أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تغطية الحملات الانتخابية تؤرق الأحزاب .. صراع المراكز بالقائمة العامة يحتدم اقتصاديون: التوجيهات الملكية بإجراء الانتخابات تأكيد على قوة الاردن سياسياً واقتصادياً أمطار رعدية عشوائية الاحد .. وتحذير من السيول 60% تراجع الطلب على الذهب في الاردن غينيا بيساو تخضع للضغوط الإسرائيلية وتسحب علمها من أسطول الحرية الأردن يدين استهداف حقل خور مور للغاز في إقليم كردستان العراق "الخرابشة والخريشا " : سيناريوهان للحكومة والنواب المرصد العمالي: إصابة عمل كل (30) دقيقة في جميع القطاعات حماس: أرسلنا المقترح المصري للسنوار وننتظر الرد إعلام عبري: بن غفير وسموتريتش ضد أي صفقة تبادل سمير الرفاعي يكتب: الأردن وقد اختار طريقه .. بناء المستقبل بأدوات المستقبل اتحاد جدة ينعش خزينة برشلونة بصفقة عربية مسيرة للمستوطنين باتجاه منزل نتنياهو. كاتبة إسرائيلية: خسرنا الجامعات الأميركية وقد نخسر الدعم الرسمي لاحقا. منتخب النشميات يخسر مجددا أمام نظيره اللبناني. كاتس: إذا توصلنا لصفقة تبادل فسنوقف عملية رفح. الصحة العالمية: 50 ألف إصابة بالحصبة في اليمن خلال عام. الصين تعلن عن أداة لإنشاء الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي-فيديو. المستقلة للانتخاب: الانتخابات المقبلة مرآة لنتائج منظومة التحديث السياسي. مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية ينطلق 23 تشرين الأول.
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة مسلسل مستنقع الفساد في الأردن - الحلقة الأولى

مسلسل مستنقع الفساد في الأردن - الحلقة الأولى

31-01-2012 04:56 PM

زاد الاردن الاخباري -

بقلم: محمد سلطان العزام* -

في تلك البقعة وفي نفس الأرض إلى الشرق من النهر والى الشمال من جزيرة العرب ، بكل هدوء وطمأنينة ، بكل محبة وسكينة ، كان يعيش بكل وقار وعزيمة ، لم يكن مشغولا بأمر الساسة، كان بسيطا يلقى الجميع بأبهى ابتسامة ،وترحابه لمن حوله كان هو العلامة، ترى فيه الكثير من خصال الخير والأمانة ، يعيش في (مزرعة!!) كان يظن أن القائمين عليها سيجتهدون في حفظه من كل شر وهامة وفي تأمين سبل العيش له بكرامة، انه (شعبي) نعم شعبي ذلك الرجل الذي كان مشغولا في رزق أبنائه وعيشهم وتأمين ما لا يطاق من مال لاستكمال علمهم ، كان يظن أن الفقر ابتلاء ولا بد له من نهاية ، وأن الحال على الجميع فليس وحده هو صاحب الحكاية، يلقى أبنائه في كل مساء ، يستبشر وإياهم في مستقبل قد يملؤه الأمل والرجاء ، ينام ويصحو وبحمد الله إلى رزق الرحمن يصبو.

وذات ليلة!! شعر بشيء من الإعياء ،لم يلق للأمر بالا وظن أن كد النهار قد استحل جسده عندما حل المساء ، ذهب مداعبا لأبنائه ، هذا يضحك وذاك يلعب وتلك تشكو حتى غلب النوم جفون الأبناء ليغفو معهم في سبات قد تشوبه أحلام تحمل في طياتها مستقبل العدل والرخاء.
وفي الصباح وكما هو الحال ، الكل يصحو حامدا لربه ساجدا له داعيا طالبا لرزقه وفضله، تدور وتدور الأيام على هذا الحال ويدور معها ذلك الألم الذي جاءه في ليلة من لياليه وكأنه زائر ثقيل الظل!!، لكن ظله عاد حاملا معه المزيد من الظلال ليظلل ما بقي من جسده مع شدة في قتامة ذلك الظل وما يحمله من الآم لم تدعه وجسده في حل، ومن هنا رأى شعبي أن قيامه بفحص طبي سيكون حلا لزائر ثقيل الظل اعتاد زيارته بشكل يومي، وفعلا اتجه شعبي إلى طبيب شعبي يشكو إليه ما آل إليه من أوجاع باتت جزءا من حاله اليومي ، استلقى شعبي على سرير المرضى مستسلما لأمر الله بكل رضى وكان ما دار بينه وبين الطبيب:

