اعتادت بعض الحكومات السابقة أن تصمّ آذانها ولم تكترث للأصوات التي تنادي وتطالب الحكومة بالإصلاح فيما يخصُ موضوع التعيين لشغل مناصبَ الوظائف العليا في الدولةِ، على الرغم من تعالي أصوات بعض الحكومات دفاعا\" عن حقوق الأردنيين وتكافؤ الفرص وتحقيق العدالة والإدعاء أن التعيينات تجري حسب الأصول لاختيار الكفاءات الوطنية من خلال اللجنة الوزارية. المؤشرات السابقة تؤكد بان معظم التعيينات كانت تتم بإيعاز مباشر أو غير مباشر من صاحب القرار الأول في الحكومة ولم يهم الحكومات ماذا تعرف، بل كان يهمها من تعرف؟؟؟؟!!!.
قرار النائب الموقر الفاعور تقديم استجواب لدولة عون الخصاونة حول بعض التعيينات التي أجرتها الحكومة مؤخرا" وتساؤله ( النائب المحترم ) عن الأسس والمعايير التي طبقت عند اتخاذ مجلس الوزراء لهذا القرار ، يشير بوضوح إلى مدى الجدية في تحقيق الإصلاح المنشود. فالأصل أن إلأدارة الحكومية تعامل المواطنين حسب كفاءتهم وإمكاناتهم، فتضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وذلك تحقيقا" للرغبات الملكية في اتجاه الإصلاح.
نسال الله أن تكون هذه المسألة بداية عهد أصلاحي جديد.......! فقد صرح مقرر اللجنة المالية النائب د.العجارمة المحترم انه ولأول مرة سيتم الطلب من رئيس وزراء الحضور إلى اللجنة المالية والاقتصادية النيابية بصفته وزيراً للدفاع لمناقشة موازنة وزارته، وكذلك ولأول مرة ستناقش موازنة أمانة عمان الكبرى من قبل اللجنة المالية النيابية, وكافة موازنات المؤسسات والهيئات المستقلة.
المُراقب لهذا الموضوع يلاحظ، أن المؤشرات أعلاه بمثابة تأكيد واضح على أنّ عجلة الإصلاح بدأت بالدوران بعد أن عانينا طويلا من تلكؤ الحكومات وبطء استجابتها للتحديات والمطالب الإصلاحية الصادقة. وللأمانة ، اليوم اختلفت الصورة فالدولة تقود عملية مكافحة الفساد وخصوصا" أن الأردن شهد إجراءات حثيثة لمكافحة الفساد طالت مسئولين كبار بعد أشهر من الاحتجاجات . ولعل أحداث المفرق يمكن اعتبارها "نقطة تحول" لحكومة دولة الخصاونة، إذ تمثّل بداية المواجهة الحقيقية بين الرؤى المتضاربة داخل أجهزة الدولة، بعد أن كانت تكتفي مراكز القرار الأخرى بالتذمر من الرئيس الجديد وتصريحاته ومواقفه وتلويحه بالاستقالة في مواقف معينة، وتعتبر ذلك "ابتزازاً" للدولة. اليوم، تبدو معضلة الرئيس الجديد جلية، إذ تشكّلت بصورة واضحة، الحلقة المعادية له، من حرس قديم يحمل مواقف مغايرة تماماً للرئيس، ولم ترق له أبداً آراء الرجل ومواقفه، بل وإصراره على فتح ملف الفساد الذي بدا كأنه سيطيح برؤوس تظن أنفسها كبيرة.
أرجو إلا يتبادر للذهن بان دولة الرئيس يبدو وحيداً في خندقه، ويسهّل تماماً مهمة خصومه للإطاحة به، بل والتحضير لسيناريو مقنع للرأي العام، وهو ما يفرض عليه إعادة قراءة الخارطة...... إلاّ إذا كان هو من ينوي الرحيل مبكّراً......!
ســيدي الرئيس .. ألأغلبية الصامتة من أصحاب الفكر والمشهود لهم بالوفاء والإخلاص يأملون أن يلمسوا شيئاً على أرض الواقع من هذه الحكومة، لتنتشلهم من هذا التجاهل ، كي لا يتوسلوا الوسيلة على أبواب الحكومة ؟؟؟؟؟. فالوطن للجميع، ويدركون المخاطر والتحديات التي تواجهه الوطن ويؤمنون بضرورة عدم توظيف مطالب المخلصين المحقة والعادلة لأغراض سياسية لا تهدف مصلحة الوطن، ويؤكدون عدم السماح بالعبث بأمن الوطن واستقراره.
وبالختــام ، نرجو أن لا تكون التعيينات لشغل مناصب الوظائف العليا في الدولة صفقات بل سياسات.؟ فدولتكم ليس كأي رئيس وزراء و لكم تقديركم واحترامكم.