أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اتهمته بالاغتصاب بعد 5 اشهر من العلاقة والقضاء الأردني يقول كلمته. مغني أمريكي يطرح أغنية داعمة لغزة بمساعدة من الفنانة فيروز هيئة الإعلام توضح حول اغلاق قناة اليرموك من العين السابق أبو تايه للوزير الفرايه روسيا: العملية الإسرائيلية في رفح ستؤدي إلى كارثة إنسانية الأردن و السعودية يؤكدان على ضرورة منع أي هجوم عسكري على مدينة رفح أنباء عن مقتل رجل أعمال إسرائيلي بمصر دوري أبطال أوروبا .. 135 مليون يورو مكافأة بلوغ النهائي السعودية: 10,000 ريال غرامة مخالفة أنظمة وتعليمات الحج البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن عملية رفح ستكون محدودة بوتين توقف أثناء مراسم تنصيبه ليُصافح ضيفا بين الحضور .. من هو؟ حماس: موافقتنا على مقترح الوسطاء جاءت بعد شهور من المفاوضات تحذير أردني مصري من خطورة توسعة إسرائيل لعملياتها العسكرية في رفح الاحوال تكشف عن شروط تغيير الدائرة الانتخابية الاحتلال يقصف مقر بلدية رفح الحكومة: نظام جديد لإدارة الموارد البشرية خلال أسابيع بالاسماء .. مدعوون للمقابلة الشخصية في وزارة التربية والتعليم الأمن يداهم مقر قناة اليرموك ويغلق مكاتبها حكومة غزة : المواصي غير مؤهلة لاستقبال النازحين الأشغال تشيد بدعم الفوسفات الأردنية لصيانة واعادة تأهيل طريق معان - الشيدية بمبلغ 15.5 مليون دينار

مهلاً يا جواهري ..

06-05-2012 03:28 PM

زاد الاردن الاخباري -

لقد إطلعتُ على قصيدةٍ للشاعر ( محمد مهدي الجواهري ) المتوفى سنة (1997م)في مدح الملك حسين – رحمه الله – فرأيتُ أنها تدلُّ على ملكةٍ عزيزةٍ في الشعر ، ولكن كما قيل : ( لكل حصان كبوةٌ ).
فإني قد انتقدتُ بيتاً رأيتُ فيه الخطلَ والبعد عن الصواب ، وهو :
لله دَرُّكَ من مَهِيْبٍ وادعٍ ......... نَسْرٍ يطارحه الحمامُ هديلا
فالشاعر وصف الملك حسين في مهابةِ نفسه ووداعته مع رعيته وشعبه بالنسر المهيب وسط سرب من الحمام الوادع الذي يطارحه الهديلا .
ولي على هذا التشبيه بعض النُّقودات :
1- أن النسرَ ليس من عتاقِ الطير ولا من أحرارها .
قال الجاحظ في ( الحيوان ) (1/28) : (( والطير كل سبع وبهيمة وهمج ، والسباع من الطير على ضربين : فمنها العتاق والأحرار والجوارح ، ومنها البغاث : وهو كل ما عَظُمَ من الطير : سبعا كان أو بهيمة إذا لم يكن من ذوات السلاح والمخالب المُعَقَّفَة ، كالنسور ، والرخم والغربان ، وما أشبهها من لئام السباع )).
وقال ( 6/334) : (( والنسر ذو منسر وليس بذي مخلب ، وإنما له أظفار كأظفار الدجاج ، وليس له سلاح ، وإنما بقوة بدنه وعِظَمِهِ ، وهو سبع لئيم عديم السلاح ، وليس من أحرار الطير وعتاقها )).
وقال (7/24) : (( ... والنسور هي المنسوبة إلى قلة المعرفة والكيس والفطنة )) .
وقال ( 2/ 331) : (( والرَّخمُ والنسر سباع ، وإنما قَصُرَ بها عدم السلاح ، وأما البدن والقوة ففوق جميع الجوارح ، ولكنها في معنى الدجاج لمكان البراثن ولعدم المخالب )) .

قال محقق كتاب ( الحيوان ) عبد السلام هارون : (( النسر من سباع الطيور ، وليس من جوارحها فهو لا يصيد إلاَّ في الندرة ولا مخالب له بل أظفار ، ولا يقوى على جمع أظفاره وحمل فريسته ، كما تفعل العقاب بمخالبها ... والرخمة تشبهه في ذلك كما يُفْهَمُ من صنيع الجاحظ )) .

قلتُ : كان إبراهيم النخعي – رحمه الله – يَذُمُّ الشيعة قائلاً : ( ولو كانوا من الطير لكانوا رخما ) .
وقال الجاحظ في ( الحيوان ) ( 6/333) : (( لأن النسر طير ثقيل ، عظيم ، شَرِهٌ ، رغيب ، نَهِمٌ ، فإذا سقط على الجيفة تَمَلَّأ ولم يستطع الطيران حتَّى يثب وثبات ، ثم يدور حول مسقطه مرارا ، ويسقط في ذلك ، فلا يزال يرفع نفسه طبقةً طبقة في الهواء ، حتى يُدْخِلَ تحته الريحَ ، فكلُّ من صادفه وقد بَطِنَ وتَمَلَّأ ضربه ، وإن شاء بحجر ، حتى ربَّما اصطادَه الضعيفُ من الناس )) .
ولقد شاهدنا ذلك في بلاد اليمن ..... كما قال الجاحظ !!

2- إنَّ ذِرْوَةَ المهابةِ والوداعةِ إنْ أرادها الشاعرُ فهي بذكر الشاهين أعظم وأفخم وأبلغ ، لأن الشاهين هو الذي تهابه الحمامُ المهابةَ التي ما بعدها مهابة ، فإذا وادعه الحمامُ وبادله الهديل كان ذلك أبلغ في التصوير كما أسلفنا .

قال الجاحظ في ( الحيوان ) ( 3/87) : (( ... ولمعرفة الحمام بذلك من البازي أشكال : أول ذلك أن الحمامَ في أول نهوضه يفصلُ بين النسر والعقاب ، وبين الرخمة والبازي ، وبين الغراب والصقر ، فهو يرى الكَرْكيَّ الطَّبرزين ولا يستوحشُ منها ! ويرى الزَّرَّقَ فيتضاءل ، فإن رأى الشاهين فقد رأى السُّمَّ الزعاف الناقع ... والنعجةُ ترى الفيل والزندبيل والجاموس والبعير ، فلا يهزُّها ذلك ، وترى السبع وهي لم تَرَهُ قبل ذلك ، وعضو من أعضاء تلك البهائم أعظم ، وهي أهول في العين وأشنع ثم ترى الأسد فتخافه ، وكذلك البَبْر والنمر ، فإن رأتْ الذئبَ وحدَه اعتراها منه وحده مثل ما اعتراها من تلك الأجناس لو كانت مجموعةً في مكان واحد ، وليس ذلك عن تجربةٍ ولا لأن منظرَهُ أشنعُ وأعظمُ وليس في ذلك عِلَّةٌ إلَّا ما طُبِعَتْ عليه من تمييز الحيوان عندها ، فليس بمستنكرٍ أن تفصل الحمامةُ بين البازي والبازي ، كما فصلتْ بين البازي والكركي ، فان زعمتَ أنها تعرف بالمخالب فمنقارُ الكَرْكيِّ أشنعُ وأعظمُ وأفظعُ وأطولُ وأعرضُ ، فأما طرفُ منقار الأبغثِ فما كان كل سنان وإن كان مُذِرَّباً ليبلغه ) .

3- أن المُتَتَبِّعَ لأسماء رجالات العرب لا يكاد يجد اسم نسر لأحد ، وما ذاك إلّا لسقوط هذا الاسم عندهم لما يوحي من اللآمة وأشلاء الرِّمَمِ .

فإنَّ النسور تتتبَّعُ القتلى في المعارك ....
قال أبو زُبيد الطائي ، واصفا نسورا قد أطافتْ بجريحٍ مُثْخَنٍ هالك ،به رمقٌ في يدهِ وسائرُه ميِّتٌ ، فهو يَذُبُّ بيده النسورَ يطردها وهي تأكله :
تَذُبُّ عنه كَفٌّ بها رَمَقٌ .... طيراً عُكُوْفاً كَزُوَّرٌ العُرُسِ

وقالت جَنوبٌ ترثي أخاها عَمْرا :

تَمْشِيْ النسورُ إليه وهي لاهيةٌ .... مَشْيَ العذارى عليهن الجلاليبُ .

وقال محمود شاكر في ( نمط صعب ، ونمط مخيف ) ( 271) : (( وهي لئام الطير وخساسها ، لأنها تأكلُ الجيفَ والميتةَ وتريكة السَّبُعِ ... والنسر سبع لئيم ... إلا أنه لئيم لا تخافه الذئاب والضباع كما تخاف العقاب ، وهو يؤاكل الضباع والذئاب ويشاركها في فرائسها ، ولذلك يقول الراعي في اجتماع النسر والذئب :
بملحمةٍ لا يستقلُّ غرابُها .... دفيفاً ، ويُمْسي الذئبُ فيها مع النسرِ)) .
وأضف الى ذلك أن منهج الشعراء يشبهون النسور بالنساء ، قال محمود شاكر في ( طبقات فحول الشعراء ) ( 2/611 ) : (( والنسور تُشَبَّه بالنساء في ثياب البياض ، قالت جَنُوْبُ أخت عمرو ذي الكلب تذكر أخاها حين قُتِلَ :
تَمْشِيْ النُّسورُ إليه وهيَ لاهيةٌ .... مَشْيَ العذارى عليهن الجلاليبُ

والعرب أيضا تُشَبِّه الرجل إن كَبِرَ في العمر وبدتْ عليه الشيخوخة وعلاه الصَّلَعُ بالنسر ، جاء في طبقات ابن سلام ( 2/ 765 ) : (( أخبرني أبو خليفة في كتابه عن محمد بن سلام عن يونس قال : غدوتُ يوماً أنا وإبراهيم بن محمد العُطَارِدِي على رؤبةَ ، فخرجَ إلينا كأنَّه نَسْرٌ ، فقال له ابن نوح : يا أبا الجَحَّاف ، أصبحتَ والله كقولك :
كالكُرَّزِ المَشْدُودِ بين الأوتادِ ..... سَاْقَطَ عنه الريِّشَ كَرُّ الإبرادِ )) .

وبعد هذا التبيين يتضح لنا أن الشاعر الجواهري زلت قدمه في هذا البيت ، ومما أذكر أن الشاعر الكميت ونصيب الشاعر اجتمعا يوما ، فأنشد الكميتُ شعرا :
إذا ما الهجارسُ غَنَّيْنَها ... تُجَاْوِبنَ بالفلواتِ الوِبارا
فقال له نُصيبُ : والوبارُ لا تسكنُ الفلوات ....

فهذا يَدُلُّك على أن الخطأ واردٌ خاصةً إذا كان الشاعرُ لا علم له فيما يصفه ، فيظهر الخطأ ساعتئذ ،
قال الرافعي في ( تاريخ آداب العرب ) ( 3/92 -93 ) : (( ولما كان الوصف عند العرب أشبه بالحقيقة العلمية كما مرَّ ، كان الشاعرُ منهم لا يتعاطى إلى ما يحسن عن ذلك ضرورةً ، وقد يشارك في أوصاف كثيرة ولكنه ينفردُ بالشهرة في بعضها من جهة العلم لا من جهة الصناعة ، فكلما كان أعلم بأجزاء الموصوف وحالاته ، وأقدر على استقصاء هذا العلم في شعره ، كان أبلغ في الوصف وأولى بالتقديم فيه ، وإن أحسن ما يكون الوصف الصادق إذا خرج عن علم وصَرَّفَهُ روعة العجب ، فإن العلم يعطي مادَّةَ الحقيقة ، والعجب يكسبها صورةً من المبالغةِ الشعرية ، وكلُّ وصفٍ لا يكون عن هذين أو أحدهما فهو تَزَيُّدٌ من الكذب ، وتكثُّرٌ بالباطل ، لأن سبيله سبيل المصنوع المتكلَّف ، ولا يسلمُ متعاطيه من الخطأ كما ترى شعراء المولدين يصنعون في صفة الإبل ونحوها من خصائص الشعر الجاهلي ، وقد أخطأ أبو نواس على جلالته في الأسد حين تعاطاه ...)) .
فيا ليت الشاعر قال : ( صقْر ) فهو على الوزن ، وقمة المعنى !!

فلابد للشاعر إذا تناول وصفا لأي شيءٍ في شعره أن يكون عارفا بخصائص هذا الموصوف ، حتى يلبسه لباس الصنعة الشعرية فيخرج شعرا رائقا رقراقا ... وعدا ذلك فلا ....

كتبها أبو تركي : شريف بن سليمان بن صبَّاح أبو بكرة الترباني





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع