أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
6 أسئلة ستحدد أجوبتها الفائز في الانتخابات الأميركية السلطات الإسرائيلية تداهم مقرا للجزيرة فيضانات تكساس تجبر المئات على ترك منازلهم مقتل جنديين إسرائيليين في عملية كرم أبو سالم صور أقمار صناعية تكشف حشودا عسكرية إسرائيلية على مشارف رفح جماعة الحوثي: إحباط أنشطة استخبارية أميركية وإسرائيلية الأغذية العالمي يحذر من انتقال المجاعة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات بالبرازيل إلى 66 قتيلا وأكثر من 100 مفقود روسيا : لن نقطع العلاقات الدبلوماسية مع دول البلطيق الرئيس الصيني يستهل جولتة الأوروبية بالإشادة بالعلاقات مع فرنسا (ميدل إيست آي): السلطة الفلسطينية طلبت من الاحتلال وأمريكا عدم الإفراج عن البرغوثي غالانت يحث نتنياهو على الموافقة على الصفقة الأمانة تعلن طوارئ متوسطة من صباح غد للتعامل مع حالة عدم استقرار جوي عبيدات : لا ينبغي تعليم أطباء المستقبل بمناهج الأمس بالفيديو .. الملكة: استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة أكبر تهديد للنظام العالمي "اليرموك" تُطلق المرحلة الأولى من رؤيتها الاستثمارية- صور الإفتاء للأردنيين : اعيدوا صيام الخميس اسرائيل : لا علم لنا بقرار واشنطن وقف الدعم العسكري الأردن .. كاميرات مراقبة تنقذ طفلة من اعتداء عشريني عليها شهداء في قصف الاحتلال الإسرائيلي على رفح ومخيم النصيرات
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام مقال في زيارة عيبال نقطة نظام أبا راشد ..

مقال في زيارة عيبال نقطة نظام أبا راشد ..

11-10-2012 10:43 PM

بعد عقد كامل من الزمن وعلى أطراف حقبة جديدة وواقع جديد تفرضه نسائم القليل من الربيع العربي والكثير من الخبث الدولي والصهيوني على المنطقة والشرق الأوسط, قديمه وجديده, وما يعم الشارع الأردني من تجاذبات بين الشعبي والرسمي من تصورات للاصلاح وإنقاذ الوطن من الفساد والبيع الممنهج لمقدراته ومؤسساته المنتجة, يطل علينا, وبكثافة, سمو الأمير حسن بن طلال, ولي العهد الدائم للحقبة الماضية, بين الفينة والأخرى بفكر وطرح لا ندري لهما تصنيفا محددا أبدا, ولا ندري تبعا لذلك, ماهيّة الأهداف التي تخدمها هذه الطروحات, إن كان لها بالفعل والمطلق أهدافا.

سمو الأمير الذي كان قد شن في أوائل إطلالاته حملة قوية على الحراكات الشعبية المطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد, يقوم حاليا بنشاط متواتر وزيارات شعبية لمختلف مناطق المملكة توحي بأنه قد اضطلع بدور ومهمة ما "رسمية او غير رسمية" ما زلنا في طور استنباط أبعادها واستشراف عوالمها.
وقد شُد قوس التكهنات بشأن ما يدفع الأمير لنشاطه هذا وبهذا الوقت بالذات, وتحت أي سقف يندرج, الى طرف الجزم من البعض بأنه سوف يعتلي هرم السلطة التنفيذية ويمسك بقوة بهذا الجزء من خيوط لعبة الحكم والسيطرة في البلاد.

