يا شباب: وانتم عدة المستقبل وأدوات التغيير ، هناك ثوابت بعد الله والوطن يجب أن نؤمن بها ونرعاها ونتمسك بها ونعمل على إشاعتها :
1 ـ قد نختلف في الفكر والرأي وفي الوسائل والأساليب ، ولكن يجب أن لا نتخاصم ولا نتصارع ، فالاختلاف ظاهرة بشرية تبعا للنشأة و الثقافة والمصالح والرؤى ، ويجب أن لا يفسد للود قضية. وقديما قيل : ادفع حياتي ثمنا لتمكينك من قول رأيك الذي لا اتفق معك فيه!...
2 ــ لا يوجد شخصين متماثلين أو نسخة طبق الأصل عن بعضهما في التفكير والمواقف والسلوك فضلا عن التاريخ ، ولكن قد يكون هناك تقارب بالأفكار وتلاقي بالمواقف بين كثيرين ، فاحرص عليهما إذا وجدت ..
3 ــ كلنا نؤمن بالديمقراطية وننادي بها ، والديمقراطية: هي احترام الرأي الآخر والاعتراف به حتى ولو خالف رأيك .. وإذا كنت مؤمنا بالديمقراطية حقا , فعليك أن تحترم الآخرين وآراءهم ، ولا تستبد وتفرض رأيك عليهم ، فقد تكون هناك أراء أفضل من رأيك ، ورأيين إذا اختلفوا معك أفضل من رأي واحد !00 وإلا فأنت دكتاتور بشعارات ديمقراطية ، لا تؤمن إلا برأيك المستبد والذي قد لا يكون صوابا، ومع ذلك تحاول أن تفرضه على الآخرين !..
4 ــ الآراء هي اجتهادات فكرية لمعالجة موضوع ما في زمن ما، وقد تختلف وتتطور بعد حين ، وإذا اختلفت الآراء (المبدئية ) فالأصل أن اختلافها لحساب المصلحة العامة ، وقد يكون اختلافها رحمة ، وهي ليست مقدسة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، إنما هي عرضة للتغيير والتطوير مع الزمن وتغير الوقائع والظروف ، وقد يوجد أفضل منها في أي وقت .. فعلينا جميعا أن نحتمل هذه الآراء ونلتمس لأصحابها عذرا.. حتى لو اختلفنا معها ..
5 ــ إذا تبنيت فكرة أو رأي ، فاختر دائما الرأي الوسط فنحن امة خلقت وسطا ، والرأي الوسط اقرب إلى العقل والمنطق واقرب إلى التنفيذ ، ولا تكن متطرفا، فالتطرف يستفز الآخرين ، ويورث العداوة وردة الفعل المتطرفة أيضا التي لا توصل إلى نتيجة ايجابية !..
6 ــ كن صاحب رأي موضوعي حصيف ، ولكن لا تفرضه بالقوة على الناس بالرغم من إيمانك بصحته ، ضعه أمامهم ، انشره لهم ، ودافع عنه بروية وهدوء، و دعهم يؤمنون به و يقتنعون بصلاحيته وصوابه بحريتهم ، ولا تغضب إذا خالفك الكثيرون أو اتهموك بما لا يرضيك!.. فالأنبياء أول من خالفهم وطاردهم أهلهم ، وأنت لست أفضل منهم !..
7 ــ طُرد إبليس من الجنة لانه أصيب بالغرور واعتد بنفسه وفضلها على الناس وطغى عند ما قال خلقتني من نار وخلقته من طين !!.. فدفع الثمن وحده : طرد من الجنة واصبح ملعونا من الجميع إلى يوم القيامة !!..
فلا يركبك الغرور وتعتد برأيك ، لتعتقد انه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !..ولا تسيطر عليك الأنانية وحب الذات وتحاول أن تلغي رأي الآخرين ووجودهم ، فتبقى وحدك بلا مؤازر أو صديق !.. فمن تواضع اعزه الله ، ومن احترم الآخرين قوبل بالمثل ..
8 ــ هناك روابط مختلفة بين الناس ، روابط فكرية توحد الغايات والأهداف والوسائل بين فصيل من الناس ، ولا شك أنها أرقى أنواع الروابط ، وهناك روابط الدم والقربى بين الناس وهي روابط غالية وعزيزة ، إذا وجهت بشكل سليم أدت إلى التعاون على الخير وتمنع الشر ، وإذا أسيء توجيهها تحولت إلى عوامل هدم وتخريب !..
وهناك روابط الأرض والموقع والإقليم الذي يقرب بين سكانه ، لتقارب الحاجات والمصالح والخدمات ، وكلما كبر الإقليم كبرت معه المصالح والحاجات .
فاختر أنت مع أي تجمع تكون ؟.. خصوصا إذا كان لديك مبدأ و فكر يجمعك مع الآخرين ..
فكيف إذا اجتمعت رابطة الفكر مع وحدة الأرض والوطن،وأضيف إليهما رابطة القرابة والدم ؟..
9 ــ قديما قيل: إذا سما الفكر وارتفع ارتقى إلى هموم كافة الناس وعم الوطن لا بل شمل الأمة بكاملها ، وكلما ضاق الفكر تحول إلى مطالب شخصية آنية، و محلية بسيطة أو تعصبا عائليا أعمى !..
10 ـــ حياتك ورزقك بيد الله ، وليس لبشر عليها أي سلطة أو تأثير ، فارفع رأسك وصوتك ، وانتزع حقك ، فقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا، ولا تغريك عروض الدنيا فتلغي أرادتك وشخصيتك ، فتتحول إلى تابع أو ذليل !.. فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ..
11 ــ لنكن موضوعيين ولا نكون تبعا للأهواء والأوامر والتعليمات ، فقد خلقنا أحرارا ولنا عقول نميز بها : الخبيث من الطيب والخطأ من الصواب ، فلا معارضة مطلقة ولا تأييد مطلق ، إنما نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت ، فما أوصلنا إلى هذه الحالة من الفساد والضياع إلا التطبيل والتزمير والتأييد المطلق بدون تمحيص !!..
12 ــ هذا الوطن لنا جميعا ، خلقنا فيه ولن نرحل عنه ، ونموت دفاعا عن مقدساته وثراه الطهور ، وكل مسئول أو تنظيم أو تشكيل سياسي يسعى إلى حمايته ويحافظ على وجوده واستقلاله فنحن معه نؤيده ونشد من أزره ، وكل من يقف أمام عجلة الإصلاح الشامل فيه فهو يعمل ضد الوطن ، ونحن نخالفه و لسنا معه ، ومن يسعى إلى تخريبه والتآمر عليه ونشر ألفساد فيه فسوف نحاربه ونقاومه حتى النهاية ، وحتى يبقى الوطن ..