أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
”المستقلة للانتخاب” تنشر على موقعها الالكتروني الجداول الأولية للناخبين ـ رابط أسماء الأحد .. الحرارة أعلى من معدلاتها بحدود ( 6-7 ) درجات مئوية الاردنية دعد شرعب تكشف اسرار علاقتها بالقذافي مادبا .. وفاة رجل اثناء تنظيف السلاح ريال مدريد بطل أوروبا بفوزه على دورتموند وزير خارجية سابق: الأخطار المحيطة بالأردن حقيقة لكنها ليست جديدة بن غفير : خطة بايدن تعني الهزيمة المطلقة لاسرائيل راكب يطعن سائق تاكسي في الزرقاء رفضاً للهدنة .. بن غفير وسموتريتش يهددان نتنياهو بحل الحكومة راصد: 103 نواب سيترشحون للانتخابات المقبلة اليكم التشكيلة الجديدة لمجلس تنفيذي اخوان الاردن وفاة طفلة دهسا في عمان .. وفرار السائق نيويورك تايمز: إسرائيل قصفت مخيم النازحين في رفح بقنابل أميركية سجن شخصين بتهمة محاولة سرقة بنك بعجلون غانتس يدعو مجلس الحرب للاجتماع "بأسرع وقت" بعد خطاب بايدن مرصد أكيد: تسجيل 57 إشاعة الشهر الماضي مصدر إسرائيلي: تل أبيب قبلت مناقشة إنهاء الحرب نتنياهو يقبل دعوة لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأميركي بيان قطري مصري أميركي: خطة بايدن خارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار بلاغ عن واقعة في البحر الأحمر غربي الحديدة باليمن
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث سيدات يتسولن مادة الكاز من مرتادي محطات الوقود

سيدات يتسولن مادة الكاز من مرتادي محطات الوقود

09-02-2011 11:22 PM

زاد الاردن الاخباري -

لم يجد بعض الأشخاص وسيلة سوى تسوّل لترات من الكاز من مرتادي محطات الوقود للحصول على الدفء في فصل الشتاء القارس، في حين يستغل آخرون تلك الطريقة كوسيلة سهلة للتكسب، إذ أصبحوا يعمدون إضافة إلى بسط اليدين بانتظار محسن من هنا أو هناك إلى ابتداع طرق جديدة قد تزيد من استعطاف الآخرين.

سيدة في مقتبل العمر تحمل عبوة فارغة (جالونا) تجول بها على مرتادي إحدى محطات الوقود لتتسول من أحدهم (الكاز) بقيمة دينار، ومن آخر بقيمة مماثلة أو نصفها، إلى أن تجمع من عدد منهم ما يعبئ لها نصف العبوة أو كلها، وذلك حسب عدد المحسنين وتعاطفهم معها، هكذا يقول أحد أصحاب محطات الوقود لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) مفضلا عدم ذكر اسمه.

ويضيف أن هذه الوسيلة ليست جديدة وإنما تتكرر في كل موسم شتاء، غير أنه لاحظ تزايدا في أعداد السيدات اللواتي يتسولن بهذه الطريقة في هذا الموسم، مشيرا إلى أنه لم يكن فيما مضى يمانع وجودهن، إذ لا يريد أن يكون "قطّاع نصيب" كما يقول، غير أنه أصبح يقوم بمنعهن من الدخول إلى ما تحت منصة تعبئة الوقود بسبب تزايد أعدادهن، بل وبسبب تشاجرهن على أحقية التسول من هذا أو ذاك ما يتسبب بازعاجات داخل المحطة.

تقول إحدى متسولات الكاز "أنا أتسول نعم، لكنني لا أتسول مالا لأشتري به طعاما أو ثيابا، بل أتسول وقودا لأدفئ أطفالي من برد الشتاء، ولا أجد في ذلك حرجا، حيث إن أهل الخير موجودون على الدوام".

سيدة أخرى تحمل عبوة فارغة تقول: لا أريد الكثير، بل أريد ملء هذه العبوة، وأخرى تحمل مدفأة كاز تنوي تسولا بما يكفي لملء خزان المدفأة، فيما يثير البعض تساؤلات حول الوجوه الأخرى التي يتم فيها إعادة استغلال تلك المادة من قبل بعض المتسولين، كأن يعيد بيعها لآخرين أو يستبدلها بمواد أخرى.

مدير إحدى محطات الوقود خالد عودة يقول إن الأمر لا يقتصر على تسول السيدات لمادة الكاز، بل إن شبابا يأتون لمحطته، بعد أن يكونوا قد ركنوا سياراتهم على الشارع المقابل للمحطة،من دون علمهم بأنه يلحظ وجود سياراتهم قريبا من المحطة، ويقومون- كما يوضح- بطلب مادة البنزين وهم يحملون (جالونات) فارغة، مؤكدين أنهم (مقطوعون) ولا يملكون المال، وأن زوجاتهم وأطفالهم ينتظرون في السيارة.

ويضيف إن هذه الوسيلة موجودة منذ سنوات، وأصبحنا في المحطة ندرك مع الوقت أنهم يتظاهرون بقلة الحيلة بغية التحايل وكسب مادة البنزين بلا مقابل، مشيرا إلى أنه كان فيما مضى يصدّق البعض ممن يدّعون بأنهم لا يملكون المال أو البنزين، لكنه مع الوقت أدرك حججهم الواهية.

وبين "إذا افترضنا أننا نتعاطف مع المتسولين التقليديين الذين يقومون بتسول المال ويكتفون أحيانا بقليل من القروش، كيف لنا أن نتعاطف مع من يأتي لتسول (جالون) من البنزين يصل سعره إلى حوالي 12 دينارا؟! وكيف يرضى الإنسان لنفسه هذه المذلة، ثم ما الصدفة التي تقوده إلى أن يصل إلى مقابل المحطة وينقطع فجأة من مادة البنزين؟.

ويشير إلى أن وزارة التنمية الاجتماعية تكافح التسول المتعارف عليه بين الناس متسائلا: من يكافح تسول هؤلاء؟ ومن يتعقبهم؟

عامل في إحدى محطات الوقود يقول "لم ننتظر أحدا ليكافح تلك الوسيلة، فقد قمنا بطرد النساء اللواتي يرتدن المحطة بقصد تسول الكاز.. لأننا بتنا نعرف وجوههن". مضيفا "نحن لسنا ضد عمل الخير، لكن ليس بهذه الطريقة غير الحضارية، إذ أصبحت تلك السيدات يتسببن بمشكلات ومشاجرات، المحطة بغنى عنها".

ويضيف إن اللافت للنظر قيام السيدات، اللواتي يأتين للمحطة بقصد تسول مادة الكاز، بافتعال المشكلات على خلفية أنهن يتقاسمن المحطات وكأنها مناطق نفوذ محسوبة على إحداهن دون الأخرى، ما يضاعف المنافسة بينهن على ذات المحطة.

ويعتبر أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي أن التسول بهذه الطريقة هو نوع من أنواع الاحتيال على المجتمع والتستر بالفقر بغية الحصول على سلعة مهمة بلا مقابل مادي من دون أي جهد أو تعب.

ويبين الخزاعي أن الدراسات الاجتماعية المتعلقة بهذه الشريحة أثبتت أن البعض من المتسولين يقوم بصرف أموال التسول على بطاقات الهواتف الخلوية أو الدخان أو على أماكن اللهو.

ويرى أن قيام سيدات بالتسول من محطات الوقود هو بحد ذاته أمر منفر، لما قد ينطوي على ذلك السلوك من تداعيات محفوفة بالمخاطر قد لا يحمد عقباها، حين لا يقتصر الأمر على التسول، فحسب، بل إن الفتيات قد يكن عرضة للاساءة ولأمور سلبية يرفضها المجتمع شكلا ومضمونا.

ويشير إلى ضرورة تحرك الجهات المعنية بمكافحة التسول لمنع انتشار هذا السلوك غير الحضاري كما يصفه.

ويعلل الدكتور الخزاعي بأن متسول الكاز أو البنزين أو المال هو ذاته المتسول، الذي يغير صور تسوله من موسم إلى آخر لافتا إلى أن الذي تهون عليه نفسه مرة سيجد في التسول ملاذا للاسترزاق السهل غير المكلف وستهون عليه نفسه في كل المرات.

ويؤكد الدكتور الخزاعي أن الجهات المعنية بتقديم العون للمواطنين الأقل حظا غير مقصّرة في أدائها وكان الأولى ممن لا يجد في نفسه القدرة المادية نتيجة ظروف قاهرة أن يلجأ إليها بدلا من لجوئه إلى التسول.

مساعد الأمين العام لشؤون التنمية والرعاية في وزارة التنمية الاجتماعية عبدالله سميرات يقول إن وزارة التنمية أخذت علما بهذا النوع الجديد من التسول وستتخذ الاجراءات اللازمة بحق ممتهنيه.

ويؤكد سميرات ما ذهب اليه الدكتور الخزاعي لجهة عدم تقصير الوزارة والجهات المعنية بها، عن تقديم العون والمساعدة لمستحقيها من المواطنين الأقل حظا، لافتا إلى أهمية دور المواطنين وعدم تعاطفهم مع المتسولين للحد من ظاهرة التسول مهما اختلفت صوره واشكاله ومواسمه.

(بترا - بشار الحنيطي وإخلاص القاضي)





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع