أسود الكرك

لم تكن المروءة غائبة بل حاضرة بقوة في الكرك , كرك الشهامة وكرك البطولة وكرك "الهيه " مواطن يزود رجال الأمن بعتاد ,وأخر يتقدم رجال الأمن بسلاحه ,وأخر يهاجم الارهابين حاملا في يده "حجر" , وآخرين ينقذون السياح وجميع غفير يتدافعون للنيل من الطغاة , رجال قلوبهم كالصخر على الإرهاب وكالقطن على الوطن , هم من هبوا لنجدة الوطن , جنبا إلى جنب مع أبنائهم رجال الأمن ,هم من كانوا يطلقون الرصاص ويتلقونه بصدورهم دفاعا عن الوطن ,هم من اشعلو الحماس والاندفاع لدخول القلعة المحصنة , جرذان الإرهاب كانوا يعتقدون إنها قلعة عصية على الكركية إلا أنهم سرعان ما خاب اعتقادهم , وسرعان ما دخلت اسود الكرك تطاردهم في حنايا و زوايا القلعة إلا أن تم اقتلاعهم من جذورهم من معتقداتهم جثث هامدة .

مشهد عريق وليس بالغريب عن الكرك , الجندي بجانب المواطن يتصدون للإرهاب كالترس الواحد , يتناوبون البسالة وتعبئة مخازن الأسلحة للدفاع عن ثرى الأردن ,لم نستغرب مواقف الكركية ,فهم صمام الأمان مع الأمن العام ,رجال باعوا الدنيا لحماية الوطن محبة لله ولرسوله وللمؤمنين ,محافظات انتفضت لنجدة الوطن ’ابن الشمال شهيد بالجنوب وابن الوسط شهيد بالجنوب وأهل الجنوب يصنعون تاريخا جديدا مضافا إلى تاريخهم العريق الطويل الشامخ المعطر بالمسك .

ليس الغريب أن يزف الشهيد بالزغاريد , وليس الغريب أن يذهب ابن السلط إلى الكرك دون أن يعرف الطريق , وليس الغريب أن تأتي وحدات الدم من العقبة واربد والرمثا وجميع المحافظات ,ليس الغريب أن تلغى مظاهر الاحتفال بأعياد الديانة المسيحية , وليس الغريب أن تطفئ الأعراس أهازيجها تضمانا مع الكرك ,فالكرك هي الأردن ,والأردن هي الكرك ,والكركيون تعرفهم من لهجتهم أهل صولات وجولات ,وأهل ثبات , فمن يتقدم الجنود ويدافع عن ثرى الوطن ,هو الوطن وهو خط الدفاع الأول وهو الخط الأحمر الذي لا نساوم عليه .

الوطن ملك لمن يدافع عنه ,والوطن ليس للخارجين عن القانون فهم لهم مزابل التاريخ ولن ينالوا إلا بضع رصاصات , يعجبني حال المواطن في الدفاع عن الوطن ,ويحبطني حال المسؤول في التخاذل عن الوطن ,فما يبثه تلفزيون الأعشاب لا يتناسب مع رائحة المسك من الشهداء .

رحم الله شهداء الوطن وشافى الله المصابين وحمى الله الأردن قيادة وشعبا