زاد الاردن الاخباري -
بقلم: فاطمة مفلح حسن محاسنة
أتكتمين من الأحزان ما كَثُرتْ // وتذرفين دموعاً هدَّها التعبُ
وترفضين حلولاً لا مكان لها // إلا القلوبَ التي قد ملَّها الصَبْرُ
تبكين فاطمُ من بُعدٍ ومن فُرقةٍ // عن الأحبة، هم في القلبِ قد سكنوا
لقد رحلتي وكلُّ الناسِ هَمُّهمُ // بحثٌ عن الرزق أو سعيٌ إلى الأملِ
ما غربةُ الدارِ همٌّ أنتِ رافضةٌ // بلْ تركُكِ الأهلَ مِنْ ذا القلبِ ما رحلوا
ولو بذلتِ لهمْ ماءَ الحياةِ ولو // سلَّمْتِهمْ خافقاً والحبُّ يعمرُهُ
أمَّاه أنتِ عبيرُ الشوق ينعشني // وصورةُ الأم عنْ عينيَّ لم تغبِ
كَدٌَّ وجهدٌ وآلامٌ وتضحيةٌ // حبٌّ وعطفٌ ونبعٌ للحنان لنا
طوبى لروح أبي بالأمنِ قد سكنتْ // وقد أتمَّتْ حقوقَ الله والولَدِ
أخي شقيقي رفيقَ الدربِ تؤنسني // يا ذخرَنا يا عمادَ البيتِ يا سندي
شقيقتي إنَّ موجَ الشوقِ يجرفني // إنِّي أبثكِ وجداً كاد يحرقني
فلذات قلبي يبثثنَ الهمومَ أسىً // أمَّاه إني أضعتُ الحبرََ والقلما
أماه إني رأيتُ في المنام أبي // في بيتنا ذاك في أرضي وفي وطني
عودي بنا ديرةَ الأجدادِ موطنِنا // فلا نطيقُ بأنْ نبقى بلا سندِ
أمَّاه ليس لنا عيشٌ كريمٌ هنا // يا حبَّذا العيشُ بين الأهلِ والصَّحَبِ
كفاكِ أمَّاه تمديدٌ لغربتنا // إنَّا نتوقُ إلى أرجوحةِ المنزلِ
أمَّاه لا ينجلي غَمٌّ ولا حَزَنٌ // إلاّ بعوْدٍ بنا للأهلِ والوطنِ
المملكة العربية السعودية