خلق الله الانسان ذو عقل وارادة صالحة وميزه بذلك عن باقي الكائنات الحية التي خلقها فكان الانسان سيد عليها بحكمة عقله وقدرة ارادته وعاش بذلك الانسان منذ بدء التكوين وهو سيد على الطبيعة بكافة مكنوناتها الحية و الجامدة وتكمن قدرة الانسان العقلية الفذة على التذكر والتخيل والتصور في سيل من الاستحضار الذهني لالية ادارة الكون برمته وصولأ الى الاستحواذ عليه وتسخيره اخيرا لصالحة فتذكر الماضي واخذ العبر من الاولين يدعم حكمة اتخاذ القرارات المصيرية فمن لم يقرأ التاريخ لا يعرف ابدا كيف تكونت الاوطان وتقسمت الثروات وتنافست وتصارعت الامم وهذه القدرة الذهنية على ذلك الاستحضار تجنب صاحبها السقوط في الحفر القديمة العفنة اما التخيل الاني للواقع المعاش وتحريك الزمن في ذات المكان وتصور الساعات القادمة كأنها حاضرة الان والتعامل معها بسرعة بديهية واصدار القرار المناسب في الوقت المناسب لخير استثمار لتلك القدرة على التخيل اما رسم السياسات الاستراتيجية والتنموية للمستقبل القريب او البعيد فيحتاج حتما لتلك التصورات المستقبلية وقراءة التغيرات السلبية او التطورات الايجابية والانمائية التي سوف تحدث نتيجة النمو والتطور انف الذكر.
وخلال تلك المسيرة الادارية العقلية لواقع التجاذبات الاحتكاكية والعلائقية بين الافراد والجماعات وفي سعي نحو الاصلاح الاجتماعي وادارة الاموال العامة تكمن الحاجة للامل بالخير الوافر المختبيء تحت طيات الكتمان الاني والقادم خلال انتقال الزمن من الحاضر نحو المستقبل ففرح الوفرة القادمة يسبق الوفرة بحد ذاتها فيكن فرح الامل اكبر من وفرة الامل ذاته وعيش الحاضر المؤلم بفرح الامل المرتجى قد يكون اوفر فرحا من المستقبل المجهول.
فعيش الحياة على امل الفرح والوفرة هو ذلك الرجاء المنتظر والمتوقع فكأن الذي يعمل على استخدام وظائفه العقلية التذكرية والتخيلية والتصورية في خدمة السعادة المرجوه يصل اليها عبر عبور الزمن الحاضر قبل الانتقال الحسي او المكاني على شكل استشراق وجودي او جذب شمسي للطاقة البعيدة كما نستخدم الشمس البعيدة كوقود بديل انها فسحة الامل باب الرجاء.نورسايت