المتتبع لمشهد الجارة العزيزة سوريا يجد خلافا ً لقول النبي صلى الله عليه و سلم ( دمائكم و أموالكم و اعراضكم عليكم حرام ) أو كما قال صلى الله عليه و سلم , لأن الكرسي قد إرتفع سعره ُ ليصبح جبالا ً من الجماجم التي حرم الله الأعتداء عليها إلا بحق و كأن النظام السوري يُثبِت أن السياسة لا دين لها ولا مبدأ , وفي سبيلها يهون كل شيئ ٍ , يا لها من معركة ٍ خاسرة ومعركة ٍ محسومة النتائج , عرفنا نتيجتها من مدارج التاريخ ( أن الشعوب إذا ارادت أن تنفذ إرادتها فعلت ) والسبب بسيط : ألا وهو أن الشعوب لا تجتمع على باطِل . , في معركة شعواء لا تُبقي ولا تذر , سني شيعي مسيحي أو من أي مشرِب ٍ كان .
هل يجوز حشر الشعب السوري الأبي بين خيار الحرب الأهلية المذهبية أو القبول ببشار الأسد قائد ٍ وسيد ؟ مع العلم أن السيد لا يخذل شعبه .
هل هذه هي الديموقراطية التي يدعيها النظام السوري ؟ بئست هذه الديموقراطية و مدعيها !
لنعلم أن المعركة هي معركة السوريين و المعركة هي من أجل الديموقراطية و المحافظة على مقدرات الأمة , إذا ً هي معركة ٍ عادلة .
وليعلم النظام السوري أن ثلاثة أرباع الشعب السوري هو ليس برسم المساومة بأي حال إن كان الأمر كذلك , و لكن معلوماتنا بينت أن الشعب السوري الأبي لا يشرخه إسفيل تفرقة ولا مسمار طائفية, فهذه الأسلحة سقطت هي ومن يحملها و سوف تُقطع أيادي من يحملها أينما كان , و كفى حاملها فتنة ً أو قول ُ كلمة ًتهوي بصاحبها سبعين خريفا ً في النار يوم القيامة .
إن أعظم جريمة هي جريمة سفك دماء الأبرياء و الشعوب المقهورة , ولن يستمر ظُلمٌٍ و حكم , فدولة الظلم ساعة ً و إن حسُن َ منظروها و دولة العدل إلى قيام الساعة .
ألا يكفي إدانة إلى النظام السوري عندما قال أن الصراع في سوريا هو صراع بين الإسلام و العروبة , فمن فمك أدينك . إن الإسلام هو دين ُ السلام و التسامح و الأخلاق النبيلة التي يجب على ولي الأمر ترسيخها بين شعبه لا يفرقهم و يجعلهم شرذمة متقاتلين متناحرين , هذا معي و هذا ضدي , فمن أنت ؟ وهل أنت من وُجِد َ الناس من أجله ؟
العتب الآن و كُل العتب على العرب و الجامعة العربية , فهل يجوز ُ لهم أن يستمروا صامتين غير َ آبهين بهذا الشعب الذي يقتل و يسفك دمه يستباح عرضه صباح مساء .
إن الجامعة العربية عندما قامت بإرسال مراقبين عرب الى سوريا قد زرعت في قلوب الناس الأمل بأن تأخذ الجامعة َ دورها المفروض , وبذلك أصاب الناس نوع من الاطمئنان و الركون لهذا الدور المنتظر النتائج .
ولا نريد أن نشعر أن الجامعة تلعب على منوال الوقت و الزمن و المداراة للشعوب بحيث تُعطي مزيدا ً من الوقت للنظام السوري و إغراء ً في إستباحة الدم السوري الحُر .
لقد آن الأوان للجامعة العربية أن تأخذ القرارات الحاسمة في التصدي لهذا النظام الراديكالي القمعي الذي لا يعرف إلا القتل و الدم .
وهل نستطيع أن نثق بنظام يقتل شعبه ُ ثُم َ يقول ُ لهذا الشعب إتبعني لنحرر الجولان , ما كان ليكون هذا الأمر .
إن فاتورة حمام الدم اليومي في سوريا بين عشرين الى خمسين شهيدا ً. و من المخاوف التي نعتقد أن النظام السوري يمارسها إعدام المناكفين له بحوادث تفجير مفتعلة , ليتخلص منهم.
إن إعطاء المزيد من الوقت و المماطله لهذا النظام يعني مزيدا ً من القتل و مزيدا ً من الدماء .