زاد الاردن الاخباري -
روسيلة محمد البطوش
ان فلسفة العمل المنوط بإدارة مراكز الإصلاح والتأهيل تقوم على مفهوم "أنسنة العمل الإصلاحي" الذي يعتبر نزيل مركز الإصلاح والتأهيل إنساناً بالمقام الأول مهما ارتكب من جرائم "فلا بد ابتداءً من القبول به كإنسان آدمي له كرامة وحقوق وعليه واجبات حتى نستطيع أن نساعده في تجاوز محنته".
من هنا جاء الارتباط الوثيق بين العاملين بمراكز الاصلاح والتاهيل والنزلاء اذا انا العاملين بمركز الاصلاح والتاهيل يقومون على اصلاح وتأهيل اشخاص اخطاؤا بحق انفسهم قبل ان يخاطؤا بحق الاخرين والمجتمع اشخاص ارتكبوا الجرائم والجنح والمخالفات سواء عن قصد او غير قصد و تجمع كافة المواثيق والعهود الدولية على ضرورة أن يعامل جميع المحرومين من حريتهم معاملة إنسانية ، تحفظ كرامتهم كبشر من اي دون هوان قد يقع عليها ، وتؤكد هذه المواثيق على وجوب أن يراعي نظام المراكز ، معاملة النزلاء معاملة يكون هدفها الأساس إصلاحهم وإعادة تأهيلهم الاجتماعي ، ولقد كان الاردن من الدول السباقة في توفير كل السبل اللازمة لتكون فترة قضاء العقوبة في مراكز الاصلاح والتاهيل حافلة بمختلف انواع النشاطات ، والتي تكفل الرقي بنزلائها ثقافيا ومهنيا واقتصاديا ، فتحولت هذه السجون الى مراكز للاصلاح والتأهيل ، فيها المدارس الاكاديمية والمهنية ، وفيها المزارع والمدن الحرفية ، وفيها المساجد والمراكز الصحية ، وكل ذلك تحت اشراف "متخصصون" وضعوا نصب اعينهم اعادة تأهيل اشخاص اجرموا بحق انفسهم ، قبل ان يجرموا بحق اي شخص آخر او بحق مجتمعهم. ونوه الى ان هؤلاء النزلاء هم أحد افراد هذا المجتمع فلا قدسية لرسالة لا تضع الكرامة الإنسانية فوق كل اعتبار ، ولا ينبغي إهمالهم لمجرد أنهم ضلوا الطريق ، ولا بد ان نبذل قصارى جهدنا لمحاولة اعادتهم الى جادة الصواب ومساعدتهم على الاندماج ثانية في مجتمعهم الذي أساءوا بحقه بقصد أو بغير قصد ، وذلك من خلال أهمية تنسيق الجهود مع مختلف الجهات المعنية برعاية النزلاء. اننا ننطلق في هذه الفلسفة من اخلاقيات الهاشمين والاردنيين واهتمامهم بالانسان الاردني ، ولكل من يتواجد على الارض الاردنية ، ،ويجب ان تنظرادارة مركز الاصلاح والتاهيل على اساس ان النزيل ضيف عليهم ويحتاج الى علاج من نوع خاص واهتمام واصلاح وتاهيل ليعود الى المجتمع ويندمج معهم ..
وعلى مر التاريخ وجد أن غياب الاصلاح والتاهيل قد تسبب في كثير من الهزات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية بل في انهيار الدولة كلياً، والاردن كان من الدول السابقة لعمل نظام اصلاح وتاهيل للنزلاء وذلك من خلال مجموعه من البرامج سوف اتحدث عنه لاحقا ، بما تسنه الدولة من تشريعات في إطار سيادتها على أراضيها من اجل اخراجها وادمجها بالمجتمع ليكون سوا حيث قامت مديرية الأمن العام بوضع خطة إستراتيجية متكاملة بهدف تطوير مراكز الإصلاح والتأهيل في مختلف المجالات وبما يتماشى مع المعايير الدولية النموذجية الخاصة بمعاملة ورعاية النزلاء وذلك انطلاقاً من سياسة المملكة باحترام حقوق الإنسان ،.
وترتبط بكلمة اصلاح وتاهيل عدة مصطلحات وهي اعادة ادماج بالمجتمع والتخلى عن الجريمة وعموما فقد كانت ولا زالت عملية الاصلاح والتاهيل مستمره وعنصراً من عناصر مديرية الامن العام في بلدنا الغالي ، وسوف يحقق نظام اصلاح وتاهيل أهداف عديدة كحماية البلاد وبتعاون نشامى الامن العام سوف يتم اخراج النزلاء بعد قضاء مده محكوميتهم ومساعدة الاشخاص الذين قد ارتكبوا الجرائم والجنح والمخالفات اشخاص منتجنى للمنتجات الزراعية والصناعية والتجارية وذلك من خلال برامج ادارة مراكز الاصلاح والتاهيل الذي سوف اتحدث عنه لاحقا ، وتنفيذ سياسة ومسيرة العطاء بخطى واثارمديرية الامن العام و ادارة مراكز الاصلاح والتاهيل مابوسعنا لانجاح رؤية سيدي ابو الحسين وكذلك مديرية الامن العام بالتطور والاصلاح كان لابد من الاشارة الى الجهود التي قام به كل من مرتب ادارة مراكز الاصلاح والتاهيل وكوادر ادارة جهاز الامن الوقائي بمحاولاتهم المستمرة والحثيثية لتذليل معظم الصعاب التي واجهتهم وعندما فكرت ان اكتب عن مراكز الاصلاح والتاهيل والنزلاء فاننا اردت توصيلة رسالة شكر وتقديروعرفان ووفاء لهؤلاء نشامى الامن العام العاملين بمراكز الاصلاح والتاهيل كل الشكر والتقدير حماكم الله اشاوس ابو الحسين تحت ظل الراية الهاشمية
روسيلة محمد البطوش