أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن يتقدم 7 مرتبات على مؤشر الأداء البيئي العالمي البنتاغون يحدد موعدا لإعادة تشغيل الرصيف العائم بغزة سموتريتش يطالب نتنياهو بشن الحرب على لبنان عطاء لشراء كميات من القمح الأردن يدين حادثة إطلاق النار التي تعرضت لها السفارة الأمريكية في لبنان الوفد الإسرائيلي لن يذهب إلى الدوحة قبل رد حماس الخارجية الأميركية: حماس هي العقبة أمام التوصل الاتفاق سفير العراق السابق في الاردن الى روسيا الرئاسة الفلسطينية: "حرب الإبادة" ومسيرة الأعلام في القدس تدفع بالأمور نحو الانفجار الشامل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي يؤكد رغبته في تشكيل حكومة وحدة وطنية حكمان أردنيان يشاركان في إدارة مباريات بطولة العالم للشابات لكرة اليد آلاف الإسرائيليين يشاركون في مسيرة الأعلام الاستفزازية في القدس مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتبنى قرارا يدين إيران بدء التداول بأوراق نقدية عليها صورة الملك تشارلز الثالث. الصفدي :اعتراف سلوفينا بدولة فلسطين خطوة واضحة نحو الوقوف الى جانب الحق 97 شهيدا في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. بن غفير يغادر مسيرة الأعلام في القدس نتنياهو يقاضي ناشطين قالوا انه مصاب بالسرطان مديرية الاغوار الشمالية تفوز بجائزة المديرية الداعمة للتميز وجائزة المعلم المتميز. وزير إسرائيلي يدعو لشن هجوم استباقي لتعطيل قدرات حزب الله
الصفحة الرئيسية أردنيات النملية والزمن الجميل

النملية والزمن الجميل

النملية والزمن الجميل

26-09-2020 03:30 PM

زاد الاردن الاخباري -

كتب مازن بلتاجي:
تمضي الأيام بحلوها ومرها فتمسي وقائعها ذكريات نحملها معنا في مسيرة الحياة التي تزداد قساوة يوم بعد يوم وتفقد الكثير من الجمال جراء التطور المزركش وزيف ما ينكشف من زخرف يوما بعد يوم.

ما كان يسعدنا صغاراً يفتقر إليه الجيل الذي تلانا لأننا هجرناه ولم نمنحهم فرصة العيش التي كنا نحياها في الحارات القديمة والبيوت التي نشأنا وترعرعنا فيها.

أحدث ابنائي عن بابور الكاز وصوته الحنون وكيفية إشعاله وإبرة البابور ودورها إلا أنني لا أملك واحداً، وعن "الزلابية" وتحضيرها على شعلة البابور، أو حتى شي الكستناء في الشتاء على نار "الصوبة". إلا أنني لم أملك منح ابنائي طعم تلك الأيام الهنية.

حدثتهم يوماً عن النملية التي شاهدوها في طفولتهم إلا أنهم لم يعوا حكاياتها ومخابئها فهي في نظرهم خزانة قديمة شاهدوها في ناحية من نواحي بيت جدتهم لأمهم أو جدتهم لأبيهم. واخبرتهم أنها قبل أن تتطور كانت موحدة الشكل في كل البيوت التي تشبه بيوتنا لربما اختلف لون بعضها عن الآخر بفضل العطلة الصيفية وتسخير مهاراتنا بالدهان أثناء قضاء العطلة، ما لم نحظ بعمل ما أو نسرح بصينية أو عرباية.

فقد أخذت النملية الخشبية من الألوان الأزرق أو الأخضر أو البيج حسب لون طلاء جدران بيوتنا الذي كان أقرب للزي الموحد لبيوتنا جميعاً. كانت النملية بمثابة محل "المفرَّق" إذ كان في بعض البيوت غرفة للخزين بمثابة محل الجملة. وكأنها كانت مكان لكل شيء في البيت، فإذا كان وقت الإفطار من يوم الجمعة فقبل أن نتوجه لإحضار الفول والحمص والفلافل لا بد لنا من المرور بالنملية لتناول الصحن البني الشهير المصنوع من الفخار المزجج والمخصص للفول والصحن المسطح الذي يحمل صورة العروسين على أطرافه للحمص، والصينية المشغولة من القش للخبز. ويمر جميع من في المنزل على النملية في ذلك الصباح الباكر لغايات تحضير الشاي وتجهيز طبلية الطعام بالسرفيس اللازم من فحل البصل والمخللات والشَّطَّة والزيت والزعتر والجبن والبيض مقلياً او مسلوقاً.

ولم يخلُ سقفها من حمل أواني الألومنيوم، وكانت مخبأ لمفتاح البيت و"سقاطة التحويش" التي كنا نلجأ إليها في حال عدم وجود "فكة" مع الأهل في يوم من الأيام - على أن يتم في وقت لاحق إعادة المبلغ المأخوذ منها لتؤدي غرض "الحَوّٰاشِة".

وتجد فيها كميات الرز والسكر المخصصة للاستعمال اليومي والسمن البلدي، إضافة إلى الشاي الحلل الذي كان يباع في صندوقه الخشبي الكبير أو حسب الكميات المطلوبة وعلبة الكاكاو صفراء اللون والحليب والطحين والقهوة ومطربانات المخلل وإلى جانبها تنكة الزيت ومطربانات الزيتون علاوة على أطقم الكاسات والفناجين والأواني الخفيفة لعمل الشاي والقهوة.

للنملية ما لها من جمال ومعانٍ ومغازٍ ستبقى في ذاكرتنا فقد احتوت على أغراض العقاب كما حوت أدوات التحفيز فكان فيها إلى جانب "الحواشة" مطربان الملبس المشكل والذي يتنوع بين الملبس الفيصلي المحشو باللوز أو سكر "القباقيب" وملبس "القضامة" والملبس المغطس بالسمسم.

كثيرة هي الذكريات الجميلة رغم صعوبة الحياة وشح الموارد إلا أنها كانت حياة هنية مليئة بالرضى لقلة المغريات والعروض.

لربما إدارة أولياء أمورنا للحياة أنجح من إدارتنا لحياتنا اليومية وكثيرة هي الأسباب وراء ذلك لكن في النهاية لم يكن هذا التغيير من منطلق "لن أعيش في جلباب أبي" فكلنا ننظر بمحبة إلى حنكة آبائنا وقدرتهم على إسعادنا وتنشئتنا لنكون ما نحن عليه الآن.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع