زاد الاردن الاخباري -
ذكرت تقارير إعلامية عبرية أن صراعا محموما بدأ بين جنرالات إسرائيل على منصب رئيس جهاز الموساد فور الإعلان عن نية رئيس الحكومة الإسرائيلية ، بنيامين نتنياهو عدم تمديد فترة ولاية الرئيس الحالي مائير داجان لسنة تاسعة، بسبب الإخفاقات المتتالية التي مني بها جهازه مؤخراً، ومنها قضية جوازات السفر المزورة المستخدمة في اغتيال القيادي في حركة حماس الشهيد محمود المبحوح، والافتقار للمعلومات حول سفينة "مرمرة" التركية، الأمر الذي أدى إلى ارتكاب قوات الاحتلال لمجزرة بشعة راح ضحيتها تسعة أتراك، بالاضافة إلى إصابة عشرات آخرين كانوا على متنها.
وأشارت تلك التقارير التي تناولتها العديد من وسائل الإعلام العبرية، إلى أن الاعتقاد السائد لدى الجهات الأمنية المختصة في دولة الاحتلال ، بانه لن يتم تعيين رئيس جديد للموساد الا بعد تعيين رئيس جديد لأركان جيش الاحتلال الإسرائيلي خلفا للجنرال جابي اشكنازي في غضون الاشهر القليلة المقبلة.
وأرجعت صحيفة "هآرتس" العبرية الاستغناء عن خدمات داجان، التي اعتبرتها في حكم المؤكدة، الى اسباب داخلية وخارجية عدة، منها توتر علاقاته وتصاعد خلافاته مع كبار مساعديه ولاسيما نائبيه، حيث استقال احدهما بينما عمد داجان الى اقصاء الثاني بنفسه، متهماً إياه بالقيام بتسريبات للصحافة.
وشددت الصحيفة على أن عملية اغتيال المبحوح بدبي، في يناير الماضي، وما كشفت عنه من تورط إسرائيلي في عملية تزوير كبيرة لجوازات سفر لمواطني دول غربية عدة، بالإضافة إلى فشل الموساد في جمع معلومات عن السفينة التركية "مرمرة" هما العاملان الأساسيان الذان قادا الرجل الى حافة الهاوية.
في سياق متصل، أكد قائد عام شرطة دبي ضاحي خلفان في تصريحات صحفية أن "طرد داجان من منصبه كان متوقعاً بعد اللطمات التي وجهت إلى اسرائيل في دول غربية عدة، على خلفية اغتيال المبحوح، ما زاد من عزلتها الدولية".
وقال خلفان "كان داجان فاشلاً كبيراً الإسرائيليين لن يقبلوا أن يكون هناك فاشل بين صفوفهم"، مشيراً الى "انه لو استقال لكان أفضل له لأن ما حدث خلال الثلاثة أشهر الماضية، منذ الكشف عن قضية المبحوح من طرد للدبلوماسيين الإسرائيليين، من دول أوروبية وسقوط أحد عناصر الموساد في قبضة سلطات دولة أخرى يشكل لطمة كبيرة على وجه داجان".
وعلى الرغم من تصاعد حدة الانتقادات داخل اسرائيل لأداء المؤسسة العسكرية والأمنية في الفترة الأخيرة، ألا أن أصواتاً يمينية أشادت بما سمته انجازات الموساد تحت قيادة داجان التي قالت إن منها "تصفية قائد شعبة العمليات في حزب الله اللبناني عماد مغنية، وتقديم المعلومات الاستخبارية التي سمحت للطيران الإسرائيلي بقصف المنشأة البحثية في شمالي شرق سورية، استهداف سفن محملة بالأسلحة في البحر الأحمر".
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد مددت لداجان في رئاسة الموساد ثلاث مرات، آخرها في يونيو/ حزيران عام 2009، لولاية تنتهي في ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وأعلن التلفزيون الإسرائيلي أن داجان طلب التمديد له لمرة رابعة، غير أن رئيس الحكومة رفض هذا الطلب.
إلا أن مكتب رئاسة الوزراء الاسرائيلية نفى مساء السبت الماضي التقارير الإعلامية التي تحدثت عن رفض نانياهو تمديد ولاية داجان عاما آخر في منصبه، وجاء في بيان أصدره الديوان أن "السيد داجان لم يراجع رئيس الوزراء بهذا الخصوص ولم يطلب تمديد ولايته".
صراع على الخلافة
ويرى معلقون إسرائليون أن الصراع على خلافة داجان في رئاسة الموساد احتدم حتى قبل الإعلان عن عدم تمديد ولايته، د احتدم على من يخلفه في رئاسة الموساد.
ونقلت صحيفة "السفير" اللبنانية عن هؤلاء قولهم، أن مثل هذه الصراعات، سواء في رئاسة أركان الجيش أو الموساد أو الشاباك، تدعى بـ "حرب الجنرالات"، غير أن ما يميز الصراع بين رئاسة الأركان ورئاسة كل من الموساد والشاباك هو أن الصراع في الجيش داخلي محض في حين أنه في الجهازين الأخيرين داخلي وخارجي.
غير أن المعلقين الإسرائيليين يعتقدون أن أحداً من داخل الموساد لا يصلح للقيادة. فالنمط الذي عمل وفقه داغان لم يكن يسمح لأحد بامتلاك القدرة على قيادة الجهاز. وهذا يدفع للاعتقاد أن الفائز في السبق على رئاسة الموساد سيكون في الغالب من خارج الجهاز.
وتشير التقارير إلى أن قائمة المتنافسين على رئاسة الموساد من خارجه طويلة، وتضم رئيس الشاباك يوفال ديسكين، الذي يوشك على إنهاء ولايته، وتقول إنه الشخص المفضل لدى داجان لتولي رئاسة الموساد. وسبق لديسكين أن عمل في الموساد مساعداً لداجان فور توليه مهام المنصب.
ومن شبه المؤكد أن ديسكين يرغب في المنصب الذي يعتبر بالغ الأهمية سياسياً وأمنياً وخشبة قفز نحو مواقع سياسية مهمة في المستقبل.
وإلى جانب ديسكين هناك حاجاي هداس، المسؤول اليوم عن ملف الأسرى والمفقودين. وكان هداس من قادة الموساد في السابق وترأس شعبة "قيساريا" التي تعتبر وحدة العمليات التنفيذية في الموساد لسنوات عديدة. واستقال من الموساد في إطار "حرب الجنرالات" عند الصراع على المناصب.
ونظراً لقرب هداس من نتنياهو فإن هناك من يمنحه فرصة كبيرة في الجلوس على كرسي رئيس الموساد.
وإلى جانب ديسكين وهداس هناك جنرالان: يؤآف جالانت وهو مرشح أيضاً لرئاسة الأركان. ويعتقد أنه إذا أخفق في نيل منصب رئيس الأركان فقد يكون مرشحاً قوياً لرئاسة الموساد.
والجنرال الثاني هو عاموس يدلين الذي يرأس شعبة الاستخبارات العسكرية.
ويرى معلقون أنه إذا اختار نتنياهو، هداس فإنه يرمي لإعطاء إشارة بأنه يريد الموساد أكثر هجومية من أي وقت مضى. أما إذا اختار يدلين فإنه يشير إلى رغبته في تهدئة لعب الموساد في الخارج.
نبذة عن داجان
ولد في مدينة نوفوسيبيريسك في روسيا عام ،1954 وبعد استكمال تعليمه عمل في الجيش الإسرائيلي، وعمل في اوائل السبعينات قائداً لوحدة "سايريت ريمون" للكوماندوز التي كانت مهمتها مواجهة المقاومة الفلسطينية المتنامية في الأراضي العربية المحتلة.
عينه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارييل شارون عام 2002 رئيساً لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي "الموساد" خلفاً لإفرايم هاليفي،
بعد انتهاء مدته، 2008 قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، ايهود اولمرت تمديدها عاما جديداً الى 2009.
ثم قرر رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو التمديد له عاما آخر حتى وقت لاحق من هذا العام.
محيط