أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الثلاثاء .. انخفاض طفيف على درجات الحرارة وأجواء باردة في معظم المناطق توقعات بعودة 75 ألف سوري من الأردن في 2026 نقيبة أطباء الأسنان: أصول صندوق التقاعد تتآكل ونخشى استنزافها بالكامل الجنسية الأكثر شراء للعقار في الأردن التنمية تعلن حل 66 جمعية (أسماء) مخصصات النواب الشهرية لخزينة الاحزاب .. ما مدى مشروعية المطالبة؟ اللوزي : فيروس الإنفلونزا يتحور كل 6 أشهر الحكومة تحسم الجدل: أراضي مشروع مدينة عمرة مملوكة بالكامل للدولة وتحذير من مروّجي الشائعات رئيس أركان جيش الاحتلال يعلن انتهاء التحقيقات في إخفاقات "7 أكتوبر" الحلبوسي والسامرائي أبرز المرشحين لرئاسة برلمان العراق تصريح لوزير مياه أسبق يثير جلبة تحت قبة البرلمان الدفاع السورية: صدور أمر بإيقاف استهداف مصادر نيران قسد بعد تحييدها أهالي المريغة يمسكون بضبع بعد تحذيرات بلدية حرصًا على سلامة الأهالي شهيد بنيران الاحتلال في الشجاعية على وقع توغل بمخيم جباليا وقصف مدفعي برفح الإفراج عن الطبيبة رحمة العدوان في بريطانيا الشمندر .. خيارك الآمن لتوريد الخدود والشفتين سائحة تنجو بأعجوبة في مصر أحكام بالسجن لأعضاء عصابة إجرامية في السلفادور الجامعة الأردنية الرابعة عربيا والأولى محليا في تصنيف الجامعات العربية 2025 الأميرة دينا مرعد تزور مستشفى الجامعة وتطّلع على أوضاع أطفال غزة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة لو كان الاستبدادُ رجلاً لقتلته .. !

لو كان الاستبدادُ رجلاً لقتلته .. !

18-02-2013 02:51 PM

يقول العرب: (لو كان الفقر رجلاً لقتلته)، ويقولون كذلك: (الجوع كافر) وهما قولان لا يشكّ بصحّتهما اثنان، فالأوّل جاء من الفاروق عمر، والثّاني جاء على لسان حكمائنا وأخيارنا... .


لنتفق على أنّ الجوع كافر وربّما يكفّر صاحبه، ولكنّه قطعاً لا يجعله يكفّر الآخرين، ومثله الفقر؛ إذ يمكن له تدمير وقتل صاحب الفاقة ولكنّه ليس مُبرراً للفقير أن يقتل أو يتمنّى الموت لغيره مثلاً.


لا الجوع ولا الفقر يمكن لهما أن يجعلا من المرء متطّرفاً دينيّاً أو إرهابيّاً، وليس الوضع الاقتصادي المتردي كما يعزو علماء النّفس ومفكّرو ومنظّرو المدارس السّلوكيّة في نظريّتهم بأنّه هو السبب الرئيسي الأوّل والجوهري الكامن وراء كلّ تطرّفٍ أو تعصّبٍ دينيّ وطائفي، ولا انزع عنها صفة الصّدق النّسبي أحياناً؛ ولكن هو ما يعني أنّها تفتقد لنسبة عالية من الدّقة... .


التّطرف أبداً ليس من جوع أو فقر أو أنّهما مُسبّبان رئيسيّان له على الرّغم من وجود متطرّفين من عائلات وطبقات فقيرة ولكنّهم ليسوا لهذا السّبب أضحوا كذلك، بل بسبب ما يحملونه من وعيٍ وفكر، وهما نفس الوعي والفكر اللذان يُهيّآن ويجعلان الكثير من الأغنياء في الطّبقات الأرستقراطيّة أو الوسطى يتدافعون للتّطرف ومنهم من يتعدّاه ويتجاوزه إلى حد الإرهاب، فمثلاً: أسامة بن لادن ملياردير سعودي ومن عائلة بالغة القيمة والثّراء، أيمن الظّواهري طبيب من عائلة ثريّة وكان أحد أبنائه شيخاً للأزهر أعلى سلطة دينيّة في مصر، وعدا محمّد عطا الذي عُرف أنّه من عائلة فقيرة؛ فإنّ جميع الذين نفّذوا عمليّة الحادي عشر من سبتمبر هم من السّعوديين والإماراتيين واللبنانيين الأغنياء الأثرياء والمتعلّمين، وجلّهم كان يتلقى بكلفة عالية دراسته في أرقى جامعات الولايات المتحدة الأمريكيّة، وفي أميز التّخصصات العلميّة... !


وهل تتشابه الدّول العربيّة بالفقر والجوع وسوء الأحوال الاقتصاديّة وتردّيها؟ بالقطع لا...، فليس هناك أدنى مقارنة اقتصادية بين عرب الخليج مثلاً وباقي أشقائهم العرب من حيث القوّة والضّعف، ولا يمكن أن يجمعهم جميعاً وضع اقتصاديّ واحد، ومع ذلك...؛ عندما تنظر فإنّك ستجد أنّ العرب قد اختلفوا وتفرّقوا في مستويات الاقتصاد والفقر والجوع، ولكنّهم تشابهوا بالاستبداد الذي اتفق فيه أغلب حكّامهم بعد أن اجتمعوا وتفرّقوا عليه، وأقسموا على أن يكون هو العامل الوحيد المشترك والحاسم فيما بينهم، فانتشر وأصبح سائداً في الفقيرة والغنيّة منها، ومن منهم لم يقع فيه صراحة؛ فإنّه لا بدّ وأنّه يشمّ ريحه أو أنّه يحوم حوله أو شبه واقع فيه في حال علمنا أنّ السّقوط بالشّيء له درجات...!


لا أدّعي بأنّ التّطرف مقتصر في المجتمع العربي، بل ستجده في كلّ مجتمعٍ مستبدّ في سلطته وسلطويّاً في حكمه، ولكنّنا تفوّقنا على الجميع بالاستبداد والد ووالدة التّطرف، فلا أحد ينكر علينا بأنّنا نقطة تمركزه ومصادره، وبؤرة انتشاره وتكاثره، وآلة استمراره وديمومته، وبالتّالي...؛ فهي نتائج طبيعيّة ولنقل حتميّة لمجتمعات عربيّة مُستبَدّة، واستبدادها لا بدّ وأنّه هو (الفياغرا) المذهل في تسهيل وتسريع إنتاج ملايين المتطرّفين من العرب كل يوم.


إنّ حال حكّامنا العرب المستبدين بشعوبهم هو ما وصفه لنا الرّائع عبد الرّحمن الكواكبي في كتابه القيّم طبائع الاستبداد إذ يقول: (المستبدّ يودُّ أنْ تكون رعيته كالغنم درّاً وطاعةً، وكالكلاب تذلُّلاً وتملُّقاً، وعلى الرَّعية أنْ تكون كالخيل إنْ خُدِمَت خَدمتْ، وإنْ ضُرِبت شَرست، وعليها أن تكون كالصقور لا تُلاعب ولا يُستأثر عليها بالصّيد كلِّه، خلافاً للكلاب التي لا فرق عندها أَطُعِمت أو حُرِمت حتَّى من العظام...).


وعندما لا تستطيع الشّعوب والمجتمعات مواجهة استبداد حكّامها أو تغييرهم بعد أن أضحوا الحاكمين بأمر الله وظل السّماء الظليل الوارف على الأرض؛ فالملاذ الوحيد للخلاص هو التّطرف بأنواعه الدينيّة والاجتماعية والسياسيّة ...الخ، وزد عليها الفساد، الرّشوة، الحلول الفرديّة، والتّسلق الشّخصي الانتهازي، والعنف المجتمعي الوحشي من جهة وانفلات الأخلاق من جهة أخرى، وجميعها مقابل الديمقراطية المفقودة أو المُحرّمة التي تعني سماع كلّ الآراء، التّداعي والتّعبير الحرّ عن النّفس، التّسامح مع الخصوم والمختلفين أو لنقل شرف الخصومة والقبول بالآخر، والحوار والتّحاور البنّائين الإيجابيين، والتنافس والصّراع الشّرعيين، احترام القانون وسيادته، والعدل والمساواة بين الجميع...!


المراوغة...، الاستسلام...، الذّل والخضوع...، المداهنة والمسايرة...؛ جميعها مقوّمات وسمات يصنعها الاستبداد في الشّخص المُتطرف، فيضطرّ للنفاق والرّياء والطّاعة للحاكم والتّطبيل والتّزمير له والانسحاق أمامه، ورفض الآخر وكراهيّته، وتخوينه لكلّ مُعارض وتكفيره له أحياناً، وعدم احتماله لأدنى اختلاف أو رأي آخر... .


وعندما ينشأ المواطن العربي ويترعرع على مقوّمات الاستبداد السّابقة وغيرها؛ فإنّ التّطرف لا بدّ أن يقف لدى الباب العربي ويقرعه مستأذناً الدّخول؛ وهنا لا يسع الاستبداد إلّا أن يفتحه له على مصراعيه مرحّباً وقائلاً: أهلاً وسهلاً بك يا أخ العرب فأنت بين أهلك وناسك و (سكوت المعازيب ترى تراحيب) ويا هلا ... !





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع