زاد الاردن الاخباري -
تمسك رئيس الجبهة الوطنية للإصلاح رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات، بالحراك السلمي الشعبي الرافض لقرار رفع الدعم عن المحروقات والمطالب بالإصلاح، مؤكدا دعم الجبهة له رغم كل محاولات تشويهه، فيما اعتبر أن إجراء أي انتخابات لن يجدي بعد اليوم.
جاء ذلك خلال الملتقى الوطني التشاوري الذي دعت إليه الجبهة في مجمع النقابات المهنية أمس بشأن الأوضاع في البلاد، بمشاركة مجلس النقباء وممثلين عن مختلف الحراكات الشعبية، توافقوا فيه على ضرورة استمرار الحراك لتحقيق الاصلاح.
وبشأن الانتخابات، قال عبيدات: "إن كرامة الناس أُهينت ولن يجدي بعد اليوم إجراء الانتخابات النيابية لأن مثل هكذا قانون لن ينتج عنه سوى مجلس نواب عاجز بكافة المقاييس".
ورأى عبيدات أن من يقوّض نظام الحكم في البلاد، هم "الفاسدون الذين يعبثون بقوت الناس ويثيرون الفتنة بين أبناء الشعب".
وفي سياق التنديد بالقرار الحكومي، قال عبيدات إن الشعب فقط هو من يتحمل كلفة القرار، فيما أرجع تآكل حقوق المواطنين واتساع مساحات الفقر والبطالة، إلى فوضى الإنفاق العام في البلاد بشقيه المدني والعسكري، وتصاعد أرقام المديونية.
واكد عبيدات، أن الإصلاحيين لا "يطالبون بتحقيق المعجزات" بل بوقف "كل أشكال العبث بقوت الناس"، مشددا على ضرورة إجراء تعديلات دستورية حقيقية وإطلاق حرية الإعلام الذي يتعرض لضغوطات، وإجراء إصلاحات ضريبية، مع استمرار الحراك الشعبي.
وفي هذا الإطار، رأى عبيدات أن الدولة بأجهزتها، تتحمل مسؤولية الكشف عن الفساد، منتقدا حديث رئيس الحكومة الدكتور عبدالله النسور عن تقديم الأدلة بشأن قضايا الفساد، مؤكدا أن ذلك مهمة الدولة والحكومة بحكم مسؤولياتها الدستورية.
وطالب عبيدات بالكشف عن حقيقة آلية تسعير المشتقات النفطية، مشككا بالتصريحات الحكومية حول بيعها لها بأسعار الكلفة للمواطنين، فيما تساءل عن الأسباب التي تقف وراء "إدارة وسمسرة" شركتين في محافظة العقبة بتولي مهمة تخزين وبيع المشتقات النفطية، ومن ثم بيعها إلى مصفاة البترول.
وأضاف: "ثم تأتي الحكومة لتقول إننا نبيع بسعر الكلفة.. من المؤسف أن يصدر هذا الكلام عن رئيس الحكومة."
وندد عبيدات بما وصفه " التنكيل" بالمتظاهرين، داعيا إلى التوقف عن "اعتقال الناس وتهشيم رؤوسهم وإجبارهم على تقبيل أحذية الجنود.. في إربد"، على حد قوله.
وأضاف: "بمن يتشدقون حول الحراك نقول لهم إنه الصوت الحقيقي للشعب وهو الضمانة والمستقبل... وليس هو من يعتدي وليس هو من يقطع الطريق ولا من يسرق مركبات الناس مقابل فدية وخاوات.. وعلى الجهات أن تلتزم بتطبيق القانون وأن تحترم عقول الناس وأن تتوقف عن توزيع التهم..."
وعن الإحالات لعشرات المحتجين لمحكمة أمن الدولة بتهم متعلقة بتقويض نظام الحكم، قال عبيدات: "هذا ما كنا نحذر منه عند إجراء التعديلات الدستورية عندما تم تكريس محكمة أمن الدولة... تعريف الإرهاب لم يتفق عليه أحد في العالم ونحن نستخدمه دون وجه حق، فهؤلاء الشبان ليسوا هم الذين يعرضون نظام الحكم للتقويض بل الفاسدون."
وأكد عبيدات على دعوة الحراكات لإنجاح المسيرة الوطنية المقررة في الثلاثين من الشهر الحالي إلى دوار الداخلية، كما دعا إلى المشاركة في مؤتمر وطني اقتصادي، سيصار إلى بلورة أبرز ملامحه وموعده ومحاوره خلال 48 ساعة.
وتخلل المؤتمر جملة من المداخلات لممثلي عدد من الحراكات الشعبية والشبابية، انتقدوا فيها تأخر انعقاد الملتقى، فيما دعا آخرون إلى استمرار دعم الحراك وتشكيل حكومة إنقاذ وطني "شعبية"، عدا عن الدعوة إلى إقالة الحكومة.
فمن جهته، دعا الأمين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي القيادي حمزة منصور، إلى ممارسة مزيد من الضغط لدفع الحكومة للتراجع الفوري عن قرار رفع الدعم عن المحروقات، وتشكل حكومة إنقاذ وطني "تؤتمن" على عقد مؤتمر عام.
فيما دعا القيادي في الحركة الإسلامية سالم الفلاحات، إلى الوعي بمحاولات "ضرب العشائر الأردنية" عقب القرار الحكومي.
أما منسق التيار القومي التقدمي الناشط خالد رمضان، فدعا إلى تضمين خمسة مقترحات في برنامج الجبهة من شأنها إخراج البلاد من أزمتها، في مقدمته الدعوة إلى إقالة الحكومة، وتشكيل حكومة شعبية موازية بديلا عنها. كما دعا إلى التأكيد على ضرورة الإفراج الفوري عن الموقوفين، وإدانة المؤسسات التي "أسهمت في التجييش ضد الحراك" وفقا له.
وعرض مقرر اللجنة التنفيذية للجبهة فهمي الكتوت لبعض محطات قرارات حكومية سابقة رفع بموجبها الدعم عن المحروقات، مؤكدا أن الحكومة لا تتحمل كلفة دعم للمشتقات.
أما الناشط سعود العجارمة فطلب من القوى السياسية تحديد "شكل حكومة الانقاذ التي تطالب بها والتوافق" على صيغتها، فيما طالب عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية عماد المالحي ببرنامج عمل للجبهة الوطنية للإصلاح قائم على قيادة الحراك في الشارع.
وطالب الناشط الدكتور فارس الفايز بعقد مؤتمر وطني يصدر عنه ميثاق "شعبي" وليس رسميا"، بينما قدم ممثلون عن حراك مادبا مناشدة لمتابعة قضية المعتقل عدنان الهواوشة، مجهول محل الاعتقال، لافتين إلى تعرضه للاعتداء وفقدان إحدى عينيه، بحسبهم.
وتوافق المشاركون على أن الحراكات الشعبية تسعى إلى إصلاح النظام، داعين إلى إحداث نقطة تحول ميدانية بتحقيق أوسع مشاركة شعبية للمطالبة بالإصلاح.
ومن المتوقع أن تصدر اللجنة التنفيذية للجبهة اليوم، بيانا رسميا حول أبرز التوصيات التي تم اعتمادها خلال المؤتمر.
الغد