أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة "بين مسلة مشيع وصخرة عراعر صرخة ألم"

"بين مسلة مشيع وصخرة عراعر صرخة ألم"

20-12-2020 03:17 AM

عندما خط الملك مشيع إنتصاراته على ملك إسرائيل (عمري )آن ذاك قبل الميلاد بأكثر من ثماني قرون لم يدر بخلده أننا سنحطم تلك المسلة بحرقها ومن ثم صب الماء البارد لتكسر إربا إربا .
لقد خطها على تلك الصخرة البازلتية السوداء لتكون لنا مرجعا نعود إليه لنتعرف على ماذا كان هناك وماذا حصل ، وكما هي مادبا التاريخ الزاخرة بآثارها والتي تعتبر مدرسة الفسيفساء الأقدم وأم اللوحات النادرة الأنيقة بجمالياتها والتي ينبض كل شبر من أرضها بحكاية وتاريخ والتي تتحدث كل تلة عن ماض عريق وعبور صنع الكثير من أحداث التاريخ وحتى يومنا هذا .
لكن تلك المسلة أنقذت بأيد أجنبية للأسف من خلال الملحق الثقافي الفرنسي في القدس في تلك الفترة والذي كان مهتما بالآثار ودراستها ، حيث لملم جراحاتها وكسرات فتاتها وتم نقلها لباريس ليصار إلى إعادة ترميمها وإصلاحها وهي الآن تجثوا في متحف اللوفر الفرنسي بسلام ونحن هنا نستمتع بنسخ مقلدة لها في متاحف مادبا الأبية والكرك الشماء .
مؤلم ما صدر منا ومن بعض من ظنوا أنها قد تحتوي ذهبا ففعلوا فعلتهم وهنا أنا لا ألقي باللوم عليهم فببساطة التفكير آن ذاك وطمع الإنسان ووهج المعدن الأصفر كان سيد الموقف آنذاك لكن العتب الأكبر هو على الحكومات والمسؤولين آنذاك الذين كان عليهم التنبه لأهمية مثل تلك الآثار والتي تعتبر كنزا تاريخيا يسعى العالم لاقتناءها بأغلى الأثمان لأنها تشكل ثروة سياحية جاذبة لمن يبحثون عن متعة تلك المخلفات وسجلا علميا لمن يريد توثيق التاريخ وأحداثه التي مرت بها المنطقة منذ فجر التاريخ .
أما (صخرة عرار) أو صخرة ذيبان والتي تطل بمنظر خلاب آسر على وادي الموجب ومنطقة الهيدان وسد مياه الجنوب هناك ، فهي حكاية القرن الحادي والعشرين حيث الوعي التام المفترض وحيث الإدراك العميق بأن مثل هذه الشواهد الطبيعية والتي حبانا بها الله كلغة مباشرة تتحدث عن فرادة بلادنا في جغرافيتها وجمالية تضاريسها التي صنعتها الطبيعة بيد من محبة لننعم بها نحن الحاضرون مستمتعين بجلال المشهد وندرته في تآلف حصري لمناطق الجنوب الأغر وخاصة في فصل ربيعنا القصير الخاطف .
هذه الصخرة وبكل ألم جعلوا إطلالتها مشوهة بسواد مفتعل وبحرق شابه ما حدث لمسلة مشيع تاركين بصمات من سواد وتكسير وخراب لم نفقه كأردنيين ما هو دافعهم لفعل ذلك فهي لا تحتوي اي نقش أو حروف تستفز مشاعرهم ليفعلوا ذلك هي ظاهرة طبيعية جميلة تطل بدلال على سحر جنوبنا لا تؤذي أحدًا بل ترحب بكل زائر يقصد الراحة ويقصد الخلاء مع ذاته وهدوء المكان .
وهنا يستحضرني عتب كبير على وزارة السياحة ومخططي الإستثمارات الذين غفلوا عن حراسة هذه المناطق وحفظ هذه الشواهد ولو بسياج أو بوجود حارس لمنع مثل هذه الأحداث التي تجرح وتؤذي كل من يؤمن بأهمية وجودها ومثل هذه الأفعال لا يمكن أن تكون سوى أعمال تنم عن جهل وعدم معرفة قبل أن تكون مقصودة بمعنى التخريب فنحن أبناء حضارات مرت على أرضنا وتركت الكثير من بصماتها مما استأمنته لنصونه ونبقيه للعالم ولنتعامل معه بكل رقي منظومتنا التربوية والأخلاقية التي يعرفنا بها العالم أجمعين .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع