بدأت الحركة الاسلامية الكشف عن وجهها الحقيقي من خلال تصريحات قياديّيها الرامية الى التفرد بالسلطة وتجهيز دعاتها لاستلام المناصب في تطاول مكشوف لسحب البساط من تحت أقدام الدولة راكبين الموجة التي أوصلت الجماعات الاسلامية للسلطة في بلدان ما يعرف بالربيع العربي والتي تعاني في الوقت الحاضر من ويلات هذا الربيع الذي أوصلها الى الهاوية .
وبلغ أوج هذا التمادي لدى قادة الحركة من خلال تصريحهاتهم بأنهم الأكبر والأوضح والأقدر على ادارة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وأن الاردن وطنهم لوحدهم فهم أولى الناس به وأقدر الناس على خدمته كونهم على حد رأيهم المرجعية في تعليم التعددية ونداول السلطة واجراء التصحيحات في جسم الوطن وأنهم كذلك المؤسسون لمفهوم المواطنة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع !!! .. وتناست الجماعة أن سعي عدد من أفرادها لركوب هذا الموج زاد الشعب الاردني اصرارا على مقاومة أطماعهم ومواجهتها بكل الوسائل المشروعة للنيل من الوطن الأردني والعبث بوحدته والتطاول على أيّ مكوّن من مكوّناته الأصيلة وثوابته المكينة القائمة على الوحدة الوطنية والحفاظ على أمنه والالتفاف حول قيادته التاريخية الحكيمة .
وفي تباين واضح للآراء داخل الجماعة كشف أحد قياديّي الأخوان عن وجود انقسام في كوادرها المتشدّدة من خلال عسكرتهم لشباب الاخوان واعلان ولائهم لأشخاص داخل الجماعة وليس للجماعة نفسها وأكبر مثال على ذلك اتهام الحركة لأحد شخوصها بأنه لا يمثل الا نفسه في تصريحاته الأخيرة وفي خطاباته التي يؤلب الناس فيها ضد الدولة .. وهذا ماشكّل لدى الشارع الأردني غياب الثقة بجماعة الاخوان الذين أصبحوا برأي الشارع لا همّ لديهم سوى الوصول الى السلطة بأية طريقة وبأي شكل حتى لو كان عبر التحالف مع الأمريكان .. ويعزز هذا الرأي التناقض في تصريحاتهم المنشورة بأن الحركة ترفض محاورة المحتل لكنها تدعم الحوار مع الغرب والأمريكان الذين يدعمون الاحتلال .. كما يزعم قادة الحركة بأنهم وحدهم الرافضون لفكرة الوطن البديل التي شدّد عليها الاردن من قبل وأكد عليها جلالة الملك عبدالله الثاني في أكثر من محفل .
وفي اطار استمرار التخبط بالتصريحات وكشف البغضاء لكافة الحركات الحزبية وغير الحزبية داخل الوطن يقول أحد الرموز البارزة للاخوان بأن زعماء القومية العربية هم أول المتآمرين مع الأمريكان ضد الحركة الاسلامية بمؤازرة بقية الحزبيين في الساحة الاردنية وعلى أساس مغاير يؤكد المراقب الأسبق لجماعة الاخوان المسلمين عبد المجيد ذنيبات أن الحركة الاسلامية في الاردن مع الحراك السلمي وتقف في وجه كل من يتطاول على القيادة الهاشمية أو يمارس خروقات مشينة بحق هذا الوطن العزيز على شعبه .