الجيش الإسرائيلي يكثف قصفه على المناطق الشرقية لقطاع غزة
النقل البري: دراسة إلزام سائقي التطبيقات بالضمان وتشديد الرقابة على الشركات غير المرخصة
الأردن .. استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد
الأردنيون يترقبون حفل سحب قرعة كأس العالم 2026
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية
آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين
فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71
عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان
(خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل
تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟
البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين
الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس
يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته
الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية
زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع
النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال
قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية
نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت
هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد
خيرهم وكفاية شرهم:
بقلم الدكتور محمد فاروق المومني
اثيرت في الاسبوع الماضي تكهنات سياسية مختلفة حول خبر كاذب نشرته وسائل الاعلام وهو يقول: ان السفير الايراني بعمان صرح بان ايران مستعدة لتزويد الاردن باحتياجاته النفطية لمدة ثلاثين عاما بلا مقابل....ثم نشرت بعد يومين تصريحا خطيا للسفير ذاته ينفي ما أذيع على لسانه ويؤكد مجددا استعداد بلادة لعقد مباحاثات مع الاردن لأجل تحقيق شكل من اشكال المقايضة في السلع بين البلدين ......
بعض المتفلسفين بالشأن السياسي ربطوا العرض الايراني برغبة ايران في مساعدة الاردن لأجل التصدي لمشروع الوطن البديل والبعض الاخر زعم انه جاء لأجل نشر التشيع ...وهكذا استمرت الهرطقات والاكاذيب على منوال الخبر نفسه ....ولا أدري ماهو الجانب المغري في العرض الايراني مادام الامر متعلقا بمجرد الإستعداد للتبادل التجاري الذي يصب لصالح ايران ويعزل الاردن بالنتيجة عن محيطه العربي وبعده القومي في أولويات التعامل والتبادل التجاري في الوقت الذي لم تعلن السعودية والعراق عن امتناعهما عن تزويد الاردن باحتاجاته النفطية لقاء مقابل معقول .
ومن قال ان ايران ستساعد الاردن في التصدي لمشروع الوطن البديل ؟ إن العرض الايراني لا يتصل بهذه المسألة من اي وجه كان .ونحن لا نريد الحفاظ على اوطاننا بمساعدة او عطف الفرس او الروم وإنما نحافظ على اوطاننا بحسن الالتزام بالشرف الوطني الذي يقول بان الاوطان لا تدخل ضمن قائمة السلع القابلة للتبادل والتداول ولايستبدلها الشرفاء بالشمس والقمر.
مشكلة الاردن ومتاعب الازمة الاقتصادية والسياسية التي يعيشها لا يمكن ان تحلها ايران ولا كل الكوكب السياسي الذي تدور بفلكة ، وإنما يمكن حلها من الداخل وبقرار سيادي يتعلق بلزوم تطبيق القانون وحسن الالتزام بمبادئ العدالة التي تقتضي لزوم محاسبة الفاسدين بعد ان اقرت الحكومة نفسها باستفحال الفساد ، وان تقوم بمعاقبة المزورين بعد ان اقرت بوقوع التزوير، وان تحاسب المستغلين بعد ان تجاهلت الاستغلال الكبير والتحكم باسعار السلع بشكل مؤذي ومدمر للمواطنين . ولو اقدمت الحكومة على خطوة كهذه لسكت كل الناس حتى لو عادت بهم ظروف المعيشة الى عصر (الكراديش) و (قفة) العجوة.
القول بان الموقف الايراني قد بني على تقدير المواقف السياسية الاردنية التي نأت بنفسها عن التدخل بالشأن السوري او الحث على محاربة ايران ، لا يتفق مع الحقيقة القائلة بأن الاردن كان اول من نبه الى خطر الهلال الشيعي القابل لاجتياح بلادنا، رغم ان هذه التصورات لا تقنعني بتاتا . وإنما جاء العرض لأجل تحقيق المصالح الايرانية المتمثلة بتجنب الدفع بالعملة الصعبة التي لا تتوافر لديهم ولأجل دس اصبع سياسي مدمر في الاردن وإقحامه في أتون النزاع الدائر بين الكتل السياسية المتصارعة في المنطقة وجعل الاردن احدى ساحات الصراع الدموى كما يجري حاليا بسوريا، لاجل ابعاد ساحة الحرب عن حدود بلادهم وتوسيع بقعة الصراع بشكل يحقق ايذاء وارهاقا للمعسكر الاخر الذي لاتنتمي اليه ايران ولكن على حسابنا نحن.....
ونحن لا ننسى ان الايرانيين رغم تبدل عقيدتهم الاساسية من المجوسية الى الاسلام إلا انهم لم يحاربوا احدا في العالم سوى العرب منذ عهد الاسكندر المكدوني حتى اليوم ....ولعل من مصلحتنا اليوم تكرار دعاء عمر بن الخطاب عندما قال بشأنهم : اللهم اجعل بيننا وبينهم بحرا لا يصلون الينا ولا نصلهم منه.... وكما قال آبائنا وأجدادنا خيرهم وكفاية شرهم .