اطعمها الله لك واحد يشتهي أن يعيش ايام التوجيهي ويصبح لديه شاب أو فتاة في مرحلة التوجيهي ، وهذا الذي أسمه توجيهي يعود علينا من جديد بكابوسه الشعبي والحكومي البيت وضع على خط التماس والجميع يتناولون طعامهم بأستثناء التوجيهي فهو له طعام خاص واوقات خاصة واخيرا هو سيد البيت والمتحكم بأية فكرة تصدر من اهل البيت كرحلة أو زيارة سواء ضيوف لديهم أو قيامهم بضيافة احد وصوت التلفزيون ونوع ما سيشاهد في البيت وأوقات المشاهدة .
وكل ذلك يهون مقارنة بالبحث عن مدرس لمادة اللغة العربية قبل الإمتحانات بايام قليلة ومحاولات فاشلة لتقليل من فاتورة الدورس الخصوصية للمواد العلمية وتنقلب معدتك عندما تسمع أن عدد من المعلمين قد أقسموا قسم عضوية النقابة ، ومعلم اللغة العربية " مدرسه خاصة " يقول للطلاب " المزيد من الفهم سيكون في قاعة الدرس الخصوصي" المركز " ويخرج من قاعة الدرس لأداء صلاة الظهر جماعة مع بقية زملائه في القسم والمهنة .
ودور الحكومة في " عنا توجيهي " أنها صاحبة الولاية في خلق حالة من التوتر وشد الاعصاب ، وتبدأ بإعلان المحظورات والممنوعات وطقوس اداء الامتحان والاجراءات الأمنية والتي منها قيام المدرسات بحلف يمين " على القرأن " لضمان عدم قيامهن بتغشيش الطالبات وان يقمنا بتصليح اوراق الاجابات وأمام أعينهن قسمهن لليمين على القرأن ، ويشتد حماس الجكومة وتصبح كيان واحد لايمكن فصله تحت مسمى " عنا توجيهي " .
والشيء الغريب هنا أنك تكتشف بعد خمسة وثلاثون عاما أن التوجيهي على أيامك أصبح متخلف مقارنة بتوجيهي هذه الايام ، اليوم يوجد مدرسين خصوصي وامتحان تجريبي " شبيه بامتحان الوزارة " ويوجد بين موعد امتحان المواد الدراسية بحد أدنى يومين ويرجع ذلك إما لصعوبة المادة أو حجم ما يطرح فيها من معلومات ، وتحاول أن تتفلسف وتقول للأخرين كيف كان إمتحان التوجيهي على زمانك ويسكتونك بجملة " لكل زمان دولة ورجال " ، والنهاية تبدأ تقنع نفسك أنك من جماعة " عنا توجيهي " وكما يقول المثل " إذا جن ربعك عقلك لن ينفعك " وان الموت مع الجماعة رحمة وينتهي مشهد " عنا توجيهي " بصورة علقت في ذهن الشعب جميعه لمجموعة من الاولاد يتسلقون سور مدرسة ثانوية وهم يمسكون اوراق وينادون على الطلاب داخل القاعات بإجابات اسئلة امتحان التوجيهي .