في زيارة للأمير يوم الثلاثاء الماضي لجمعية عيبال (أبناء نابلس) في عمان, أعلن سموه أنه شخصيا ضد "حل الدولتين" للقضية الفلسطينية, كما ونعى هذا الحل ومعه اتفاق اوسلو (الفلسطيني الاسرائيلي) الذي قتله بنيامين نيتنياهو والأمريكيون الذين يشاركونه سقف وشكل وتصور الحل للقضية العويص.
يجوز لنا العجب والتعجب المبرر يا سمو الأمير, والحالة هذه, أن نسألك عن معنى هذا التطابق الغريب بين ما تراه سموك وما يراه السقف الأمريكي/الإسرائيلي من تعذرٍ وإسقاطٍ لحل الدولتين واتفاق اوسلو الذي فاجأ الأردنيين شعبا وسلطة في حينه, ونظاما كنت سموك جزءا ثابتا منه آنذاك.

والتسائل الثاني الملح والمبرر يا سمو الأمير, وما دامت لديك الرؤية والقناعة بأن الأردن يقع على جانبي النهر منذ الوحدة إياها, فلماذا وقد كنت لعقود ثلاثة من أصحاب القرار, لم تدافع عن هذه الوحدة التي شرخها ودمر أعمدتها ومستقبلها دفْعُ جشع "الثوار" للسلطة نحو الاستقلال والتمثيل الشرعي والأوحد, ودشنها العرب في قرارهم التاريخي في قمة الرباط, وتوّجها الراحل عرفات ورفاقه بدهاليز اوسلو من وراء الظهر الأردني وفي ظل غياب الوعي بوحدة ضفتي الشريعة الذي تستله الآن من أدراج علاها غبار التخبط وغمام انعدام الرؤى والرؤية في غزة ورام الله؟

وما دامت المملكة الأردنية الهاشمية "بضفتيها" ما زالت قائمة بهذا التصور والشكل يا سمو أبا راشد, فإن من الغرابة والمستهجن والغير منطقي بمكان, أن تعلن عن عزمك زيارة جمعيات تمثل "أهالي مدن الضفة الغربية في الأردن" بهذه الصفة والتخصيص و "رقم المركبة والمحرك" طالما أن الوطن والدولة والشعب واحد مُوحّد أوحدْ, وبشهادتك, حيث يصبح الحديث عن الوحدة الوطنية ولون خطوطها بدعة غير مستحبة, بل ظلالة يستلزم الخوض به دفع كفارة أو ديّة.
والوحدة منطقا يا صاحب الفكر سمو الأمير, هي تجميع أكثر من واحد بمعنى التوحيد, أما أن يُوحّد الواحد فهذا ما لا أعي له معنى وكيفية.
وإذا سحبنا منطق الوحدة العربية المنشودة, الذي يعني بالضرورة, دمج بعض أو جميع الأقطار العربية في إطار سياسي واقتصادي واحد يزيل الحدود بين الدول العربية وينشئ دولة قوية اقتصاديًا وبشريًا وعسكريًا, على مفهوم ما يسمى بالوحدة الوطنية في الأردن, بين أبناء الضفتين وأجزاء الشعب الواحد, فإننا نصل الى قيمة واحدة وثابت غير متغير وحيد, يقودنا الى الإدراك والتيقن أن وحدة الضفتين المشار اليها, إما أن تكون حيثية من حيثيات تاريخنا العربي والوطني الحديث الذي شابه الكثير من التزوير والتزييف , مثل تاريخ الكرامة الأردنية التي غُرّبت وسُرق دم شهدائها, وهي إذن باطلة بطلان الباطل نفسه, ولا ترتكز على رغبة حقيقية أو نوايا سليمة من أطراف المعادلة, أو أنها حقيقية وقائمة وذات شرعية , وكان دونها إذن "خرط القتاد" وكان لزوما على أصحاب الشأن والقرار آنذاك, ومنهم سموك, أن يقاتلوا من أجلها ودفاعا عنها, بكل ما اوتوا من قوة وإمكانات, بما في ذلك الحيلولة دون اصدار قرار الرباط واستفراد عرفات وشركاه بقرار التمثيل الكارثي لجزء من المملكة.

وتبعا للثانية, فإن على حكومة المملكة الأردنية الهاشمية الآن وبأثر رجعي مُلزِم, العمل الفوري وعلى كل المستويات الدولية والعربية والمحلية أن تسحب اعترافها بالسلطتين الفلسطينيتين في غزة ورام الله, بل والعمل على اسقاطهما من أجل استرداد الولاية وأخذ زمام المبادرة من جديد والسعي لاسترجاع الضفة الغربية المحتلة كجزء لا يتجزأ من الوطن الأردني الواحد من براثن الاحتلالين.

وعندها, وعندها فقط, سيصبح من نافلة القول أن تضطر سموك للحديث عن زيارة فلسطينيّي الضفة الغربية في الأردن, وسوف يلتئم الحراك الشعبي الواحد للمطالبة برؤوس الفساد غربي النهر مثل صنوهم شرقه, وسوف يكون من الغريب أن نجد علم فلسطين على شعار نادي الوحدات الأردني دون علم الضفتين.
وستكون زياراتك يا سمو الأمير لعيبال ومثيلاتها لا تخرج عن سياق زيارة أمير أردني لفئة أردنية من فئات الشعب الواحد تماما مثل زيارتك لمدن وقرى الشمال والوسط والجنوب الأردنية, ودون ذكر الأصل والمنبت كما في حال مستضيفك في عيبال "النابلسي" رئيس مجلس الأعيان الأردني.

وعلاقات الاخوة والصداقة والمصاهرة بين أبناء الأردن وفلسطين, وهي قائمة فعلا, ليست بالضرورة ما يستدعي او يستوجب الحديث عن وحدة الضفتين السياسية والجغرافية الآن ونظام المملكة الجامع لهما, ولا من تبعاتها الصّحية قتل حل الدولتين والاستسلام لمفهوم النتن ياهو وحلفائه بأن لدى الفلسطينيين دولتهم القائمة شرقي النهر ولا حاجة لهم بدولة ثانية غربه. وإن مثل هذا الحديث الآن لا ينسجم وتصريحاتٍ ملكيةٍ متكررةٍ عن أن حل الدولتين هو الوحيد الذي نسعى اليه ونشجعه, وأن أي حديث عن أي شكل من أشكال التعاون والوحدة بيننا وبين الدولة الفلسطينية المنشودة لن يكون ولا يجدي قبل قيامها.

ضحى الأردنيون يا سمو الأمير من أجل فلسطين والتزموا بها قضية مقدسة لا يساويها بالقيمة والأولوية الا الدفاع عن ثرى الأردن وحدوده وسيادته واستقلاله, وهذا قبل ضياعها وبعده, وقد حاول الشهيد وصفي التل طيب الله ثراه, درء النكسة قبل وقوعها, ودفعنا لها دما ومعاناة وسهرا على التخوم ملتصقين بالبندقية والتحفز لكل طارئ, وعلى حساب التنمية وكسب الدنيا, ولم يتخلف الأردنيون يوما عن النية ولا العمل من أجل القضايا العربية كافة, , وما زالوا يتحملون العبئ الأثقل من كل ما ينوء به الوطن الكبير من متناقضات وكوارث, وعبر كل الهزائم والنكسات ومغامرات بعض حكامنا العرب وصبيانياتهم, ولكنهم يرفضون اليوم وبحزم وجزم أن يصبح أردنهم قضية, ويصبحون هم شعبا مثل شعوب على أرض هذه القضية.

عرب نحن أيها الأميرهنا وأكثر عروبة من الكثيرين من العرب, ولكن أن تستكثروا علينا أن يكون لنا جيشا أردنيا اسوة بكل الأوطان, فهذه والله كبيرة.

نحن أردنيون هنا في الشرق كلا واحدا لا نطالب بحقوق أكثر من غيرنا, ولكننا لن ندفع حقوقا منقوصة لمن لا يرون بالوطن الا جسرا لها ومعبرا للاستحواذ على المزيد منها, ولا يفهمونه الا ضمن حيز المكاسب والمغانم وليس الالتزام والتضحية.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع