زاد الاردن الاخباري -
تحولت ما تسمى بالمعارضة الأردنية في الخارج إلى مادة للسخرية في الشارع الأردني ووسائل الإعلام المختلفة بعد أن لم تستطع تجميع سوى 5 أشخاص أحدهم غير أردني للاحتجاج على النظام أمام البيت الأبيض لدى لقاء الملك عبدالله الثاني بأوباما.
وسبب تلك السخرية هو التصريحات الرنانة التي صدرت عن تلك المعارضة عن الجموع من الأردنيين المقيمين في أمريكا الذين سوف يتواجدون للتعبير عن معارضتهم للنظام في الأردن والمطالبة بإسقاطه، لكن المراقبين فوجئوا بضآلة من استجابوا لنداءات المعارضة.. غير أن ذلك لم يكن مفاجئاً للشارع الأردني الذي يتوافق بالإجماع على عدم المساس بالقصر باعتباره خطاً أحمر لا يجوز تجاوزه، وذلك رغم المسيرات والحراك الأسبوعي في الأردن والذي ظل سقف شعاراته لا يتجاوز المطالبة بتغيير الحكومة وإدخال إصلاحات سياسية دون أن تمس وجود النظام.
وكما يشير المحللون السياسيون فإن الغالبية العظمى من الأردنيين ترى أن استمرار النظام هو صمام الأمان، معتبرين أن ما حدث في واشنطن يكشف عن عدم مصداقية من تروج لنفسها أنها معارضة خارجية حيث لا يوجد لديها دعم حقيقي على الأرض في البلاد.
ويقول الكاتب سعيد شاهين: إنه لا يمكن لنا أن نقارن الوضع الأردني بما هو حاصل في دول عربية حيث إن الملك هو من يقود عملية الإصلاح لذلك فإن المسيرات وتصريحات حتى من هم يعتبرون رموزا للمعارضة الأردنية يطالبون بتطبيق الإصلاحات التي نادى بها الملك أكثر من مرة حيث لا تزال السلطة التنفيذية بطيئة في إجراءاتها رغم أن حكومة عون الخصاونة قطعت شوطا كبيرا من خلال قيامها بخطوات فعلية على الأرض وفتحها ملفات فساد وتحويلها للنيابة إلا أن الإصلاحيين يطلبون أكثر من مثل هذه الإجراءات.
وبدوره، يشير الكاتب سميح المعايطة إلى أنه ثبت أن الضجيج الإلكتروني كان أكبر بكثير من واقع الحال. وأن الأردن بلد إنساني لا يجد فيه أي معارض حرجا في التعبير عن رأيه. وليس بحاجة إلى الاستعانة بساحات خارجية. فما يمكن أن يقوله الأردني في الخارج يمكنه قول أضعافه في أي مدينة أردنية.
وأضاف: من المؤكد أن مظاهرة أصابع اليد الواحدة "لم تكن هكذا لأنها تعرضت لقمع من قوات الدرك في واشنطن بل لأن أي أردني لا يحتاج إلى الاستعانة بأي ساحة أو إعلام أو جهاز مخابرات أجنبي حتى يعبر عن مواقفه". ما نقوله لا يعني أننا بلد "ختمنا العلم" بل لدينا مشوار فيه الكثير من المهمات والتحديات. ورغم كل ما نطالب به من تسريع الخطوات الإصلاحية إلا أننا نسير على طريق الإصلاح الآمن النظيف الخالي من الدم. وهذا أمر نفتخر به.
من جهة أخرى استمر الحراك الشعبي بمسيراته الأسبوعية في عمان وفي عدد من المدن الأردنية تحت شعار جمعة حقوق لا مكارم طالب فيها المشاركون بتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير الحياة الكريمة وقد حاول عدد من الموالين للحكومة اعتراض مسيرة للمعارضة ورشقها بالحجارة إلا أن رجال الأمن منعوا وقوع الاشتباكات بين الطرفين كما خرجت مسيرات في كل من الكرك والطفيلة طالب فيها المشاركون بقانون انتخابي جديد وحل مجلسي النواب والأعيان.
الشرق القطرية