زاد الاردن الاخباري -
احمد عريقات - تمثل ثقافة الصورة محرك رئيسي في العصر الحديث لمعظم الدراسات التي تتعرض لعلاقة الصورة في تشكيل ثقافة الفرد وتأطيرها ، ونحن نعيش فيما يسمى بعصر الصورة بكل تقنياتها الحديثة ممثلة بالصورة المتحركة بإبعادها الثلاثة وتنقيات الأش دي والبحث عن بعد رابع يخرج الصورة من سطحيتها القديمة .
أمام هذه الثقافة تتعرض عيوننا وبالتالي عقولنا لكمية ضخمة من الرسائل وهي رسائل متناثرة هنا وهناك يصبح التركيز بها مجتمعة صعب دون أن يقوم الفرد بأخذ كل واحدة على حدى ومن ثم يستعرضها مجتمعة أمام عينية ويعيد ترتيب المشهد الصوري ليخرج بمفارقة تستحق أن يكتب بها .
ثلاثة صور الأولى تمثل قطعة قماش كتب عيها ما معناه وبشكل خجول بالعرض ونوع اللوحة ونوع الخط تقول ( اللغة هويتة صاحبها فلتكن هويتك عربيه ) ، ولوحة ثانية تم أخذ النص فقط منها كي لايتم التسويق للمنتج تقول ( مصاري مثل الرز ) وثالثة لطفل يعاني من مرض السرطان بها جمالية تستحق أن ينظر لها بكل هدوء ، ولكن الصورة وضعت على لوحة إعلانية في شارع رئيسي وسريع يمكنك أن تسرق النظر لها بمقدار سرعة المركبة التي تركبها .
والمفارقة هنا في الصور الثلاثة في طريق عرضها وبهدف كل واحده منها وطريقة تعاملنا معهن مجتمعات والثقافة التي تطرحها كل صورة منها على حدى وأيهم أكثر أهمية من الأخرى .. ثقافة عربية أم مصاري مثل الرز أم عمل خير ؟