أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الثلاثاء .. انخفاض طفيف على درجات الحرارة وأجواء باردة في معظم المناطق توقعات بعودة 75 ألف سوري من الأردن في 2026 نقيبة أطباء الأسنان: أصول صندوق التقاعد تتآكل ونخشى استنزافها بالكامل الجنسية الأكثر شراء للعقار في الأردن التنمية تعلن حل 66 جمعية (أسماء) مخصصات النواب الشهرية لخزينة الاحزاب .. ما مدى مشروعية المطالبة؟ اللوزي : فيروس الإنفلونزا يتحور كل 6 أشهر الحكومة تحسم الجدل: أراضي مشروع مدينة عمرة مملوكة بالكامل للدولة وتحذير من مروّجي الشائعات رئيس أركان جيش الاحتلال يعلن انتهاء التحقيقات في إخفاقات "7 أكتوبر" الحلبوسي والسامرائي أبرز المرشحين لرئاسة برلمان العراق تصريح لوزير مياه أسبق يثير جلبة تحت قبة البرلمان الدفاع السورية: صدور أمر بإيقاف استهداف مصادر نيران قسد بعد تحييدها أهالي المريغة يمسكون بضبع بعد تحذيرات بلدية حرصًا على سلامة الأهالي شهيد بنيران الاحتلال في الشجاعية على وقع توغل بمخيم جباليا وقصف مدفعي برفح الإفراج عن الطبيبة رحمة العدوان في بريطانيا الشمندر .. خيارك الآمن لتوريد الخدود والشفتين سائحة تنجو بأعجوبة في مصر أحكام بالسجن لأعضاء عصابة إجرامية في السلفادور الجامعة الأردنية الرابعة عربيا والأولى محليا في تصنيف الجامعات العربية 2025 الأميرة دينا مرعد تزور مستشفى الجامعة وتطّلع على أوضاع أطفال غزة
الصفحة الرئيسية آدم و حواء الوقت .. لماذا نسعى الى «قتله»؟

الوقت .. لماذا نسعى الى «قتله»؟

07-05-2010 10:52 PM

زاد الاردن الاخباري -

عندما سألت والدة صديقي اياس عنه قالت: (ابني راح على القهوة عشان يقتل الوقت). ومثل ام اياس امهات كثيرات يعبرن عن المشكلة باسلوب قديم وان كان الناس او معظم الناس يترجمون شعورهم تجاه الوقت بنفس الطريقة. ولهذا يسعون الى "قتل" الوقت من خلال الجلوس لساعات في التعاطي مع الارجيلة التي تحتاج طقوس اعدادها الى اوقات طويلة اضافة الى شربها وسط السهرات التي تمتد الى ساعات متأخرة من الليل. وهي السمة الغالبة للتعامل مع الوقت. وهناك من يقضي الوقت في النوم والكسل حيث يتحول الى جثة بلا حراك.

يقولون اننا نحن العرب لا نعرف قيمة الوقت بعكس عدونا الذي يستفيد من كل لحظة للتخطيط لمزيد من التوسع والفتك بابناء العروبة.

ويشيرون الى شبابنا الذين يُفترض انهم عماد الامة وحين يصفون بعضهم بعدم الفائدة يقولون انهم يقضون الوقت في الشوارع (لا هم دنيا ولا عذاب آخرة) مع التحفظ على المثل.

للوقت قيمة

ومع اقتراب العطل والاجازات الصيفية نجد الفئة الغالبة من الشباب والاولاد تقضي الوقت في اللعب بالشوارع مسببين الازعاج للجيران والمارة الذين يتحرشون بهم. ناهيك عن المساوىء التي يمكن ان تحدث عبر اسابيع الاجازة الصيفية.

يقول الدكتور محمد الدقس (استاذ علم الاجتماع بالجامعة الاردنية): تختلف قيمة الوقت بين الافراد ومن شخص الى آخر ومن مجتمع الى آخر. الشعوب المتقدمة تسعى لاستغلال الوقت من خلال المحافظة عليه بتحقيق او بانجاز الاعمال اللازمة والمخطط لها اصلا.

ويضيف الدكتور الدقس: ان استغلال او ادارة الوقت من مكونات التقدم سواء لدى الافراد او المجتمعات. وعادة ما يقسم الوقت حسب المهام المطلوبة. ففي اثناء اليوم مثلا يقوم الفرد بتقسيم الاعمال الواجب القيام بها حسب الوقت اللازم. وهناك نظرية اخرى في مجال العمل تعرف بنظرية الحركة والزمن. بمعنى القيام بالحركة اللازمة في الوقت المناسب. ومن شأن ذلك ان يؤدي الى انجاز الاعمال والانتاج في نهاية الامر.

وقت الصلوات

هناك مقولة شعبية تتحدث عن "قتل" الوقت. وهو ما يعني القيام باعمال غير لازمة وغير منتجة. وهذه صفة للافراد الكسالى الذين لا يقدرون نعمة الوقت. وفي المقابل ، فقد حث الاسلام على المحافظة على الوقت. وحتى ان الشعائر كالصلاة مثلا مبنية على عامل الوقت. ولهذه نجد ان هناك صلاة الفجر وصلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء.

بل ان الوضوء لا بد ان يتم في وقت معين ، وكذلك الاذان. وهذا يعني ان الاسلام في جوهره مبني على المحافظة على الاوقات اي على الزمن. ويقاس تقدم المجتمعات على مدى محافظتها على الوقت وانجاز الاهداف. كما ان الخطط التنموية التي من خلالها يتم انجاز الاعمال هي مبنية على الوقت ايضا. وهذا في نهاية المطاف يدل على ان المحافظة على الوقت تعد من سمات تقدم الافراد والمجتمعات معا.

طلاب المدارس

وقالت الكاتبة والباحثة الدكتورة عايدة النجار في وصف الحالة: بدأت بوادر انتهاء المدارس من التعليم والطلاب من الجلوس لساعات طويلة على مقاعد الدراسة ، تبدو واضحة في المجتمع. فالشوارع ساعة "الزحمة" وتدافش الباصات الصفراء المدرسية قد خفت وطأته.

بالاضافة لذلك انتقل ضجيج الملاعب الي البيوت والازقة والحواري ، حيث بدأت حركة فيها نوع من الحرية تختلف عن الحرية المقيدة باللعب على ملاعب المدرسة سواء في حصص الرياضة أو سرقة بعض الوقت للحركة المطلوبة والطبيعية للنمو الجسماني والعقلي والنفسي للطلاب حتى نهاية سن المراهقة التي حددت بـ 18 عاما. ولا أشك ان المدارس تستعد لكي تنفس الصعداء من معلمين ومسؤولين على أمل أخذ قسط من الراحة الجسمية والنفسية التي هم بحاجة لها. ومع بدء العطلة الصيفية وانتهاء الفترة النهائية القاسية على المعلمات والمعلمين ، فترة الامتحانات التي ترهق الجميع وليس فقط الطلبة والكل يبحث عن وسائل لكيفية قضاء الوقت في العطلة الاجبارية.

واكدت النجار أن الضغط النفسي ينتقل بشكل اخر للاهالي من جديد ، فالكل يبحث عن مكان وزمان يؤوي به أولاده غير البيت خاصة اذا ما كانوا في أعمار مختلفة ويبدو التأفف واضحا من الاهالي من جميع الطبقات الاجتماعية. بعض الاختيارات تسبب مشاكل مادية واجتماعية للكثيرين كما تسبب المخاطر للكثيرين. وهنا تكمن المشكلة الكبرى للعائلة كما المجتمع: فالبعض يمكنه أن يوفر لاولاده الاشتراك في ناد رياضي لقضاء الوقت مع الاصدقاء ، أو السفر للخارج في تجربة جديدة وهي "السفر" لاول مرة أو "لعاشر" مرة أما الاكثرية فهم الذين يبقون في البيوت لأسباب مادية واجتماعية. وبعد: "مشكلة الطلاب" في العطل الصيفية كما تبدو للكثيرين مشكلة بحاجة للتعاون لحلها من الافراد والجماعات ، فالاندية على اختلاف أنواعها ليست كافية لتستوعب الطلاب في العطلة الصيفية من جميع الطبقات الاجتماعية.

وستظل الحارات والازقة المكان الطبيعي غير غرف المنزل لتفريغ النشاط الجسماني الزائد للاطفال للكثيرين في المرحلة المبكرة من سن الطفولة ، وأيضا تزداد عمالة الاطفال غير المشروعة ممن يبحث عن مصدر رزق للعائلة.

ولا شك أن العمل عامل هام للمساعدة في تنمية قدرات الطلاب اذا ما وجدت برامج تدريبية مدروسة ومشروعة تساعد الاطفال على العمل المنتج بحيث يتلاءم مع قدراتهم وتساهم في دمجهم في المجتمع والشعور بالمسؤولية. ولا شك أيضا أن ايجاد برامج ومشاريع تدعم الطلاب لتعلم "ثقافة العمل" والتخلص من "ثقافة العيب" بالاضافة لتعزيز ثقافة العمل الاجتماعي والخيري والتبرع بالوقت والشعور بالتفاعل مع المحتاجين في المجتمع ستعود على الجميع بحلول ايجابية ليست فردية بل جماعية ستساعد على خلق روح انتماء وطني. كما ان هناك حاجة ماسة لدراسة كيفية ادماج أكبر عدد ممكن من الطلاب والتعلم كيفية ادارة الوقت في العطل الصيفية.


الدستور - طلعت شناعة





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع