زاد الاردن الاخباري -
أنهى فريق بحثي من معهد الملكة رانيا للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية بالتعاون مع دائرة الآثار العامة الموسم الثاني من مشروع التنقيبات الأثرية في موقع "جْنينة" الاثري المحاذي لوادي الزرقاء في منطقة الزواهرة غرب مدينة الزرقاء.
وقد أثبتت الدراسات أن تاريخ هذا الموقع يرجع إلى العصر الحديدي الثاني في القرنين السابع والثامن قبل الميلاد أي نحو (2700) سنة وهي فترة ازدهار المملكة العمونية التي اتخذت "ربة عمون" عاصمة لها.
وأجرى التنقيبات على مساحة (60) دونما لمدة (40) يوماً طلبة الدراسات العليا في المعهد باشراف رئيس قسم السياحة المستدامة مدير المشروع ومندوب دائرة الآثار العامةالدكتور خالد دغلس.
وقال دغلس لوكالة الانباء الاردنية (بترا) إن التنقيبات كشفت عن وجود مبان ذات طبيعة خاصة تمثل مباني عامة مبنية من الحجارة غير المشذبة، يبلغ عرض جدرانها نحو متر واحد، وبعضها يرتفع إلى أكثر من مترين، وعثر بداخلها على مصطبة مستطيلة الشكل يتوقع أنها كانت تستخدم لأغراض دينية، إضافة إلى وجود قواعد أعمدة حجرية تدل على أن المباني تتكون من طابقين، عُثر بداخلها على حُجرات صغيرة يعتقد أنها تسخدم لأغراض الخزين.
واضاف ان الفريق البحثي عثر على مبان سكنية، وأماكن لتصنيع النسيج، وبقايا أواني فخارية عديدة تدل على الاستيطان المكثف لهذا الموقع، وأدوات حجرية مختلفة مثل ثقالات الوزن، وأدوات طحن الحبوب، وأدوات تحضير الزينة والتجميل التي أشارت إلى ممارسة التبادل التجاري، ووجود صناعات مختلفة.
وأكد رئيس الجامعة الدكتور كمال الدين بني هاني خلال زياته لموقع التنقيبات أهمية أبراز المكتشفات الأثرية لغايات ترويج مدينة الزرقاء سياحياً ووضعها على الخريطة السياحية، مضيفا إن الجامعة تتطلع إلى استملاك دائرة الآثار العامة لهذا الموقع للقيام بأعمال الصيانة والترميم وترويجه سياحياً.
واثنى على جهود الفريق من أساتذة وطلبة ومساهمته في الكشف عن كنوز حضارية تزخر بها محافظة الزرقاء، مؤكداً ضرورة تقديم المزيد من الدعم لنشاطات المعهد ذات البعد الحضاري والثقافي خاصة التنقيبات الأثرية المهمة بما يسهم في ترويج الأردن سياحياً.
وأشاد الدكتور بني هاني بالمستوى الرفيع الذي وصل إليه طلبة المعهد في مجال التدريب الميداني، حيث تمكنوا من إجراء تنقيبات أثرية بحرفية عالية وضمن الأسس العلمية.
كما اشاد بأبناء المجتمع المحلي خاصة أصحاب الأرض الذين لم يتوانوا عن تقديم التسهيلات كافة وكل ما من شأنه إنجاح هذا العمل الوطني.
من جهته، أكد عميد المعهد الدكتور زيدان كفافي الجهود التي يبذلها المعهد في التنقيبات الآثرية وإجراء الدراسات والعمل بالتشارك مع الجهات المختصة على حماية الآثار وصيانتها حتى تكون منتجا سياحيا يوفر مصدر دخل للاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن هذه التنقيبات تأتي استكمالاً لخطط المعهد في الكشف عن الثقافات والحضارات التي تعاقبت على محافظة الزرقاء بشكل خاص والأردن بشكل عام.
بترا