيب جراح ومقيم في الكون يستطيع فعلاً التعامل مع 90 مريضاً في اليوم الواحد في حالة سيئة.
لفت الطبيب نفسه، بصراحته أيضاً، أنظار المجتمع إلى أن حالات الوفاة الناتجة عن التقصير مخجلة ومؤسفة، لكن الإعلام والجمهور يتحدثان عنها ولا يتطرقان لإنقاذ آلاف الأرواح من الأردنيين يومياً في نفس مستـشفى البشـير الشـهير، الذي أصبح الآن عـنواناً متجدداً لأزمة قديمة ومزمنة اسمها أزمة القـطاع أو المنـظومة الصـحية الأردنية.

القدس العربي - بسام بدارين








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع