للوطن كلمه فاسمعوها

كم هو محزن الذي نفعله بالوطن وكم هو محزن ان نرى تصرفات بناة الوطن على هذا النحو من عدم الشعور بالمسؤولية بعد ان رأيناهم يتخلفون عن وظائفهم للحاق بركب الاعتصامات والاضرابات المفتوحة التي اجهدت كاهل الوطن وتنحى الجميع عن الوطن ليخدم مصالحه الخاصة والفردية ونرى ان الجميع اصبح يهب للاعتصام لا لخدمة الوطن ويجمعون اكبر عدد من المعتصمين حتى بات حديث الساعة هو الاعتصامات وباتت ايام الجمعة تتحول من يوم عبادة وصلاة وراحة الى يوم احتشاد ومطالب ...

فعندما يعلن المواطنون اضراباتهم يدفع الوطن ثمن هذه الاجراءات وتتشتت عملية البناء ويتقوض العمران ..

وعندما يضرب المعلمون عن التدريس في المدارس الحكومية يدفع الطلاب وأولياء الامور الثمن ويضيع مستقبل الطلبة بالاضافة لفقدانهم حقهم في التعليم في وطن يفخر بمنارات علمه الساطعة .

وعندما يغلق التجار محالهم ودكاكينهم احتجاجا على قانون المالكين والمستأجرين فانهم يفقدون الوطن كما كبيرا من موارد الاقتصاد الوطني الذي نحن بحاجة له ..

وعندما يتوقف موظفو الفوسفات وسلطة المياه فانهم يههدون الوطن ويهدرون من موارده وغيرهم ....
هذا هو المسلسل الذي نشاهده يوميا .. وها هو حديث الساعة .. فما ان تجري الحكومة هنا لتحقيق هذا المطلب الا وتجد من يهب واقفا في اعتصام اخر فأصبحت الحكومة لا تعرف ترضي من اولا ام من ؟؟ واصبح الجميع يطالب الحكومة ان تخرج ذلك المصباح السحري ذو المارد الذي يحقق الاماني والمطالب حالا .

هذه السياسة التي اصبحت سائدة اليوم في مجتمعنا اخذت تثقل من كاهل الوطن وتحمل الحكومة مما يفوق طاقتها وموازنتها المعروفة بعجزها .
لا نعرف ما هو الاسلوب المتبع هل هو سياسة لي الذراع ام الابتزاز لتحقيق المطالب ام الرغبة في ارهاق الدولة وقيامها بالاستدانه من الخارج لحل المشاكل .

هل اساليب الخروج للشوارع والتنديد والتهديد للحكومة هو الاسلوب الناجح المثمر ؟؟
لا اعتقد ان الحكومة تحب ان تتلكأ في تحقيق المطالب او انها تحب ان ترى المواطن بحاجة لشيء ما ولا تهب لخدمته .. فهي حكومة وجدت لخدمة المواطن تبقى اليوم وترحل غدا او بعد غد وبنهاية المطاف تصب اعمالها في مصلحة الوطن والمواطن اولا واخيرا ..

ولا يخفى على احد حتى المعتصمين انفسهم ان تلك الاعتصامات سيدفع ثمنها الجميع لانها تخدم مصالحهم اليوم فقط وتضر المصلحة العامة .. هل هذا هو حب الوطن ؟؟
وبما ان الاردن محدود الموارد ومحدود الدخل اذا سنضطر للاستدانه من الخارج لتغطية النفقات مما يعني زيادة الدين العام ناهيك عن ارهاق خزينة الدولة فالانفاق اكثر من الدخل .

اما عن المعتصمين الذين يريدون تعطيل التمويل وتوقف عملية الاقتصاد فهم انفسهم من يطالب بالاصلاح بيمينهم ويدمرونه بيسارهم ..

اما وقد الغى جلالة الملك المفدى العطل الخاصة بعيد الجلوس الملكي وعيد ميلاد جلالته وبعض الاعياد الوطنية حتى يستفيد الوطن من كل ساعة ومن كل مورد يدر دخلا للوطن فقمنا نحن بالاعتصام اياما واسابيع وكسرنا بذلك طموحات الوطن وتوجيهات جلالته في الاعتلاء والعلو .

اذا كانت الحكومة راحلة اليو او غد او بعد غد وان كانت مطالبكم تحققت اليوم او غدا فان الوطن باق والاردنيون باقون باذن الله فلا تخربوا بيوت الوطن بايديكم .. البيوت التي لطالما عرف عن ايادي الاردنيون انها اياد مربية وصانعة ومشيدة وحاصدة وعاملة وحاملة سلاح .. اياد طاهرة تعمل بشرف بنت الوطن وعمرته منذ تأسيسه الى اليوم .

اجعلوا الوطن اول اهتماماتكم واعلموا ان الوطن متعاطف مع مطالبكم ... تحدثتم وكان الوطن دوما يستمع باذن صاغية لكم لكن اليوم للوطن كلمة فاستمعوا لها وحافظوا عليه فالوطن لكم وبكم ونحن بامس الحاجة لكل يوم انجاز وعطاء للخروج من سكرات العجز المالي الذي تعاني منه خزينة الدولة وهو من خطى الاصلاح المنشودة .

حمى اههت الوطن صامدا عاليا شامخا وحمى اهن جلالة الملك عبداه الثاني بن الحسين المفدى .