زاد الاردن الاخباري -
قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، إن المنظمة ليست في وضع يسمح لها بتقييم الأضرار الممتلكات الثقافية والتراثية في قطاع غزة بسبب القتال الدائر في قطاع غزة واستحالة الوصول إلى المنطقة.
وبعد طلب "المملكة" التعليق على الاستهداف الإسرائيلي لمرافق ومبان تراثية وثقافية في غزة مثل المسجد العمري، قال متحدث باسم يونسكو لـ"المملكة"، إن خبراء المنظمة لا يمكنهم في هذه المرحلة مراقبة الوضع إلا عن بعد، وباستخدام بيانات الأقمار الاصطناعية والمعلومات المرسلة للمنظمة الأممية من قبل أطراف ثالثة، مع ضرورة التحقق من هذه المعلومات بدقة.
وقال المتحدث إن يونسكو لا تستطيع تقديم معلومات أو التعليق الدقيق للأضرار التي لحقت بالمسجد العمري الكبير في غزة، بسبب الوضع في قطاع غزة.
وعبر المتحدث عن قلق يونسكو "البالغ إزاء التأثير السلبي للأعمال العدائية على التراث الثقافي في فلسطين وإسرائيل"، مضيفاً: "في قطاع غزة، يأتي ذلك إضافة إلى مخاوف يونسكو السابقة بشأن حالة الحفاظ على المواقع بسبب عدم وجود سياسات عامة محلية للتراث والثقافة".
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام في غزة، أضرارا جسيمة بالمسجد العمري الذي يرجع تاريخه إلى القرون الوسطى مع سقوط جدران وأسقف وصدع كبير في الجزء السفلي من المئذنة الحجرية. ويقع المسجد في البلدة القديمة بمدينة غزة، وذلك بعد قصف إسرائيلي.
وأكدت المنظمة على إعطاء الأولوية للحالة الإنسانية، ولكن حماية التراث الثقافي بجميع أشكاله يجب أن تؤخذ في الاعتبار أيضًا.
ودعت يونسكو جميع الجهات الفاعلة المعنية إلى الاحترام الصارم للقانون الدولي، وأكدت على ضرورة عدم استهداف الممتلكات الثقافية أو استخدامها لأغراض عسكرية، لأنها تعد بنية تحتية مدنية.
وتنص اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح (1954)، التي صدقت عليها فلسطين وإسرائيل، على أن تتعهد الدول "باحترام الممتلكات الثقافية الواقعة داخل أراضيها وكذلك داخل أراضي الدول العليا الأخرى".
وأكدت "الاتفاقية على ضرورة امتناع الأطراف المتعاقدة عن أي استخدام للممتلكات ومحيطها المباشر أو الأجهزة المستخدمة لحمايتها لأغراض من المحتمل أن تعرضها للتدمير أو الضرر في حالة نشوب نزاع مسلح؛ والامتناع عن أي عمل عدائي موجه ضد هذه الممتلكات".
وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، مسجد "عثمان بن قشقار" الأثري في البلدة القديمة بمدينة غزة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين، وإلحاق أضرار مادية في المنازل المجاورة.
وتأسس المسجد عام 620 للهجرة، ورغم صغر مساحته، فإنه من أقدم المساجد والأعيان الأثرية في قطاع غزة، وهو موجود في حي الزيتون شرق مدينة غزة، ومجاور للمسجد العمري الكبير.
ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي، دمر الاحتلال عشرات الأماكن الأثرية والمنازل القديمة، في تعمد فاضح لاستهداف الموروث الثقافي الفلسطيني.