زاد الاردن الاخباري -
بينما ترزح غزةَ تحت وطأة القصف الهمجي، وفيما يُسطِّر أبطال المقاومةِ الباسلة، أسمى آيات التضحية والشجاعة والإباء، تمرّ علينا اليوم “الثاني من نوفمبر” ذكرى وعد بلفور المشؤوم، والذي منح فيه وزير الخارجيّة البريطاني آرثر بلفور حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته لليهود، وقدَّم بموجبه الغطاء القانوني لكل الجرائم اللاحقة التي ارتكبتها العصابات الصهيونيّة بحق الشعب الفلسطيني على مدار أكثر من مئة عام.
وعد بلفور، الذي كذب من خلاله المذكور بِمنح ما لا يملك لمن لا يستحق، وإذ تستمر معاناة الشعب الفلسطيني جراء هذا الوعد المشؤوم، فإن صمودهم في غزة اليوم، نسفَ أكذوبة هذا الوعد التي قامت على أن "فلسطين أرض بلا شعب"، فها هو الشعب الفلسطيني في غزة يتمسك بأرضه أو ما تبقى منها، يلتحف السماء ويتوسد الصخر، بعد ان تهدَّم منزلهُ ومدرستهُ ومسجده، لكنه صامد فوق هذا التراب، يرفض الخضوع.
نحن في حزب البناء الوطني "تحت التأسيس"، إذ نجدد التأكيد على ضرورة إتخاذ موقف حازم من قِبل المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان الوحشي، لنؤكد على حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة المشروعة التي كفلتها كافة الشرائع والأديان والمواثيق الدولية. كما نؤكد على ضرورة نُصرة المقاومة وإسنادها والوقوف إلى جانبها بكل الطرق، خاصة وأن ذكرى هذا الوعد المشؤوم تتزامن مع حملة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الصامد، وعلى امتداد الأرض الفلسطينية، بشراكة ودعم من الإدارتين الأمريكية والبريطانية، وكل قوى الإستعمار التي اختارت الإستمرار في انحيازها للظلم والشر.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.