أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
صحف غربية: الفاشر محاصرة ومخاوف من مجازر كارثية أمير قطر يجري اتصالا هاتفيا بالبرهان المقاومة تستهدف أكثر من 20 آلية صهيونية بغزة الزرقاء تحتفل باليوبيل الفضي وتستعد لاستقبال القائد الدباس: أنا وزير سياحة وليس وزير أوقاف ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة بهذا الموعد في الأردن تحديد حكم نهائي دوري أبطال أوروبا شجار عنيف بين الخليفي ومبابي في ملعب حديقة الامراء الأردن .. براءة عشريني من جناية هتك عرض قاصر -فيديو أميركا : نريد هزيمة حماس غوتيريش يدين الهجمات على موظفي الأمم المتحدة بعزة الأورومتوسطي: الجيش الإسرائيلي يرتكب مزيدًا من الجرائم في جباليا حملة لإزالة الاعتداءات على الطرق والأرصفة بلواء بني عبيد مستشفى المفرق: خدمة جديدة لحجز المواعيد عبر تطبيق “واتساب” وزارة التعليم العالي الأردنية تعلن عن وظائف شاغرة (رابط) إصابة أردنية باعتداء على مركبة تابعة للأمم المتحدة جنوبي غزة .. والخارجية تدين باحثون وأكاديميون في أكسفورد يطالبون بتدريس طلبة غزة عن بعد الحكومة: ارتفاع موجودات صندوق الضمان إلى أكثر من 15 مليار دينار 395 قطعة أرض بيعت لمستثمرين غير أردنيين خلال الثلث الأول من العام الأردن يؤكد استمرار جهوده لوقف العدوان على غزة وإيصال المساعدات
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث الطوفان والكرامة المنشودة