الطبيب: مما تشكو يا شعبي وما الذي يؤلمك؟
شعبي:اشعر بألم ينخر كل مفصل من مفاصل جسدي
الطبيب:منذ متى تولد لديك هذا الألم وكيف بدأ؟
شعبي: جاءني منذ وقت ليس ببعيد ولكنه لم يكن بهذا المستوى من الألم
الطبيب:كيف كانت أعراضه الأولى؟
شعبي : كان على شكل دوران والآم في المعدة والرأس
الطبيب: هل تناولت طعاما أو شرابا غير مألوف؟
شعبي : لا أذكر.... لا أعلم....ولكن...!! نعم نعم تذكرت
الطبيب مسرعا: ما هو وما اسمه وأين تناولته؟
شعبي : تناولته في المزرعة
الطبيب: عن أي مزرعة تتحدث؟
شعبي : المزرعة التي أعيش ويعيش بها جميع الناس
الطبيب متعجبا: وهل يعيش جميع الناس في مزرعة واحدة!!؟
شعبي : نعم مزرعة ، فيها الكثير من الخير
الطبيب: الخير يعرفه الجميع، ولكن حدثني عن تلك المأكولات والنباتات التي تناولتها والتي قلت أنها غير مألوفة ، ثم أخبرني من جاء بها وكيف أدخلها إلى هذه المزرعة الودود!؟
شعبي: جاء بها مدراء المزرعة وأعوانهم
الطبيب مندهشا: مدراء!! ألا يكفيكم مدير واحد؟
شعبي: في كل عام كان يأتينا مدير جديد ومعه من يعينه من مستشارين وخبراء!
الطبيب: كيف أتوا بهذه النباتات ولماذا أدخلوها؟
شعبي: قالوا أنها ستنهض بحال المزرعة وأهلها وتجني لنا المزيد من خيرها
الطبيب: وهل تناول من ثمارها الجميع وما هو حالهم؟
شعبي: نعم تناولها الجميع وأظن أن الجميع حالهم كحالي
الطبيب وبكل ذكاء: وهل تناول منها المدراء؟
شعبي: لا أظن ذلك فلم أرى أو أسمع أن أحدا منهم قد أصيب بشيء من الإعياء
الطبيب: أين زرعت هذه النباتات ، في مكان واحد وفي نفس الوقت، أم ماذا؟
شعبي: لا، زرعت على امتداد المزرعة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها على امتداد المزرعة الأردنية!!
الطبيب: هل لك أن تذكرها بالتحديد؟
شعبي : منها ما زرع في البحر الميت ومنها ما زرع على شاطئ العقبة ومنها ما كان في عمان والكرك واربد وغيرها الكثير
الطبيب: أظن أني قد سمعت بها ، نعم..نعم...تذكرتها وأدركت ماهيتها
شعبي مستنجدا: ما هي ، أعني أرجوك
الطبيب: إنها نباتات تحتوي على جرعات خفيفة من السم!
شعبي مستغربا: لكني لا أرى ما حل بي مصابا خفيفا!
الطبيب: حقيق ما تقول، لكن جرعات السم كانت خفيفة في كل جرعة على حده ، حتى تجمعت متراكمة في جسدك بعد تناولك لكل تلك الجرعات
شعبي مستغيثا: ما الحل أرجوك برب الكعبة!
الطبيب : هل تمتلك سعة من المال، هل تستطيع العلاج في الخارج؟
شعبي ساخرا: تقصد علاجي خارج قريتي!!؟
الطبيب مبتسما: يبدو أنك تعاني الكثير؟

ملاحظة: في هذه الأثناء كان جمع من أبناء شعبي المعلمين يعتصمون أمام حديقة المدير للمطالبة بمظلة لهم يقولون أنها اغتصبت منهم منذ عقود!!
وهنا تساءلت قائلا: ترى، ما حاجة المدير بمظله عمرها عقود أظن أنها متهرئة الآن، إلا أن تكون سبكا من الذهب!! ولكني أيقنت لاحقا أنها حجمها الكبير يكفي لتظليل جزء كبير من أبناء المزرعة كما يظلل الغيم السماء وكان ذاك المدير يخشى من ظلهم الذي قد يأتي يوما ليضلل حدود حدائقه التي اعتادت على التمدد دونما حسيب أو رقيب!!

