زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - بكت بحرارة على الهواء ، بكت تلك الام التي لم تجد لها منفسا سوى التحدث عبر إذاعة محلية ، تشكو الآم الدهر ، وابتلاء القدر ، فزوجها يضربها بوحشية ، تجعلها تفقد الوعي لساعات ، فتصبح أمام "وحش" كاسر ، ينهش إنسانيتها ويئد كرامتها وعلى مرأى أبنائها.
لم تطلب المساعدة المادية عبر الهواء ، بل طلبت من مستعمي الإذاعة الدعاء لها ، أن يُخرجها الله من مأساتها ، فزوجها هجرها ، وتزوج من أخرى ، وجعلها حبيسة الفقر والجوع والمرض ، ولم تجد بديلا غير أبنائها ، الذين باتوا لها أيضا وحوشا ، لا يعون معنى الأمومة فيضربونها ، أمام صمتها على جرح صنعته السنين.
السيدة الأربعينية ، بكت ، ولم تجد عونا لها ، سوى الله - عزوجل - ، وقصتها تدمي القلوب ، فلقد كانت متزوجة من رجل آخر في السابق ، وانفصلت عنه ، وقد انجبت منه ، وتزوجت رجلا آخرا ، ولكنه كان يعاملها بسوء ، فأرادت أن تسّجل البيت الذي تملكه باسم أولادها في سبيل كسب محبتهم ، وعلى أمل الوقوف إلى جانبها ، معترفة انها حرمت أبنائها من زوجها السابق حقا مشروعا .
وزادت " لقد تم طردي مرارا من أولادي ، وضربي ، وسرقة أموالي ، وذلك بتحريض من والدهم ، ولم أعلم أن وجي الذي هجرني ، سيعمل على زعزعة حب اولادي لي ، وباتوا يصرخون في وجهي ، ويشتمونني ، حتى وصل الأمر أن ابنها قام بضربها ، أمام بكاء متواصل لساعات من شدة الآلام".
هذه الأم ، باتت فريسة لزوج ودّع ضميره ، وأبناء ، لا يخافون حق الله في والدتهم ، وتغيّبوا عن حقوق أم وجب النظر إليها ، عملا بالشريعة ، وعملا بالضمائر والأخلاق .
أيعقل ان تضرب أم ، أيعقل أن نقتل بسمة أم في وقت بكت لنبتسم ، أيعقل ان يكون هنالك أبناء تجردوا من الإنسانية وتطاولوا على من سهرت ليناموا ....