زاد الاردن الاخباري -
أثارت حادثة وفاة الفتاة ماريان الساحوري (32 عاما) إثر شبهة خطأ طبي أثناء إجرائها عدة عمليات يتضمنها شفط للدهون ضمن عملية واحدة؛ ضجة عارمة واستياء كبيرا مع استمرار جدلية الأخطاء الطبية، والتي ما يزال عدد كبير منها بين أروقة القضاء ونتائج اللجان الطبية.
وكانت الساحوري توجهت منذ أيام إلى واحد من أشهر أطباء جراحة التجميل والترميم والحروق، للخضوع لعملية تجميلية، غير أنها توفيت بعد مضاعفات أصابتها خلال العملية التي استغرقت 12 ساعة.
وفي الوقت الذي قرر فيه المدعي العام نظر القضية، ومباشرة التحقيق فيها وترك الأطباء المشرفين على العملية وشأنهم لحين استكمال كافة الاجراءات اللازمة.
صرح شقيق المتوفاة المحامي طارق الساحوري عن نيتهم في ملاحقة كل المتسببين في وفاة شقيقته ليأخذ المتسببون بذلك جزاءهم الذي يستحقونه.
وبحسب رواية عائلة المتوفاة التي نقلها شقيقها الساحوري، بين بأن شقيقته قامت بمراجعة الطبيب لغايات عملية تجميلة من أجل إجراء تعديلات تجميلية على جسدها، وبحسب الاتفاق الذي تم بين الطبيب والمريضة بأن العملية سوف تستغرق خمس ساعات، كان الوقت الفعلي قد تجاوز 12 ساعة.
يقول الساحوري إنه صباح يوم الاثنين الماضي توجهت شقيقته الى إحدى المستشفيات استعدادا للدخول في العملية بعد أن اشترط الطبيب عليها تسديد مبلغ العملية كاملاً وهو 10 آلاف دينار قبل البدء بأي إجراءات. وفي الساعة الثامنة والنصف صباحاً تم إدخالها للعمليات على أساس أن تنتهي منها الساعة الواحدة والنصف.
غير أن الطبيب، وفق الساحوري، أخبر العائلة عند الساعة الواحدة والنصف بأنها بحاجة إلى ساعتين اضافيتين.
ويضيف الساحوري أنه وعند الساعة الرابعة والنصف أخبرهم أنها بحاجة إلى ساعتين اضافيتين، كون العملية بحاجة الى وقت أكبر. ويتابع الساحوري أنه عند الساعة السابعة مساء توجه للطبيب ليعطيه شرحا تفصيليا عن وضع شقيقته الصحي، حيث شرح له الطبيب أن حالتها تستدعي أيضا ساعتين، اذ اخبره بأن المريضة كانت بحاجة لعدة عمليات بكل جسدها بذات الوقت.
واستنكر الساحوري تصرف الطبيب من أن يقوم باجراء كل هذه العمليات مرة واحدة، وعندما سأله، أخبره الطبيب بأن كلامه صحيح وأنه لا يجوز، الا أنه نزولاً عند رغبة المريضة التي ألحت عليه كثيراً، وافق وأجرى تلك العمليات انصياعا لرغبتها.
وهنا يشير الساحوري الى انه علم أن شقيقته التي تعمل بمهنة التعليم؛ كانت قد توجهت لطبيب آخر قبل هذا، لكنه رفض أن يقوم بعمل كل هذه العمليات لها مرة واحدة لخطورة ذلك على حياتها.
ويتابع الساحوري سرد القصة، ويبين أنه وبعد ذلك أخبره الطبيب أنها قد لا تتمكن من الصحو على الفور، وأنها بحاجة لوقت طويل كي تصحو من "البينج"، كونها بقيت تحت التخدير مدة طويلة، وبأنهم قد يضطرون إلى نقلها الى مستشفى آخر كون المستشفى الذي اجريت فيه العملية غير مهيئة لحالات مثل حالتها.
وبعد مرور نصف ساعة على هذا الكلام جاء الطبيب ليخبر عائلتها، بأن قلبها توقف، بسبب هبوط حاد في الضغط، مبيناً أن الطبيب لم يكن محتاطا بوحدات دم كافية والمستشفى لا يملك وحدات دم.
وقال مصدر أمني إن أهل المتوفاة اشتكوا للمركز الأمني بأن ابنتهم توفيت بخطأ طبي أثناء قيامها بعملية جراحية وأن الموضوع أحيل فوراً إلى المدعي العام الذي أمر بالتحفظ على الملف الطبي وإحالة الأطباء المشرفين إلى القضاء، مبيناً أن هذا النوع من القضايا يعتبر من أصعب أنواع القضايا التي يتعامل معها المدعي العام كونها بحاجة إلى خبراء وتأخذ مدة زمنية طويلة.
ونظر المدعي العام بالقضية وقرر مباشرة التحقيق فيها، وإخلاء سبيل الأطباء لحين استكمال كافة الإجراءات اللازمة، إلا أن شقيق المرحومة أكد على نيتهم في ملاحقة كل المتسببين في وفاة أختهم ليأخذوا جزاءهم.
نقيب الأطباء الدكتور علي العبوس بين أن قضية ماريان الساحوري لم تصل للنقابة، ولم يتم تقديم أي شكوى من عائلتها حتى الآن، حيث كانت الشكوى قد تم تقديمها لمركز أمني.
ولا زالت عيادة الطبيب تباشر عملها وتستقبل المواعيد بشكل طبيعي جدا مع ذات الطبيب الذي قام بإجراء العملية لماريان الساحوري.
ولم تخل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين من استنكار واستياء الناس من تلك الحادثة، مع استمرار مسلسل الأخطاء الطبية، والجشع الذي وصل إليه بعض الأطباء في الآونة الأخيرة، وتغليب الجانب المادي على الجانب الطبي والإنساني، خصوصاً في قطاع التجميل الذي يحتاج لفرض الرقابة عليه ووضع ضوابط عديدة.
الغد