الأقلام المأجورة

في حقيقة الآمر لم يتوقع السيسي وأتباعه هذه الموجة العارمة من غضب الشعب المصري الذي ملأ الميادين والساحات والشوارع في القاهرة والمحافظات المختلفة، لم يتوقع التنديد به أمام سفارات المصرية لدى الشعوب العربية والأجنبية بهذا الزخم ، ولم يعتقد أبداً بأن المليارات التي قُدمت له سيحترق بها .
كان الشعب المصري الحر النظيف يريدها دولة ولكن الله سبحانه وتعالى أرادها أمة فحديث الشوارع العربية بقضية الأنقلاب العسكري الغاشم والذي تحول إلى إنقلاب دموي وقام بتنفيذه عبد الفتاح سعد السيسي على الشعب المصري وليس على الزعيم المصري (الرمز) فأصبحت كل الشعوب العربية تنظر إليه لأنه رجل أفعال لا أقوال حتى سماه الإتحاد الإفريقي منديلا العرب بعد الإجتماع معه لمدة ساعتين ومشاهدة ملاين الشعب المصري ترفع صورته وتهتف بأسمه لأنه ناضل وكافح من أجل الأعتماد على الذات في انتاج القمح وصناعة الأسلحة الأرهابية وتمسك بدين وأهداب الفضيلة، وهذا على ما يبدوا جلياً وواضحاً لم يٌعجب الولايات المتحدة ، فهي تستمد قوتها وجبروتها من الخنوع العربي الذي حكمت به حُكام ينطقون بحرف الضاد ليحكموا شعوبنا الحرة بسياسات خبيثة.
نرى اليوم بأن كرامتنا مسفوحة دمائها ، مهانةٌ هيبتها ومعبوث بوقارها ، وحين ترى التراتيل المشؤومة والترانيم الهزيلة والكلمات السخيفة عناوين لعلية القوم وشعارات الصحافيون وأشباه المثقفين وكتاب آخر الزمان تنادوا لحماية الظالم واتهام الضحية، منهم من كان من أبناء جلدتنا ويسكن حارتنا فاستعرض علينا حبره وقلمه وساند ، فرموا العلماء الربانيين بالتطرف والإرهاب وتباكوا على حرية الكلمة وتمادوا في غيهم بدل أن يعودوا إلى الحق ويسلموا بما دل عليه الدليل من صريح القران وصحيح السنة
والسؤال هنا : ترى إلى أين يريد أولئك أن يصلوا بالقراء معهم ؟
وإلى أي واد سحيق من أودية الضلال يريدون أن يقودوا الناس بمقالاتهم ؟الحقيقة أن هؤلاء أناس نفوسهم ضعيفة لم تترسخ أسس العقيدة الإسلامية فى قلوبهم فأصبحوا لقمة سهلة فى يد الرؤوس المحركة لهم ، أقصد بذلك أن مثل هؤلاء وإن كانوا ينتمون إلى الإسلام بالإسم إلا أنهم قد تأصلت ورسخت فى عقولهم المفاهيم الغربية والعقائد الباطلة إضافة إلى ذلك فكل ما يكتبونه ويبثونه إنما هو من محض أفكار الغرب وأصحاب الملل المنحرفة،أى أنهم ليسوا إلا عملاء قد أغشى على وجوههم وسمعهم وأبصارهم فأصبحوا لايميزون بين الحق والباطل وغدا أعداء الإسلام يبثون إعلامهم وأفكارهم المنحرفة متسترين تحت شعار الإسلام، ونظراالى ان عامة القراء يثقون فيما تقدمه صحافاتهم واعلامهم العربى وعندما يقراون يختلط عندهم الغث بالثمين وتختلط عليهم امور دينهم وبهذا تفسد عقيدتهم وهذا ما يريد ان يصل إليه هؤلاء بالقارىء المسلم على وجه التحديد.
كيف لنا أن ننكر عليهم ونوقفهم عن الخوض في دين الله بلاعلم ولا بصيرة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين ، إذن فالحل الوحيد هو بتعلم العلوم الدينية وأخص بالذكر دراسة العقيدة الإسلامية وفهمها حق الفهم حتى نستطيع أن نميز ما نقرأه ، أيضاً نظراً لما نجده فى بعض تلك الكتابات من خلط فى مذاهب الفرق المختلفة والجماعات المنحرفة وصياغته فى شكل يجذب القارىء يجب أن نكون على علم ومعرفة بعقائد هذه الفرق وإن كانت تتستر تحت شعار الإسلام.
ونفهم ذلك من خلال حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فى الافتراق، ما هو واجب المتلقين والقراء لمثل تلك المقولات والمقالات ؟ واجبهم أن يحذروا من قراءة مثل تلك المقالات ، إضافة إلى ذلك فأنا أرى أنه من ضمن أهدافهم التى يسعون إليها من خلال تلك المقالات هو جذب انتباه القارىء وإثارته مما يؤدى إلى إثارة قضية الدافع من وراءها تضليلنا عن القضايا الهامة التى نسعى لحلها فى عالمنا الإسلامى.
كيف لنا أن ننكر عليهم ونوقفهم عن الخوض في دين والسياسة بلاعلم ولا بصيرة ؟
ما هو واجب المتلقين والقراء لمثل تلك المقولات والمقالات ؟
كيف لنا أن نساند العلماء الصادعين بالحق المنافحين عن دين الله ونشد على أيديهم ونرص الصفوف خلفهم ؟
وظلوا ينظروا لنا في فن السياسة والخنوع باسم البراغماتية والرشد والعقلانية، … ومنهم من أوجع رؤوسنا في أيام الخنوع للخروج من النفق سموا أنفسهم عرباً مسلمين وقد باعوا ضمائرهم وأقلامهم.