اثناء قراءتي لكتاب البوابه السوداء للكاتب الرائع احمد رائف قبل نحو اكثر من عشرين سنه ...والذي بسببه جعلني اغير نظرتي الايجابيه لعبد الناصر وشلته وما سمي بثورة يوليو... .لفتت انتباهي قصة اوردها الكاتب في كتابه ...ولا زلت اذكرها .....تدل على غباء الاجهزه الامنيه وظلمها في نفس الوقت ...في تلك الحقبة المظلمة من تاريخ من مصر ....ان احد الاشخاص الذين تم القبض عليهم اثناء حملة الاعتقالات التي شملت جماعة الاخوان المسلمين...بحجة انتمائه لهذه الجماعه ...التي تريد قلب نظام الحكم على حد زعمهم ..كانت تهمته العظيمه انه كان يعرف احد المطلوبين الرئيسيين في التنظيم المفترض ...وهذه تهمه كبيرة بحد ذاتها في مثل هذه الانظمة الظالمه ...فكيف يعرف فلاناً وهو من جماعة محظوره !!!!..فهذا شيء لا يمكن السكوت عنه ........مع ان الله يقول (( ولا تزر وازرة وزر اخرى )) فقد تم جلبه وهو في حالة سكر تام ومعه زجاجة الخمر !!!!.دليل براءته من هذه التهمه الشنيعه .....والادهى من ذلك ان الرجل كان مسيحيا ...ومع ذلك لم تغني عنه كل هذه الادله الدامغه على براءته وتم تعذيبه اشد العذاب .. لكي يعترف على انتمائه لجماعة محظورة ......وظل الرجل يردد ويصيح بانه بريء وبانه مسيحي وانه سكّير ومع ذلك لم ينفعه كل ذلك ....وقد اعترف الرجل اخيرا تحت وطاة التعذيب ..بانه عضوا في جماعة الاخوان المسلمين !!!حتى يتخلص من هذا الجحيم الاليم ...وبعد الاعتراف تم احالته والكثير على شاكلته للقضاء العسكري ( النزيه ) !!...الذي لم يعرف التاريخ مثل نزاهته ..واخذ الحكم الذي يستحقه بنظر القضاء وما ادراك ما القضاء ...واثناء هذه الحملة الشعواء ..حملة تطهير مصر من ( المخربين والارهابييين ) الاسلاميين ...كانت اسرائيل تعد العدة للانقضاض على الجيش المصري واحتلال ما تبقى من فلسطين وسيناء ........والجولان .........وكان الجيش المصري يومها مشغول بتطهير البلاد من الداخل من المخربين ..ومشغول ايضا بالترويح عن نفسه قليلاً بحفلاته الماجنه الراقصه على انغام الراحله ورده الجزائريه والحجّة ام كلثوم.......وجاءت النكسه ....وبعد كل ذلك يُقال لك كيف هُزِمنا من قبل اسرائيل !!!!! اسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون...واسألوا اتباع جيفارا ولينين وماركس يمكن ان تجدوا لديهم الجواب الشافي ...........