بيان صادر عن معلمين من الزرقاء وانضماما لمعلمي الرسالة والأمانة والقدوة

زاد الاردن الاخباري -

أيها المعلمون الشرفاء , الرجال الرجال , حيث أصبح مجلس نقابة المعلمين يسيء إلى رسالة المعلم ويشوه ويتخذ قرارات لا تنم الا عن قصر نظر ...

أيها المعلمون :

نقف مشدوهين كل يوم أمام طلابنا , نعلمهم دروسا وأخلاقا بعفة النفس والتراحم وعدم الابتزاز والاستغلال , نعلمهم بالقدوة كل صباح دروسا بأن القوي لا يعتدي على الضعيف , علمناهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في وقت العسرة ضربوا أروع الأمثلة في التكامل والتكافل لأن تبقى الأمة قوية ولم ينزلوا إلى شارع ولم يمنعوا أبناء الأمة من تعلم حرف من كتاب .

في الأيام الماضية ضرب نقيب المعلمين ومجلس النقابة الاخواني أسوأ الأمثلة , باستخدام الطلاب كدروع بشرية لضغط على الحكومة من أجل التراجع عن قرارات لم تشمل المعلمين وحدهم وإنما شملت الأردنيين كلهم من شتى المنابت والأصول , ضرب النقيب ومجلسه الاخواني مثالا لا يحتذى بأن أعلنوا الاضراب عن التعليم والتربية وحث الطلبة على عدم الالتزام بالدوام المدرسي الذي أقرته الحكومة , وأصبح مجلس النقابة يوتر العلاقة بين المعلم والطالب وبين المعلم وولي الأمر .

لقد تسبب مجلس نقابة المعلمين بتشويه صورة المعلم , بأن أصبح المعلم موظفا يبحث عن المكاسب المادية فقط وكأن الرسالة التي حملها المعلم والأمانة هي فقط بالبحث عن وضع وظيفي متميز , لم يتعلم ولم يعلم شد الأحزمة على البطون , والجوع والصبر على جرح الوطن .

الم يكن لدى مجلس نقابتنا الموقر بعد نظر في إعلان الإضراب , ما الفرق بين المعلم الأردني وأفراد الجيش العربي على الحدود الشمالية , وبين رجال الدرك الذين لو قاموا بما قام به نقيب المعلمين ومجلسهم لعاث الفاسدون والزعران والناهبون والناعقون ومروجوا المخدرات وبائعوا الضمير من انتهاك الحرمات والزنى بالأعراض ولبحثنا عن مخيم الزعتري على الحدود السعودية وهي آخر مكان آمن في الدول المحيطة بجوارنا .

ما الفرق بين رسالتنا للطلاب وبين ما علمناه لجنودنا البواسل , ولرجال الأمن العام , هل نحن كمعلمين أصبحنا في خندق وفي ظرف اقتصادي صعب , وهناك الكثير من المعلمين مدرسته لا تبعد إلا أمتارا عن بيته , بعكس الكثير من رجال الأمن والجيش العربي الا يستحق منا تعليم أبنائنا درسا في حب الوطن بغض النظر عن سلبيات الحكومة .

هل أصبح نقيب المعلمين ومجلسه أداة طيعة بأيدي السياسيين وأصحاب المصالح , هؤلاء الذين ما بنى منهم حجرا في سور مدرسة في أقصى جنوب الأردن , ولم يحل أحد منهم اكتظاظ مدرسة , أو أن يرسل مدفأة في شتاء قارس إلى أطفال البستان في مدارس الميدان , منذ متى كان لكل القوى السياسية اهتمام بشيء اسمه المعلم , ومنذ متى تطالب النقابات للمعلم وفي أوقات سابقة كان المعلم بأمس الحاجة إلى أن يقف الجميع معه .

اليوم أصبح الأردن خصما لنقابة المعلمين التي الى اليوم لم تقدم شيئا بل أنفقت الأموال وبآلاف الدنانيير من أجل مكان يليق بمجلس النقابة وضيافة وكل ذلك كان من اشتراكات المعلمين ناهيكم عما تركوه اعضاء النقابة من ىحصص وحللوا لأنفسهم ترك الحصص وبحجة نقابة وخدمة المعلمين .

كنا ولا زلنا , مؤمنين بأهداف النقابة وببرنامجها , إلا أنها اليوم ممثل خاطيء وأفلت الحبل وأعلن العصيان ضد الأردن وبحجة أن الحكومة حررت أسعار لمشتقات , فهل سنعلم الأطفال والطلاب أن طريقة أخذ حقوقكم هي بلي يد المحتاج , هل يعلم الطلاب ان نزلوا الى الشارع أن هذا حلال وهذا حرام ألا يستغل هذا الظرف لتعليم طلابنا المحافظة على النظام بدل اسقاطه .

هل هذه النقابة هي نقابة للمعلمين أم هي نقابة للطلاب , وكيف يدعو مجلس النقابة الطلاب وهم ليسوا أعضاء في مجلسها الى الاضراب , وهل هي أخلاق الرجال الرجال من المعلمين في أن نحتمي خلف الطلاب ونستخدمهم كدروع بشرية للضغط وتحصيل المكاسب .

إن نقابة المعلمين ذات الصبغة الاخوانية لم تعد ممثلة لنا , وسنقوم نحن مجموعة من معلمي الزرقاء برفع قضية أمام محكمة العدل العليا بالتالي :

- شرعية وجود النقابة بعد الابتعاد بأهدافها التي وضعت من أجلها .
- دعوة مجلس النقابة لأعضاء ليسوا من أعضائها وهم الطلاب الى الاضراب وعدم الحضور الى المدارس وعدم الالتزام بالتوقيت القائم .

ثم سنتوجه الى المعلمين بعمل استفتاء خاص على اسقاط مجلس النقابة الذي اصبح لا انسانيا في التعامل مع الطلاب , والحصول على الحقوق عن طريق مشبوه , ووضع المعلمين في مواجهة ضد الوطن في ظرف ينتظر البراك الكويتي والحاقد الأمريكي والسيء الصهيوني أن نرضخ لشروط التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجاورة كما نسمع .

سيقول المرجفون بأننا نسحج , لمن نسحج للوطن المنكوب اقتصاديا , أم لنظام لم ينزل قطرة دم لأردني , أم نسحج لجماعات وأحزاب لم تقدم قرشا أحمر لتطوير فرد أردني ووجهت كل أموالها إلى جهات تنهال عليها الأموال من كل جانب .

نسحج لطالب سيحرم من التعليم ومن التربية , وسيتعلم درسا في الابتزاز والنظر الى وطن يترنح اقتصاديا , وسيتعلم بأن المعلم ليس سوى قيمة مادية , يعطل كل المصالح من أجل مصلحته الشخصية حتى ولو كانت على جثث الآخرين ومنهم الوطن .

ليعلم مجلس النقابة سنكون نحن خصمه يوم الأحد , وسنعري أهدافه , سنكون معك عزيزي ولي الأمر , وسنكون معك عزيزي الطالب , لأن أخلاق المعلم أسمى وأكبر من قيم مادية لا ترقى إلى حجم الرسالة التي ورثناها من الأنبياء .

وليعلم مجلس النقابة أننا لا نسيس , ولا نسير بأمر حزب للضغط على الوطن , ولا نسير بامر مجلس النقابة الذي أكرم نقيب المعلمين بأن أجلسه إلى جانبه , لانهم يعلمون أن المعلمين هم ركيزة وقوة وجيش آخر في المجتمع الأردني .

لقد نال المعلمون كل ما طلبوه , وهناك ظروف ومواقف نحصد بها كل ما نريد , ولكن ليس الآن والعالم كله يأن من الظروف الاقتصادية , فما بالنا على الاردن , هل نقتله بصمت , ولمصلحة من ؟؟؟؟

نحن هنا وسنكون أصحاب رسالة .
أيها المعلمون كونوا على الموعد يوم الأحد , نعلم ونربي ونشد الأحزمة على البطون , ونضرب أروع الأمثلة في التضحية والصبر على الظلم , ونعري مجلس نقابة يريدنا أن نقف كل يوم على أبواب المسجد الحسيني الكبير نلغي حرمة يوم الجمعة وقدسيته , ونحتج , نكسر ولا هدف سوى غريزة السلطة .

أيها المعلمون قد يكون اليوم لنا نسجل موقفا نقف اليوم مع الوطن , فيقف معنا في قريب الأيام , ويسجل لنا أن كنا أصحاب هدف أسمى , هو الوطن .

وفي الختام لنقيب المعلمين ومجلسه : محكمة العدل بيننا , فأخلاق المعلمين لا تقبل استخدام الطلاب دروعا بشرية .