الإعلام بين التنظيم والتكميم!!

زاد الاردن الاخباري -

إن نظرة المتمعن المتفحص لما يجري حولنا من تخبط وتضارب وتسابق وتملق وتزلف وتجارة وشفافية وغير شفافية ووضوح وغيره وصراحة ونفاق ومجاملة وحرية سقفها السماء أو سقفها الأرض أو ما تحتها لا بل تجاوزت إلى ما بعد ذلك, وما يسمى بفوضى الإعلام المحلي أو العربي أو الإقليمي جعله يزخر تحت وطأة الأزمات الإعلامية المتعاقبة والمتلاحقة والتي ماهي إلا ردات فعل ارتدادية لزلزال الإعلام العالمي وتأثيراته المحلية والعربية والإقليمية المرافق والمتزامن للألفية الثالثة, أو تعطش الشعوب للحريات الصحفية والإعلامية الصادقة والآمنه التي غابت عنها أحقابا طويلة .
إن السؤال الذي يطرح نفسه : ما هو الهدف السامي من هذه الوسيلة أو ما يسمى بالسلطة أو القوة أوالأداة الاستراتيجية (الرابعة) للبشرية؟ وكيف يساء استخدامها ضد البشرية ووسائل عيشها ورفاهها وعزتها وكرامتها واستقلالها؟
في الماضي البعيد أو الحاضر القريب ظل اعتبار الإعلام كوسيلة سامية يستخدم في بناء الدول ونماء المجتمعات لتنعم بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بل يتعداها إلى الدفاع عن أمن وسلامة واستقرار الأوطان والشعوب ليكرس الإعلام لإدارة وتخطيط الحروب العسكرية ومن منطلق أن الحرب خدعة ظهر مايسمى بالحرب الإعلامية" النفسية " حرب الخدعة والتي أول من أدار رحاها وأمر بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء وقادة وأمراء وولاة الخلافة الإسلامية في فتوحات الشرق والغرب.
أما الإعلام الحديث الذي انبلج ضحاه منذ تفجرت أولى شرارات الثورات العربية وكشفت المستور الزائف المضلل الخادع المتراكم لعشرات السنين من الواقع الذي عايشته الشعوب العربية البسيطة الساذجة المقهورة من مخلفات ومكائد يد الغدر من المستعمرين الطامعين وولاتهم في البلاد والأمصارمن مقدرات وخيرات الأمة حتى لو غادروا أرضها فسياساتهم وعبثهم باق إلى يوم الدين, وما كان لهذه الثورات أن يكتب لها النجاح لولا مسايرة ومؤازرة الإعلام لها لحظة بلحظة وساعة بساعة وليل بليل, إذ وقف لها سدا منيعا ضد الطغاة والمستبدين والظلمة من ولاة الأمر والحكام الذي شاركوا شعوبهم لقمة العيش دون أن تنتقص ثرواتهم التي لن تأكلها النيران ولو حتى نهاية الدهر.

وأصبح هم الحكومات والأنظمة اتباع سياسية التكميم بحجة التنظيم سياسة حق أريد بها باطل ,فمن جهة تغلق ومن جهة أخرى تعتدي وتتصدى وتلفق وتنفي وتضايق وتعاكس الى أن تكمم وتلاحق وتغلق حتى خارج حدود الأوطان لتمنع ما تبقى من أكسجين يكفي لحرية التعبير عن الرأي والرأي الأخر حق تتنفسه الشعوب وتحت شعار أن الإعلام الوسطي المنتمي القابض على مبادئه كالقابض على الجمر يعمل تحت مظلة ومقولة"لا أرى .....لا أسمع....لا أتكلم!!!!! وتحت ذريعة الإعلام المقنن هي مطالب للحكومات الرشيدة التي لا تتمنى لنفسها الهلاك والفناء والتردي بحيث تتخذ لما يجري من حولها عبرة وعظة من نماذج متكررة مثلها الأعلى" السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه" وهذا فحوى ما حرصت عليه الحكومات بواصايا مستشاريها الإعلاميين والسياسيين والغيورين على مصالح البلاد والعباد .
والله من وراء القصد .
وإلى لقاء آخر استودعكم الله والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
وائل وهبه