عندما تصبح السفارة الاندونيسية .. معتقلا للخادمات !
بات هروب الخادمة وتحديدا الاندونيسية من منزل مخدومها امر مقلقا للغاية وخصوصا بعد معاناة استقدامها .. لتجد المواطن الذي اقترض مبلغا يفوق دخلة اضعافا مضاعفة يضع هذا المبلغ بن يدي مكتب الاستقدام عله يجد ضالته .. وعند وصول الخادمة واستلامها يصبح هو وزوجته خدما لها فنحن شعب مضياف والعرف يجبرنا على اكرام الضيف ثلاثة ايام وثلث .. حتى ولو كانت خادمة ! .
خلال ايام الضيافة الاولى تجمع الخادمة معلومات عن العائلة وعن بساطتهم وحسن تعاملهم لتبدأ بعدها نسج خيوط الخبث والدهاء وكأن الطيبة وحسن المعاملة نقطة ضعف عندنا ، فبعد بضعة ايام تبدأ بالمماطلة وطرح الاكاذيب عن حجم العمل في المنزل والتمارض واختلاق الحجج غير المبررة لتطلب اعادتها الى المكتب الذي استقدمها .. في المرة الاولى يقومون بتوبيخها واحيانا الضرب فتعود الى المنزل لبضعة ايام اخرى لتختلق نفس الاكاذيب للعودة اليهم فتكون هنا قد عرفت كيف تصلهم وكيف تستقل سيارة اجرة الى ان تصل لمرحلة القدرة على الهروب دون مساعدة احد ، فوجهتها تكون اما الى المكتب او الى مقر السفارة والتي من السهل الوصول اليها وتكون قد سرقت ما غلي ثمنة وخف وزنه من منزل مخدومها.
باعتقادي ان هذه جريمة منظمة تم الترتيب لها قبل وصول الخادمة الى منزل مخدومها لان مجرد هروبها الى مكتب الاستقدام او السفارة في كلتا الحالتين يكون الجواب ان الخادمة لاترغب بالعمل لديكم ويجب عليكم دفع ثمن تذكرة لها لتعود الى ديارها .. هنا وقع المواطن ضحية احتيال واضحة وخصوصا لتكرار هذه الحالة عند الكثير من الاسر الاردنية .
ففي الاشهر القليلة الماضية وحتى هذا التاريخ عمل السفير الاندونيسي على احتجاز كل خادمة تصل الى السفارة ليشكل بذلك اداة ضغط ينفذ من خلالها تعليمات بلاده ، فهو يعمل على احتجاز ما يزيد على خمسائة خادمة رافضا تسليمهن الى كفلاءهن او حتى تسليم من هي مطلوبة للجهات الامنية . وكأنه يشكل دولة داخل دولة ضاربا بذلك عقود الاستخدام والقوانين الاردنية عرض الحائط ! والمواطن الاردني الذي دفع المبالغ الطائلة للحصول على هذه الخادمة من ينصفه ويحصل له حقه ؟ . كيف وبعد ضياع حقوقه يطلب منه ثمن تذكرة السفر ؟ كذلك من اين سيحضر مبلغا اخر لاحضار خادمة اخرى وتكاليف الاستقدام في ارتفاع مضطرد ؟ وما هو مصير المبلغ الذي دفعة والنتيجة .. لا مبلغ ولا خادمة !!
إن حجم المشكلة يتفاقم يوما بعد يوم فالمشكلة الاخرى عندما تلجا الخادمة الى المكتب وترفض العودة الى منزل كفيلها تعمل بعض المكاتب على تشغيلها بشكل يومي او اسبوعي وربما شهري ليجني بذلك مبالغا طائلة وعند سؤال المكتب عن الخادمة يجيب بأنها لا ترغب بالعمل لديكم واذا عادت مكرهة ربما ستؤذي اطفالكم او تلقي بنفسها من النافذه ..... وربما يدعي انها تعاني من مرض نفسي لترفض انت اعادتها حتى لو كانت ترغب بالعودة ... لتضطر التسليم بالامر الواقع .
اين وزارة العمل واين الحكومة من التدخل في هذا الموضوع ؟ لماذا لا يتم استدعاء السفير ومحاسبته ؟ لماذا لا يتم فتح مجال الاستقدام لجنسيات اخرى ؟ لماذا ولماذا ؟ واسئلة كثيرة تدور في اذهاننا وتفطر قلوبنا ولا نجد لها اجابة ؟
فالمعادلة واضحة خادمة جاءت للاحتيال واجور مرتفعة جدا للاستقدام وسفير متامر ومكتب يسهل كل ماذكر والنتيجة مواطن دفع الاف الدنانير ليتم الاحتيال عليه علانية
mohd.almajali@adicb.ae
بقلم: محمد يوسف المجالي