زاد الاردن الاخباري -
مع أنه من العار والله، ان تكون القدس محتلة، والعدو الغاصب ينهش فيها ويعمل بجد لتهويدها، وأن تتناثر الدماء في سورية ومصر بلا حسيب ولا رقيب، وأن تكون الأردن على حافة هاوية إقتصادية، وننشغل وينشغل الناس والوسط الصحفي والإعلامي، بقائمة قبضت من مدير مخابرات سابق مبالغ، فأصبحت الشغل الشاغل للجميع.
عيب علينا أن نتوقف عند هذه القصة "المخزية" في كل أركانها، كأننا مثل الرجل الذي يسُرق بيته ويقتل إبناءه وتذبح عائلته، ويترك كل ذلك ويذهب ليجادل أحد ما في كلام قاله أو فعل فعله، إننا والله، وكل من يتحدث في هذا الموضوع، لفي ضلال مبين.
كلام فارغ تنشره مواقع إلكترونية وتنشر فيه رموز وأحرف منقولة عن شخص خسيس وخبيث، ارسل بريدا يريد فيه زعزعة الرأي العام وتحويل مجريات قضية منظورة امام القضاء لتصبح مواجهة مع الإعلام ورجالات الصحافة، آملا في التشكيك والتشويه وتغيير كنه القضية، فوصلت لمرحلة إتهام إعلاميين شرفاء إضطروا للدفاع عن أنفسهم وكتابة مقالات تشرح خصوصياتهم وحياتهم ومواردهم وعلاقاتهم، فيحزن القلب ويبكي بحرقة، حين يرى كيف يصبح الشريف متهما، والسارق الفاسد بريئا، اما المخادع المزور فهو الذي يحتكر الحقيقة ويوجهها على هواه.
لا أحد ينكر "إحتمال" وجود صحفيين "قبضوا" من مسؤول سابق، ولا يستطيع أحد أن يجزم إن كان هناك صحفيين "يقبضون" من مسؤول حالي، ولكن الموضوع لا يبحث ولا يُدار بهذه الطريقة، فهذا شأن يمس الشرف والأخلاق، ويفترض ان الناس تميز كل كاتب فيما يكتبه، فمن غير المعقول أن يكون كاتبا شريفا لديه مبدأ معروف منذ سنين، يجد نفسه فجأة متهما عن طريق بريد أرسل إلى موقع إلكتروني، ومع ذلك فقد أكد موقع "زاد الأردن" بالأمس، ونقلا عن مسؤول في هيئة مكافحة الفساد: "أنه ليس هناك قوائم ولا أدلة ولا وثائق عن صحفيين مرتشين".
على الدولة الأردنية وأجهزتها المعنية أن لا تتجاهل هذا النزيف، وعليها أن تبادر لإظهار الحق والحقيقة بشكل مباشر وقاطع، ولا تقف متفرجة على هذا المشهد المأساوي، بل عليها مباغتة هؤلاء ومعرفة من يقف وراء هذا التشويه المخطط والممنهج، وحسم الأمر برمته.
نعلم أن الناس تحب الإشاعات، وتحب أن "تعلك" فيها، ولكني أخاطب ضمائركم وقلوبكم وأرجوكم التوقف عن الحديث في هذا الموضوع، يكفي ما حققه "الخسيس" من أهداف وزعزعة وتشويه، يكفي والقدس تحترق، يكفي وسورية قد أصبحت كرة من الدماء التي تكبر ساعة بعد ساعة، يكفي ومصر تشتعل فيها الإضطرابات والفوضى، وتنتقل من طاغية إلى طغاة يحكمونها بالسوط والحديد، يكفي والأردن الحبيب يحتضر إقتصاديا ولا يجد إنسانا واحدا مخلصا يقف ويقول للناس: توقفوا وانتبهوا إلى بلدكم حيث ولدتم ونشأتم وحيث معاشكم وحيث سيعيش أبناءكم من بعدكم.
يكفي، أرجوكم، إرحموا هذا البلد.