زاد الاردن الاخباري -
قلم لؤي المصري – عضو مجلس الطلبة.
سأبدأ كلامي بسؤالين ولتجب الضمائر عليها ؛ هل أصبحت البلالين جريمة يُعاقِب عليها القانون ؟؟وهل لفحة سوريا أصبحت أداة ورمزا يسبب النزعات ويجلب المصائب لجامعاتنا ؟؟
يبدو أنه نعم ، ولكن ضمن القوانين والقرارات الخاصة بكلية الهندسة التكنولوجية - جامعة البلقاء التطبيقية - فقط.
يبدو أننا نعيش خارج الأردن ، لأنه وعلى الصعيد العام ولن أتكلم عن الحكومة وسماحها بالوقفات التضامنية مع الأهل في سوريا حتى أمام السفارة السورية أو عن السماح لخطباء الجمعة بالتحدث عن نظام بشار الأسد المجرم أو عن غير ذلك ، بل سأتحدث فقط عن جامعاتنا وعن مواقفها إزاء الثورة ورأي الطلاب.
أما عن الجامعة الأردنية وهي واجهة الجامعات الأردنية ، وأكثرها تعداداً للطلاب من حيث اختلاف الجنسيات والآراء والأفكار . وعن جامعة الحسين بن طلال وعن جامعة مؤتة وغيرها من الجامعات. تلك الجامعات التي تسمح احداها بجمع التبرعات المادية والعينية بكتاب رسمي من رئيس الجامعة ، وأخرى ينزل رئيس الجامعة وكافة الهيئة الإدارية والهيئة التدريسية متضامنين مع وقفة الطلاب ، وأخرى تسمح بعمل كافة الفعاليات للتضامن مع أهل سوريا ،، مع العلم أننا لم نسمع أن جامعة أو كلية منعت ارتداء تلك اللفحات السورية التي تعبّر عن التضامن مع أهل سوريا في محنتهم وأننا ضد الظلم والظالم ، بل قام الطلاب بإحدى الجامعات الأردنية ببيع اللفحة داخل الحرم الجامعي بشكل رسمي .
أما في البوليتكنك يُطلب ممثل الطلاب العضو في مجلس الطلبة للمثول أمام لجان التحقيق – لأكثر من ساعة ونصف من التحقيقات الدامية – من أجل بلالين كانت موجودة أثناء وقفة النصرة والابتهال لأهلنا في سوريا ، والغريب في ذلك أن عميد الكلية يوجه شُكر لتلك الوقفة ولم ينتقد أي شيء فيها ، وبعد اسبوعين يُطلب عضو مجلس الطلبة للتحقيق من قبل نائبه !!
أما نائب العميد لشؤون الطلبة يوجه انتقاد ويستهجن مثل تلك الوقفات ، فعلى حد وصفه أنه لا مجال للسياسة أبدا داخل الجامعة ولا حتى بعبارات تعبّر فيها عن رأيك تكتبها على دفترك.
ويُضيف نائب العميد أن الحكومة لم تأخذ موقفا بعد من نظام الأسد ، ومثل هذه الوقفات تسبب زعزعة في العلاقات وأن النظام السوري ما زال يمثل دولة صديقة !!
وعندما تم نقاشه من قبل أحد اعضاء المجلس بأنه لا يجب أن يُمنع الطالب من حرية التعبير عن رأيه ، وأن له الحق بذلك ، قال له"عمو عمر " : (ما تعلمني شغلي فاهم) ،
لغة لا تليق بالطالب المهندس ، ولا تقبل من نائب عميد ، ولا تعبر عن قرارات اتخذت على أساس مبادئ ونظرة واقعية .
مع العلم أيضا أنه لا يوجد قرار رسمي على مستوى الجامعات ولا حتى على مستوى كليتنا الهندسية يقتضي بنزع اللفحة من الطلاب ومنعهم من دخول الكلية بلفحة سوريا .
ولكن يتم وصفها بأنها تسبب المصائب والنزعات وتُعطل المسيرة التعليمية ، مع العلم أن الطلاب يلبسون اللفحة منذ ثلاثة أشهر ولم ينتقد أحد ذلك لا من الطلاب ولا من العمادة ، لماذا فقط بعد الوقفة يتم منعها ، لا بل ويقوم رجل الأمن بمحاولة التهجم على أحد أعضاء المجلس وأخذ هويته الجامعية لأنه يرفض نزع اللفحة قبل دخوله الكلية .
وعندما سُئِلَ العميد عن تلك المسرحية الجامعية ، أجاب بأن " لا قانون يمنع تلك اللفحات بشكل رسمي ، ولكن إن رأى رجل الأمن بأنها غير مناسبة ، يحق له ان يمنعك منها ولفحة سوريا واحدة منها ".
نعم وفي البوليتكنك فقط تصبح مهمة رجل الأمن الجامعي إصدار القرارت ، والسماح بذلك الشيء أو منعه حسب ما يراه مناسبا!!!
أين تلك القوانين والقرارات من كل ما يتسبب بالمشاكل والنزاعات التي تملأ جامعاتنا عن بكرة أبيها ، أين تلك القوانين من الذين يحملون السلاح داخل احد الجامعات الاردنية ،
أين لجان التحقيق عنهم ......لا أدري أجعل القانون للبعض وحجب عن الآخرين ؟!
واما من يقول أنه يجب منع اللفحات السورية بسبب وجود طلاب مؤيدين لنظام الأسد الوحشي ، فهم قلة من قلة الطلاب الذين لا يتجاوز عددهم عن الشخصين على ما أعتقد ، ويتم إحترام رأيهم وتمنع تلك اللفحات والفعاليات ... أليس من الأحق احترام رأي 7000 طالب آخرين والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم ؟!
وهل سيرضى الطلاب بتلك القرارات التي تمنعهم حريتهم والتعبير عن آرائهم.. ؟
أما عن موقفنا إزاء تلك المسرحية الجامعية في الأيام القادمة
فإننا نرفض تلك التصرفات بل وتلك القرارات إن كان فيها قرارا أصلا ، ونؤكد حرية الطالب في التعبير عن رأيه ، ما دام ضمن الشرع والطريق الصحيح القويم
وأننا كمجلس طلبة وكطلاب لن نتخاذل عن نصرة أهلنا في سوريا والوقوف معهم في محنتهم .
وأختم ...
لم تنفجر الشعوب إلا لأنها قوبلت باجتثاثٍ للحريات وقمع للآراء والأفكار ، وعوملت بطريقة لا تليق بهم كأناس خلقهم الله أحرارا ضمن الشرع والدين ، أحرار لا يحق لأحد أن يستعبدهم ويستعبد آرائهم وحرياتهم .