زاد الاردن الاخباري -
في سرية بالغة جدا، عقد في الديوان الملكي في العاصمة عمان في وقت مبكر من فجر أمس لقاءا خاصا ومغلقا بين الملك عبدالله الثاني والمدير الفعلي لجهاز المخابرات السورية العامة الجنرال آصف شوكت، حيث حضر اللقاء مدير المخابرات العامة اللواء محمد الرقاد الذي كان قد زار العاصمة السورية قبل نحو شهرين، ونقل رسالة من الملك الى الرئيس السوري بشار الأسد، وطالبه خلالها بوقف الحل الأمني، والإنصياع لرغبة المجتمع الدولي بإجراء إصلاحات سياسية عميقة.
وطبقا لمصادر أردنية شديدة الخصوصية فإن الجنرال شوكت أكد لجلالة الملك خلال اللقاء السريع والعاصف أن دمشق لا تخطط لأي شر تجاه عمان، لكنها مضطرة لإعتبار الأردن دولة معادية، إذا ما استجاب الأردن لضغوط قطرية يقدم الأردن بموجبها تسهيلات عسكرية واسعة النطاق، إذا ما تقرر توجيه ضربات عسكرية أميركية بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بهدف إقامة منطقة سياسية معزولة عن القطر السوري، على غرار مدينة بنغازي الليبية، التي سهلت لاحقا إنطلاقات الثوار لإسقاط النظام الليبي السابق بقيادة معمر القذافي، إذ أكد الجنرال شوكت أن القيادة العسكرية السورية مع أي "تآمر" من هذا القبيل فإنها ستقصف مدنا أردنية بصواريخ (سكود) التي تملك دمشق منها الكثير.
جلالة الملك الذي فاجأته الرسالة السورية، أبلغ شوكت أن عمان لا تخاف تهديدات عسكرية من أي نوع، وأنها ستنصاع لأي قرار دولي بشأن سوريا، وستشارك في أي عمليات عسكرية دولية، نصرة للشعب السوري، كما شاركت بشكل معلن بتحرير الشعب الليبي، مؤكدا أن الحل والربط بيد الرئيس بشار الأسد، وبإستطاعته تجنيب عمان ودمشق أي إحراجات أو أوضاع يصعب ترميمها لاحقا.
جلالة الملك –وفقا للمصادر- قطع اللقاء، ونهض واقفا طالبا من مدير المخابرات، توديع الجنرال السوري، تاركا شوكت محرجا بشدة، بعد أن رفض الملك إكمال اللقاء بالموفد الرئاسي السوري.
يشار الى أن مسؤولين أردنيين عدة قد رفضوا التصريح حول أبعاد وغايات زيارة شوكت الى عمان، في حين رفض مصدر في الديوان الملكي الأردني تأكيد نبأ زيارة شوكت لعمان من عدمها، الأمر الذي يؤشر الى عدم رغبة الأردن في سلوك طريق المواجهة السياسية والإعلامية مع سوريا