الطوفان والكرامة المنشودة

14-10-2023 05:19 PM

زاد الاردن الاخباري -

بقلم: خميس اللوزي - شكلت الحالة الثورية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية بكافة أطيافها مفاجأة بحجم ثمانية عقود من الغطرسة الإسرائيلية والضّعف العربيّ الذي أعطى الاحتلال الاسرائيلي الفرصة للتمادي في حالة العنف المقصود يومياً. مفاجأة، بحجم الضّمير الغائب للمرجعيّات والمؤسّسات الدّوليّة التي تبارك القاتل وتدين الضحيّة. مفاجأة، بحجم نفاق المنظومة الغربيّة الوالدة الشرعيّة لاحتلال بالأصل من صناعتها.
شكل "طوفان الأقصى"، صفعة لكلّ هؤلاء وأكثر. صفعة انتقمت لماضٍ لا يمكن أن يمضي من دون محاسبة، انتقام لثلاثة أجيال من الفلسطينيّين الذين انتظروا بلا كللٍ فجر الانتصار ولو للحظات، ليتنفسوا الصعداء وليشعروا بأنهم في تطور مستمر في مسيرتهم الثورية التي يستشعرونها بين الحين والآخر. هو انتقام لكل حسٍ عربي حي، ذرف دموعه على التلفاز وعلى سماعات الراديو، كونه محجوب من الوصول للمقاومة والمشاركة يداً بيد مع إخوانه من الفلسطينيين المسجونين في وطنهم.
ما قبل "طوفان الأقصى"، لن يكون كما بعده، لا على مستوى الوعي الفلسطينيّ والعربيّ ولا على وعي المحتلّين الإسرائيلييّن. ومرّة أخرى توقظ القضيّة الفلسطينيّة ضمير كلّ عربي وكلّ إنسان، وعلى مذبحها تمتحن مصداقيّة كلّ المزاعم في الأخلاق والسياسة والثقافة. تشعرنا هذه الانتفاضة المبشرة، بأن هذه القضية لن يتم نسيانها بين الأجيال، وأن قرار العودة مازال موجوداً بين أبناء الشعب الفلسطيني الذي يسعى دوماً إلى العودة إلى أراضيه المسلوبة منذ عقود. وهذه ربما من أكثر الايجابيات التي قامت بها الثورة الفلسطينية المتجددة في كل حين، بحيث تجدد ذاكرة الأجيال بمقومات القضية الفلسطينية، مراهننين على أن الاحتلال لن يستطع بأي حالٍ من الأحوال أن يطمس هذه الهوية الفلسطينية العربية ببعدها القومي أو الاقليمي أو الوطني على أبعد الحدود.
واليوم، لم يعد ممكناً ترميم هذه الصورة، مهما بذل الكيان وداعموه من جهد. لن تُمحى من وعي الأجيال صور جنود الاحتلال وهم يساقون إلى الأسر بكل ذلٍ، ولا أعداد الضحايا التي فاقت أي خسائر لحقت بالكيان خلال يوم واحد طوال تاريخه، ولا صور الطائرات وهي تنقل من المطارات بالشاحنات بعدما تقطعت السبل بمن يقودها وكادت تقع غنيمة بيد المقاومين، وكذلك دبابات الاحتلال التي تعدّ فخر الصناعات العسكرية الإسرائيلية، والتي احترق العشرات منها من دون أن تتمكّن من إطلاق قذيفة واحدة.
وبعد أن استفاقت حكومة الاحتلال من الصدمة، قررت أن تستعين بشيطانها الأكبر، مبررة ضعفها بعنصر المفاجأة، وأرادت بطريقة أو بأخرى أن تستعيد ثقة جنودها من خلال الاستعانة بأكبر أسطول في العالم، ليواجه بضعاً من المقاتلين الذين شكلوا لأيام لحظات رعبٍ للكيان الاسرائيلي، ولكن من جهة أخرى، وإذا أردنا تدقيق الموقف أكثر ربما بات واضحاً الرؤية الإسرائيلية الأمريكية ومحاولة استغلال أكثر من فرصة في تنفيذ مخطط سعت له إسرائيل وأمريكا منذ زمن بعيد وهو تمركز للقوات الأميركية في منطقة البحر المتوسط وبالقرب من القاعدة الروسية من جهة، متذرعة بطلب اسرائيل النجدة منها، ومن جهة أخرى إعادة رسم الشرق الأوسط الجديد، والذي يتمثل في جزء منه تهجير جزء كبير من سكان قطاع غزة إلى سيناء عبر اشتداد وتكثيف القصف وتشديد الحصار ومنع وصول المواد الغذائية والمياه والمواد الطبية للقطاع لدفع السكان للهجرة، ولكن ماذا يفعل سكان هذا القطاع المدمّر إذا كان شعبه مرفوضاً في كل الدول العربية، فلا يتمتع أي شخص من غزة بأي قرار خارج قطاعه، ولا يحصل على أي ميزات أو مقومات أساسية في الحياة، ليس لشيء سوى لأنه من قطاع غزة. وهذا ربما ما يجعل أهل القطاع يقبلون على الاستشهاد داخل أرضهم بكل فرحة غامرة، مؤمنين بأن بقائهم في وطنهم له بعدٌ وطني وحسي وخوفٌ من إعادة التهجير من الوطن إلى الشتات الذي هم عايشوه لسنواتٍ طويلة، وعانوا ما عانوه هناك.
الثورة الفلسطينية لا تنطفئ، ولا يمكن لأي من الدول أن تجعل العربي والفلسطيني ينسى هذه القضية، ويقبل بأقل من الشهادة في سبيل كرامته واستعادة حقوقه التي تحاول الدول أن تغير مسمياتها إلى مسمى الإرهاب الفلسطيني، بتعاملهم بالموضوع بسياسة دولية مزدوجة بشكل علني، بأن من يدافع عن أرضه إرهابي وبأن من يقصف ويقتل اللآلاف من الأشخاص يدافع عن نفسه. وقد برهنت المظاهرات العربية خلال الفترة القريبة أن الشعوب مهما اختلفت أنظمتها فإنها لن تنسى الرابط القوي المتين بينها وبين الشعب الفلسطيني الذي يحاول دوماً التنفيس عنهم وعن حالة الاختناق التي يشعر بها المواطن العربي من خلال ثورتهم ثورة الكرامة.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع