السياحة عن بعد والحقوق المهضومة

تتحدث وسائل الإعلام عن السياحة في الأردن فيسيل لعاب المستمع ويصغي جيدا إلى الدعايات السياحية مما يحرك مشاعره ويتحمس بشكل مثير للدهشة من أجل الذهاب إلى الأماكن السياحية التي ينشرون الدعاية لها مثل : البترا من عجائب الدنيا السبع ، والعقبة ثغر الاردن الباسم ، والبحر الميت وسياحة المؤتمرات وطينة البحر الميت العجيبة , ووادي رم وطبيعته المشابهة لطبيعة سطح القمر ، وحمامات ماعين ، والآثار في أم قيس وجرش وفي عمان المدرج الروماني ،
وغيرها من الأماكن السياحية التي لا تعد ولا تحصى .....

ومن كثرة الدعايات للسياحة في الأردن ،شجعتني زوجتي لكي أقوم في رحلة سياحية أنا وأولادي وأحفادي وكان عددنا 15 فردا موزعين على 3 سيارات إلى حمامات ماعين والمثلث الذهبي (( البترا ، وادي رم ، العقبة )) ...حزمت حقائبي ، وزهاب رحلتي ، وزدوت نفسي ب 500 دينار لكي أقضي يومين في هذه الأماكن السياحية المذكورة سابقا ... سرنا وشرعنا في الرحلة إلى أن وصلنا إلى مادبا ومنها توجهنا إلى حمامات ماعين ، وهناك شرعت لكي أستفسر عن الأسعار . وعلى بوابة حمامات ماعين .لقد ذهلت عندما ذكر لي البواب أن سعر بطاقة الدخول للفرد الواحد هي 15 دينارا (( يعني الدخول من البوابة )) . وقد عملت حسبة في ضوء إمكاناتي المتاحة فوجدت أنني مضطر لدفع 150 دينار دخولية

هذا قبل أن أرى حمامات ماعين ، وسأقوم بدفع فاتورة أجرة سباحة للخمس عشرة فردا ب 300 دينارا (( أجرة المايوه مع السباحة لساعتين فقط )) أما ما تبقى من المبلغ للرحلة وهو 50 دينارا ثمن بنزين للسيارات الثلاثة . وقد نفق جميع ما في جيبي واختصرت الرحلة إلى يوم واحد ، ولولا أن كانت وجبات الطعام من بيوتنا فقد نظطر إلى إعلان الصيام حتى نعود إلى بيوتنا قبل أن يفتضح أمرنا لأن وجبة الطعام للفرد الواحد قد تزيد على 25 دينارا للوجبة الواحدة .... وعدت من حيث أتينا أنا وحاشيتي آمنا مطمئنا ، وقلت لباقي أحفادي أنظروا إلى التلفاز وأكملوا رحلتكم التي كانت مقررة إلى المثلث الذهبي من خلال الصور والسياحة من خلال التلفاز (( السياحة عن بعد )).

لقد خرجت بملخص عن السياحة في الأردن على أنها للأغنياء فقط ، وباقي الشعب عبارة عن غنم في نظر الحكومة ولا تحسب لهم أية حسابات وأن خيرنا لغيرنا ... وفي أي حق يعطى النواب والأعيان والوزراء جوازات سفر أحمر إلى الأبد ... وفي أي حق تقضم زيادات المتقاعدين المدنيين الأخيرة لشهر آذار (( من 30 دينارا إلى 8 دنانير فقط ))؟؟؟... أهذا عدل يا دولة عون الخصاونة !!! ؟؟؟

هل أنت قاض عدل في حساباتك المجحفة بحق الشعب ، وهل اتفقتم أنتم والنواب والأعيان على صفقات متبادلة لكي تهملوا بقية الشعب ؟؟ الكل مستاء من هذه التصرفات والأنانية التي تتمثل في السلطات الثلاث الذين أمنوا أنفسهم فقط وبقي الشعب متسولا ويبحث عن الحل ...

ومن هنا نناشد سيدنا الوقوف على مهازل الحكومة وردعها قبل احتقان الشعب وتردي الوضع ... النجدة النجدة من تغول السلطات الثلاث على الشعب المسكين الذي يشعر في الظلم والإجحاف بحقه . لقد أصبحنا غرباء على هذا الوطن وخيرنا لغيرنا .