وبالعودة إلى سؤال الطبيب لشعبي من كونه يعاني الكثير رد شعبي قائلا:
نعم أعاني الكثير فقد تراجع منسوب انتاجنا الزراعي لان النباتات السامة قد أحرقت عددا لا بأس به مما حولها من نباتات ولم يعد لدينا ما يكفينا، لكن الأمر لم يقف ها هنا؟

الطبيب: ماذا تقصد؟
شعبي: بالإضافة إلى هذه النباتات فقد قام مدراء المزرعة وأعوانهم بإنشاء حدائق تحتوي على نباتات لم نرها أو نتذوق طعمها!!
الطبيب متعجبا: لماذا زرعت إذا، ولمن يذهب خيرها، والاهم من هذا ما هو اسمها؟
شعبي: يسمونها الأشجار والنباتات المستقلة
الطبيب متعجبا: مستقلة ، ما هذه المستقلة!؟
شعبي: إنها نباتات ذات تكلفة عالية تحتاج إلى مئات الملايين لرعايتها سنويا
الطبيب مكررا لسؤال سابق:ألم تتذوق طعما مطلقا؟
شعبي: بالطبع لا، فهي لم تزرع لنا ، بل زرعت لأناس يسمونهم أبناء الذوات!!
الطبيب ساخرا: هل تقصد أبناء محافظة الذوات!!؟
شعبي مبتسما : لا، هم طبقة يلتقون على اختلاف محافظاتهم وأجناسهم على قاعدة تسمى
( فوق العادة)
الطبيب: وهل التقيت بهم أو جالستهم؟
شعبي : لا بالتأكيد، ولكني أسمع أخبارهم فهم قلة على عدد أصابع اليد!!
الطبيب: وماذا يتحدثون عن تلك النباتات المستقلة؟
شعبي: يقولون أنها نباتات ذات ثمار كبيرة الحجم مختلفة الطعم تختلف عن ثمارنا قلبا وقالبا ناهيك عن أن ثمارها كبيرة الحجم تقطف بحدود أربعة عشر إلى خمسة عشر مرة في العام بعكس ثمارنا التي تجنى على مدار اثني عشرة مرة في العام وبكميات هزيلة!
الطبيب: كنت قد قلت أنهم قلة على عدد أصابع اليد فكيف يملكون إذا مئات الملايين لرعاية هذه النباتات المستقلة؟
شعبي: الإنفاق عليها يكون من المردود الإجمالي للمزرعة؟
الطبيب متعجبا: وما الذي جناه أجمالي أهل المزرعة من هذه النباتات والحدائق!
شعبي : قالوا أن أوراق خريفها المتساقط سيحيي أرضنا ويدب بها الحياة من جديد لما يحويه هذا الورق من عناصر عظيمة الفائدة لتربة أرضنا!!
الطبيب: وهل كان لكم هذا؟
شعبي: لا، فمنذ زراعة وإنشاء هذه الحدائق لم نرى تساقطا لأوراق خريفا ، يبدو أنها نباتات مدللة جل أيامها ربيع بربيع!
الطبيب في ختام كلامه: يبدو أن الحال مستعصي ، سأمنحك القليل من المسكنات ، فلا بد من إجراء تشخيص طبي لكل جرعة من جرعات السم على حده كي نتمكن من استئصال ما قد ينتج عنها من أورام لا قدر الله
شعبي: بارك الله فيك أرجو الله أن يعينني على تحمل ما لا يحتمل على أمل اللقاء بكم غدا إنشاء الله.


أعزائي: من هنا كانت بداية النهاية فانتظرونا غدا في مجريات الحلقة الثانية


معاني الكلمات:

شعبي: كنية عن الشعب الأردني
المزرعة: الأردن
مدراء المزرعة وأعوانهم: رؤساء الحكومات وأعوانهم
النباتات المستقلة: المؤسسات المستقلة
مظلة المعلمين: نقابة المعلمين
الأشجار والنباتات السامة: قضايا الفساد
الثمار الأربعة عشر الخمسة عشر: الراتب الرابع عشر والخامس عشر الذي يصرف في المؤسسات والهيئات الحكومية المستقلة


* حراك الوسطية الشعبي للإصلاح





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع