في ذكرى استشهاد وصفي التل

زاد الاردن الاخباري -

في ذكرى استشهاد وصفي التل
الرمز الوطني
كيف لي بكلمات بسيطة ان اكتب عنك وانت كل الكلام وعن اي وجه من وجوهك المشرقة على كل ذرة تراب من الوطن اكتب هل اكتب عن وصفي رمح الوطن الذي طعن الاعداء بالصميم وخلص الاردنين وانقذهم من فك كماش الداخل والخرج
ام اكتب عن وصفي المعلم الذي رفض المدارس الخاصة حتى لاتخرج جيل غريب عن وطنه ام اكتب عن وصفي الفلاح الذي رفض ان يدمر الاسمنت والحجر جمال الوطن وغاباته وأرضه الزراعية ام اكتب عن وصفي البدوي الذي منع الاعتداء على اراضي المراعي ليحافظ على الثروة الحيوانية
وصفي باي اللغات اكتب عنك فلغة العين تحاكيك وتدمع لذكراك والوجدان يهتز لهذه المناسبة ايها البدر الساطع نورا على بلادي يامن علمتنا كيف يكون حب الوطن وكيف نضحي بانفسنا في سبيل الوطن ياشمس الاردن الحارقة للاعداء باشعتها التي تتحول نار على كل من حاول المساس بالوطن او الكيد له والمتحولة بردا وسلام على الاردنيين
وصفي جمعت في شخصيتك كل تفاصيل الوطن ورسمت خارطة عشق ازلية للاردن وعلى امتداد جسدك المزين بخارطة الوطن كان لكل قرية ومدينة وبيت شعر مكان وحيزا من هذا العملاق الذي لم يدفن بل سكن في نفوس الاردنيين يامن تعرف قرية الاردني اوعشيرته عندما يخاطبك من لهجته لقد جاء جيل فعلا كما قلت ايها الشهيد لايفهم علينا ولا نفهم عليه لايعرف من حدود الوطن الا المطار ومقهى الصحاب وبيته هذا ان لم يكن حاجز في فندق وليس له بيته لانه سيهاجر من الاردن مجرد ان ينهي عقده او وظيفته
ايها الخارج من حناجر الحصادين ايها الخارج من رحم الارض الاردنية ايها الخارج من بطن الارض تلك الارض التي احتوت طهر حبلك السري لذلك نجد في الموروث الشعبي ان الانسان يحن لمكان حبله السري ويبقى معلق فيه وصفي لقد تولى امرنا من حبالهم السرية مرتبطه بتراب غير التراب و وطن غير الوطن فنهبوا الوطن الذي بنيت انت والشرفاء من ابناء الوطن وصفي نخجل منك في ذكرى وفاتك فنحن نبكي وطننا المنهوب ونحلم ان نجد المنقذ ان ما نمر به من محن لا يعادل تلك المحن التي مر بها الوطن بزمانك ايها الشهيد ولكن شحت الرجال
وصفي اعذرني لا اريد ان اشكوا لك الهم والجرح فانت على بابك مكتوب من لايعشق الاردن ويحميه ويفتديه لا يستحق هذا الثرى وصفي كلنا امل ان يتخرج من مدرستك جيل يحمي الوطن ان شاء الله ويعيد كل مانهب ويعيد البسمة الى شفاه الاردنيين ويعيد الامل بحياة العز والكرامة التي تربى عليها جيلكم لذلك نستعيد الذكرى
ان يوم استشهادك ليس كباقي الايام فلا زلت اذكر وانا طفل صغير تلك اللحظات العفوية التي سادت الوطن بوفاتك حين اتشح الوطن بالسواد من اقصاه الى اقصاه دون اوامر او تعليمات ولكن لان كل بيت اردني شعر ان الجنازة قد خرجت منه نظرا لما قدمت وانجزت للوطن ساد الحز الوطن
نعم ان دمك الطاهر روى عروقنا كيف يكون حب الوطن والحرص عليه نعم ان دمك علمنا ان الاردن فوق الجميع واغلا من الجميع
رحمك الله ايها الرمز الخالد وجعل الجنة مثواك يارب العالمين
خضر عيد السرحان