زاد الاردن الاخباري -
أكد رئيس المكتب السياسي للتيار الوطني السوري، الذي سرب الوثائق السورية الجديدة إلى قناة "العربية الحدث"، الدكتور عماد الدين الرشيد، صحة هذه الوثائق، داحضاً كل الشكوك التي سارت حولها.
واعتبر الرشيد أنه من المنطقي أن تثير الوثائق هذه الزوبعة، لأنها تحتوي على معلومات أمنية حساسة جداً مرتبطة بأحداث حالية، وتكشف هيكلية جديدة لأجهزة الأمن السورية فرضتها الأزمة على النظام.
وثائق طعم
وأقر أنه "لا شك أن قضية التزوير ممكنة وسهلة للغاية"، لكنه شرح أن الوثائق وصلت له عبر عدة مصادر، وهي الاختراقات الأمنية وشراء الذمم، وعبر الفروع الأمنية التي احتلتها المعارضة السورية، وأخيراً هناك وثائق عثر عليها في حقيبة كوجييف الخبير الروسي الذي يقال إن الثوار قتلوه في سوريا.
وحول الخروقات الأمنية قال الرشيد "تعلم أجهزة الأمن أنها كانت مخترقة من سنوات طويلة. مع بداية عهد بشار كانت تسرب الكثير من المعلومات الأمنية وتصل إلى الكثير من السوريين".
وكشف الرشيد أن روسيا أعطت نصيحة للنظام السوري أن يعلن أنه اخترق المعارضة عبر وثائق مزورة. كما أقر أن القيادة المشتركة السورية-الروسية اختلقت وثائق مزيفة سماها بـ"الوثائق الطعم" لنصب كمين للمعارضة السورية، إلا أنه أكد أن الوثائق المعطاة لقناة "العربية الحدث" سليمة وحقيقية رغم الشوائب التي تثير الشكوك حولها.
تطوير أسلحة جديدة
وأول الشكوك كان يطال وثائق تتحدث عن إسقاط صاروخ أرض-أرض من نوع غراد للطائرة التركية، وشكك البعض بإمكانية حدوث هذا الأمر، فشرح الرشيد أن الطائرة المعنية كانت طائرة استطلاع من نوع F4 وهي بطيئة ويمكن أن يصيبها صاروخ غراد، حسب ما أكده عسكريون متخصصون.
كما كشف الرشيد أن السوريين وبمساعدة خبرات روسية بدأوا بتطوير أنواع أسلحة جديدة في مراكز البحوث العلمية منها صواريخ أرض-أرض متخصصة، مضيفاً أن السكان في حمص أفادوا باستخدام النظام لنوع جديد من الصواريخ يطلق عند انفجاره شهاباً نارياً يصل إلى 100 متر.
اللغة الأمنية
والتفصيل الثاني الذي أثار شكوكاً حول صحة الوثائق هو كتابة عبارة "القصر الجمهوري" وليس "رئاسة الجمهورية" أو "مكتب رئيس الجمهورية" المعهودتين عادة في أعلى المراسلات. ورد الرشيد شارحاً أن العبارتين الأخيرتين تستخدمان في المراسلات الرسمية، إلا الأوراق المسربة الحالية هي "وثائق أمنية" لا تستخدم اللغة نفسها.
وأضاف أن هذه المراسلات صادرة عن جهاز المخابرات الخارجية الذي يتبع للقصر الجمهوري في تسلسله، ولذا تم استخدام هذا التعبير بدل "مكتب رئيس الجمهورية" الذي هو مؤسسة مختلفة تماماً رغم تبعيتها أيضاً للقصر الجمهوري.
وفي هذا السياق، كشف أن جهاز المخابرات الخارجية مؤسسة جديدة مشكلة من عدة فروع وتتكون من "40 عميلاً و7 ضباط"، ويرأسها ذو الهمة شاليش الذي هو جزء من القيادة المشتركة الروسية-السورية.
وفي السياق نفسه، وعن استخدام وصف "الناشط" وليس "المعارض" في الوثيقة المتعلقة باغتيال الكردي مشعل تمو، شرح الرشيد أن التوصيفات الأمنية ثلاث وهي "الإرهابي" و"المعارض" و"الناشط". وذكر أن في كل التقارير السابقة التي كانت تتعقب حركات تمو من قبل، لم يكن يوصف فيها بـ"الإرهابي".
النظام لا يراعي المنطق والتراتبيات
أما في الوثيقة المتعلقة بحريق مجمع "فيلاجيو" في قطر حيث يخاطب شاليش سفيراً سابقاً لسوريا في قطر ترك مهامه في 2006، قال الرشيد إنه "إن كان السفير له صفة أمنية يحتفظ بهذه الصفة ويخاطب بها مباشرة".
ورداً على من يقول إن مثل هذه المهام والعمليات كان يجب أن يخاطب من أجلها الملحق العسكري في السفارة وليس السفير، ذكّر الرشيد أن نظام الأسد ليس دولة مؤسسات ولا يحترم التراتبيات.
وفي هذا السياق ورداً على من تساءل: هل من المنطقي أن يرسل النظام السوري ومخابراته أوامر خطية لعملائه للقيام بعمليات تصفية ناشطين، شرح أن فريق حافظ الأسد كان يستخدم غالباً الأوامر الشفهية رغم بعض الأوامر الخطية.
وتابع قائلاً "إن فريق بشار كان يعتمد على الأوامر الشفوي أيضاً، إلا أنه شهد "استخفافاً" في الأطر الصحيحة للتعاطي الأمني"، مضيفاً "منطق تصرفات النظام مغلوط جداً، لو كان عند النظام منطقية لما استمرت الثورة حتى الآن".
العربية