أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأمن يحذر من حوادث الغرق نتيجة السباحة بالأماكن غير المخصصة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت دراسة: تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 أسعار النفط ترتفع عالميـا الإسعاف والإنقاذ يواصل انتشال جثامين شهداء من مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي متحدثة باسم الخارجية الأمريكية تعلن استقالتها احتجاجا بشأن غزة فتح باب اعتماد المراقبين المحليين لانتخابات النيابية المعايطة: لن تكون الانتخابات مثالية رسو سفينة قبالة سواحل غزة لتجهيز رصيف لإدخال المساعدات الاحتلال يحبط محاولة تهريب مخدرات إلى الأردن مقتل إسرائيلي بقصف جنوبي لبنان شبهات بسرقة الاحتلال الإسرائيلي أعضاء لضحايا المقابر الجماعية في خان يونس انطلاق منافسات ألتراماراثون البحر الميت اليوم أميركا تعلق على تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات بالجامعات الأردن .. تراجع تأثير الكتلة الهوائية الحارة الجمعة 7 وفيات و521 حادثاً مرورياً أمس بالأردن إعلام عبري يعلن عن حدث صعب للغاية على حدود لبنان الحبس لأردني سخر صغارا للتسول بإربد اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام نظاما "البعث" .. استأسدا .. وصدمانا

نظاما "البعث" .. استأسدا .. وصدمانا

27-02-2012 09:46 PM

على خطى العراق تسير سورية.. بكل ألم نقولها، فلم نكن لنتخيَّـل ذلك حتى الماضي القريب؟!! ففي وقت لا تزال فيه جراح العراق تنزف، لسنا على استعداد بعد لجراح جديدة، وأين هذه المرة ؟ في سورية.

عيوننا لا تستطيع الصمود طويلاً أمام شاشات التلفاز التي تنقل باستمرار ومنذ أشهر المأساة الجارية وصور التعذيب والدمار والنزوح في "أرض العروبة" و"بلد الصمود والتصدي"- سورية. صورٌ شلّت تفكيرنا وأوقفت أقلامنا.. صدمتنا بتلاحقها السريع لتمنعنا من استيعاب ما يحدث.. أهي حقيقة مريعة أم هو كابوس مخيف؟!!

في الستينيات ومن خلفية إنقلابات متتالية، تبنّى كل من العراق وسورية المبادئ التي دوّنها الأديب السوري والمفكر السياسي "ميشيل عفلق" الذي تأثر بالمبادئ الغربية من حرية وأخوّة ومساواة، ونقلها إلى الواقع العربي مضيفاً إليها مبادئ الاشتراكية والاستقلال والعروبة وحرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان.. مبادئ براقة جذابة.. إلا أن نظامي "البعث" في كلا البلدين لم يُطبقا توصيات عفلق، بل واختطا نهجاً مغايراً لكل بنودها لأجل الإبقاء على الكراسي. احتفظا فقط باسم "البعث"، ليصبحا خصمين لدودين، وليثبتا لنا مع مرور الأيام أنهما رمزاً للدكتاتورية وأقسى الدول الإستخباراتية البوليسية السادية في العالم العربي.

وغاب "عفلق" عن الحياة في عام 1989 قبل أن يشهد سقوط نظام البعث في العراق عام 2003، ودون أن يرى تهاوي أركان النظام في وطنه سورية اليوم، والآيل للسقوط في أي لحظة.
كلا النظامين استأسدا.. وصدمانا..

استأسد نظام البعث في العراق على الشعب أمنياً ليُحكم قبضته عليه ويضمن استمرار حكمه. ثم ساق الجيش والبلاد إلى حرب مدمرة للجارة الإيرانية لثماني سنوات.. ليصدمنا ثانية وينتقل بعدها لاحتلال دولة خليجية، كان نتيجة ذلك رهن الخليج ومقدراته بالكامل للغرب لتلائم مصالحه ومصالح إسرائيل.. ويتبع ذلك حصار العراق المرير لسنوات.. ثم تدميره وتدمير جيشه الذي لم يستخدمه يوماً لهدف مُشرِّف. وانتهى نظام البعث فيه ليحلّ مكانه نظام طائفي وُظـِّـف ليقطع أوصال العراق ويزعزع أمنه واستقراره إلى ما شاء الله..

كذلك فعل نظام البعث في سورية. لم يتعظ الشاب المتعلم الوريث للحكم بما حلّ بالعم العراقي، ولم يحسب أن المستهدف التالي هو سورية. استبعد الإصلاح ولم يتقرّب من الشعب ولم يَرُد له آدميته واحترامه.. ذلك الشعب الذي لو أحبه، لافتداه بأرواح بنيه ولكان هو الملجأ الوحيد له عندما تحاربه الدنيا بأسرها..

لكن الابن سار على نهج الأب في تعامله مع الشعب بأسلوبه الفظ غليظ القلب. أكمل مشوار أبيه في الإبقاء على فساد الطبقة المرتزقة حوله وإثرائها، وارتكاب جرائم وفظاعات مع الشعب تقزّمت أمامها جرائم الاحتلال الفرنسي.

اسـتأسد نظام البعث المخابراتي على الإنسان السوري الذي قد يختفي ولا يعلم عنه ذووه شيئاً لسنوات، لمُجرّد أنه تفوه بكلمة ضد النظام عن قصد أو غير قصد. فيموت أو يفقد عقله من التعذيب في زنازين سجون النظام المظلمة...

عندما قامت الثورة منذ ما يقرب من عام، كان الابن وريث الحكم البعثي السوري أمام خيارين: إما الإصلاح الحقيقي والفعّال والسريع، وإما التنكيل. فما كان منه إلا أن أغمض عينيه وسدّ أذنيه واختار الثاني. وصَدَمَنا عندما استخدم الجيش في الضرب والقصف.. ها هم "حماة الديار" يدمّرون الديار على رؤوس أصحابها.. بدل تحرير الأرض، استأسد نظام البعث على الشعب الأعزل.. وصدمنا..

كم هي سعيدة "إسرائيل" الآن !!.. ففي أقل من عقد من الزمن تمّ الإجهاز على دولتين عربيتين كبيريين بمُقدَّراتهما..

مزهوّة "إسرائيل" اليوم، فقد تمّ تدمير جيشين عربيين كان من المفترض أن يحارباها في معركة مُشرِّفة في يوم من الأيام..

فخورة "إسرائيل" اليوم، فعندما تنظر حولها لا ترى إلا بلاد العرب وهي تغوص وتغرق في وحول الإنقسامات والنزاعات والتفكك والفوضى والخراب والفقر والتخلُّف.. كلُّ ذلك حدث دون أن تخسر هي جندياً إسرائيلياً واحداً!!!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع