زيارة الرئيس القطري لغزة تشعل نار التجاذب السياسي الفلسطيني

زاد الاردن الاخباري -

اثارت زيارة الرئيس القطري حمد بين خليفة آل ثاني الى قطاع غزة اليوم الثلاثاء لوضع حجر الاساس إلى جملة من المشاريع المراد تنفيذها في غزة، جدلا واسعا على المستويين الشعبي والرسمي.

ووضع موقف الأمير حمد الفلسطينيين بين مؤيد ومعارض، حيث رفضت كل من حركة فتح والفصائل اليسارية المشاركة في استقباله، على عكس ما قامت به حركة حماس وفصائل اخرى كالجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الشعبية.

وانتقل التجاذب السياسي حول الزيارة التي تعتبر الأولى لزعيم عربي يطأ القطاع بعد فرض الحصار على غزة عام 2006، إلى صفحات "الفيس بوك" واثارت التناقض بين مشتركيه من الفلسطينيين عموما، والغزيين على وجه الخصوص.

وكانت بعض الفصائل والشخصيات الفلسطينية قد وصفت الزيارة بأنها تأتي في سياق تعزيز الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني، فيما اعتبرتها حركة حماس بأنها "تاريخية" وكسرت الحصار.

وتساءل المواطن عدنان ابو عامر :"من يعمق الانقسام الفلسطيني أكثر استقبال رئيس السلطة الفلسطينية برام الله، لوفد من الساسة والمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، أم زيارة أمير قطر إلى غزة؟".

وأضاف أبو عامر وهو استاذ جامعي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيس بوك" من يرهن قرارنا الفلسطيني للآخرين: أموال أوروبا والكونغرس أم المال العربي؟.

فيما غردت الصحفية ميرفت عواد "علينا ألا نبالغ في احلام كسر الحصار عن غزة، كم من قافلة اتت محملة بابتسامات ومساعدات ولكن الحصار لم ينكسر ؟ كنا نكسره بالصور وتفقد اماكن القصف وتساقط الشهداء".
وقالت عواد "هم يعودون حيث اتوا ثم نعود الى حالنا، لا نستطيع ان نتقي شر طائرة الاف 16 إلا بالدعاء "يا وحدنا" ولا طنين زنانة تصادر احلامنا الا بإغلاق أذاننا".

وذهب السياسيون الفلسطينيون إلى ابعد من ذلك في مواقفهم المتباينة التي جاءت في مجملها في اطار كيل الاتهامات.

وعبر عزام الاحمد القيادي في حركة "فتح" عن مخاوفه من ان يتم استغلال زيارة امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى قطاع غزة، لجهة تعميق الانقسام بين الضفة والقطاع.

وأكد حمد في تصريح صحفي أنه كان يأمل ان تتم الزيارة عبر رؤساء الدول، في اشارة الى عدم زيارة قطر لمقر السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس (أبو مازن) في رام الله بالضفة الغربية.

بيد أن المتحدث باسم حركة حماس في غزة، فوزي برهوم قال: " كنا نتمنى ألا تتقاطع مواقف حركة فتح والجهات الرافضة للزيارة مع مواقف الاحتلال الاسرائيلي الذي عمل على تعطيلها بكل الطرق".

وعبر برهوم في تصريح خاص لـ"رؤية" عن استغرابه من عدم مساندة الرئيس عباس وحركة فتح الخطوات العملية لفك حصار غزة "رغم نداءاته ومطالباته الدائمة للعالم بفك حصارها" مشددا على أنه كان من الضروري أن يسجل ابو مازن موقفا تاريخيا بدعمه وتأييده لزيارة الرئيس القطري.

وقال : "كان بإمكان حركة فتح والرئيس أبو مازن أن يباركوا هذه الزيارة التاريخية، وان يستغلها كفرصة لتمتين العلاقات الثنائية مع قطر كخطوة لاستكمال جهود اتمام المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام".

ووضع الرئيس القطري صباح اليوم الثلاثاء، حجر الاساس لخمس مشاريع تنموية تنوي قطر تنفيذها في قطاع غزة، بهدف اعادة اعمار القطاع.

وترى حركة المقاومة الشعبية في غزة، أن زيارة الوفد القطري لغزة تأتي في سياق كسر الحصار عن القطاع، واعادة اعمار ما دمرته الحرب.

وقال حسن الزعلان مسئول اللجنة السياسية للحركة لـ"رؤية" زيارة حمد لغزة تؤكد صدق النوايا القطرية اتجاه القطاع والمتمثلة في كسر الحصار واعمار القطاع".

ودعا الزعلان القادة العرب خصوصا الأنظمة الجديدة التي تشكلت في اعقاب الربيع العربي، للحذو حذو أمير قطر من أجل فك الحصار عن غزة بشكل كامل، "وإنهاء العزلة السياسية الممارسة على القطاع بضغط من قبل امريكا واسرائيل" وفق قوله.

في غضون ذلك وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، ناجي شراب الزيارة بأنها ذات بعد سياسي كبير، وقال :"إن قطر تسعى لتعزيز نفوذها وتثبيت مكانتها امتداداً لدورها في الربيع العربي، ودعمها للثورات العربية، وهو أمر شابه كثير من الثناء والتشكيك، كما أنه يمكن أن تكون لأمير الدولة الخليجية رغبة بتعزيز موقعه كقائد بارز في المنطقة العربية ككل".

وأوضح أن الزيارة لو وظفت فلسطينياً بعيداً عن روح الانقسام من الممكن أن تسهم بتعزيز التوجه نحو إنهاء الانقسام، مشددا على أن قطر لا تستطيع وحدها كسر الحصار المفروض على غزة بقرار دولي وإسرائيلي.

وكان رئيس الوزراء المقال في غزة اسماعيل هنية، أكد خلال استقباله الأمير القطري وعقيلته الشيخة موزة والوفد المرافق، أن الزيارة كسرت الحصار السياسي والاقتصادي المفروض على القطاع.

وأكد هنية في كلمته رفع قيمة المخصصات القطرية للمشاريع المنوي تنفيذها من 250- 400 مليون دولار.
وتعقيبا عليه طرح الشاب حسن بدر على صفحته عبر "فيس بوك"، سؤالا قال انه هامشيا بصيغة تهكم : الراجل ده (الأمير حمد) عنده طابعة فلوس في صالون بيته؟ ولا زارع شجرتين دولارات في مدخل البيت ولا شو القصة؟".

رؤية - فادي جمال