عرِفت الأمم منذ ُ فجر التاريخ التحالفات المختلفة حسب الحاجة ِ إليها , منها ما يُسمى
بالتحالف الأستراتيجي ومنها العسكري ومنها الأقليمي ومنها المقاومة ومنها الممانعة و منها
الأقتصادية ومنها الأمنية ومنها ما هو لإظهار قوة ٍ و ردع .
فالأردن و ما حباه ُ الله من جيرَة ٍ مباركة ٍ للمسجد ِ الأقصى بقول ٍ صريح من رب ِ الأرض ِ و السماوات
سورة الإسراء آية رقم 1{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} , إضافة ً إلى شعب ٍ عربي ٍ آمن برسوله ِ و بدينه ِ و بشرف ِ رباطه ِ ينظر ُ كل يوم بعين الأمل لتحرير مسرى نبيه ِ .
هذا الأردن الغني بثرواته ِ البشرية التي فاخرنا بها كل الدنيا من تميز ٍ علمي و طبي و تعليمي ....الخ و ثروات ربانية إبتداء ً من الفوسفات و البوتاس و الأسمنت و اليورانيوم وغيره الكثير حتى وصلنا إلى ثروة الصخر الزيتي و صرح رئيس جامعة الزيتونة يوما عندما قال أن النفط الزيتي بالأردن يكفي 3000 سنة .
إن الضعفاء لا يقبلون على الأطلاق وجود القوي بينهم , فالدول التي لا تعرف الديموقراطية يغيضها كثيرا ً عندما يسمع شعبها عن هذه التجارب الديموقراطية , لأن هذا الشعب لا بد ّ َ يوما ً و يطالب بما عند َ غيره ِ من نُظُم سياسية غير إستبدادية , ولكن للأسف إن القائمين على هذه الدول يرتجفون عندما يسمعون بالأنتخاب أو حتى أخذ ُ رأي , لأنهم يعتقدون أن دوام ملكهم منوط بدكتاتوريتهم , وأن الشعوب إذا أخذت حريتها يوما ً سيخلعونهم , ونسوا أن الشعب إذا أراد الحياة َ فلا بد ّ أن يستجيب القدر , إذا هي مسألة وقت لا غير و تتغير الأمور .
فدول الخليج العربي مستعدون أن يدفعوا للأردن و غير الأردن من الدول العربية ما يسد ُّ الأفق من مليارات الدولارات بشرط تحييد فِكر الديموقراطية , و أن دول الخليج مستعدة ً أن تدفع جُل ّ ما لديها لأسقاطها في مِصر أو الألتفاف على أهداف الثورة المصرية .
إن الأردن يستطيع أن يكون أقوى من كل الدول التي تظن ُّ أن لها الشرافة ُ و المهابة ُ لكثرة ملياراتها و نسوا أو تناسوا أن الله الغني يعطي المال لمن يحب و لمن لا يحب , و نسوا أن العطاء ليس إكراما ً كما أن المنع ليس َ حرمانا ً .
نقول لدعاة الفساد في الأردن إرحمو الأردن و أهله , و حرام ٌ عليكم أن تجعلوا هذا المواطن الأردني الطيب ينتظر كل يوم وينظر هل سينظم إلى مجلس التعاون الخليجي ؟ , هل قَبِل المجلس الخليجي بظمنا ؟ , هل نصدِّق ناصِر جودة أم لا ؟ و أنا أعتقد جازما ً أن ناصر جوده يتمنى كل يوم ألف مرة ليتم إنجاز ظم الأردن لينعم أهل الأردن بالمال الخليجي .
إن الأردن قادر أن يصبح كقوة إقتصادية أقوى من أصحاب النفط , و لكن بشرط أن يكون هنالك إصلاحات على صعيد كل الوطن من دستورية و قانونية و برلمانية و حكومة منتخبة , لأن الأصلاح السياسي سينتج عنه ُ لا محالة ً إصلاح إقتصادي , مع إيماننا بأن الهاشميين هم صمام أمان للأردن .
إننا إن سلكنا طريق الأصلاح و بدرجة ٍ متسارعة سيكون بإذن الله مصيرنا الخير ِ و الفلاح و سنكون المثل الذي يجب أن يُحتذى عند كل ّ الشعوب و الدول , عندها سيتمنى كل ُ من هو حولنا أو جارنا أن ينظم إلينا , و عندها سنقول ُ لهم أصلحوا أنظمتكم و إبتعدوا عن الفساد لأننا أصحاب نظام صالح و غير فاسِد وإن إنظمامكم إلينا قد يضرنا .
و كأن رسالة دول الخليج إلينا لآ تُصلحوا نظامكم السياسي و لا الأقتصادي و سنبقى نُنزِل ُ عليكم قطرات ماء كلما زاد عطشكم , و سيبقى العطش شديد الملوحة في ظِل البعد ِ عن الأصلاح , و بالأصلاح سنُصبِح ُ نسقي كل الظامئين