زاد الاردن الاخباري -
بقلم : عبد حامد - رغم مرور كل هذه القرون ، كان ولازال ،لسقوط الأندلس، وقعا مدويا ،زلزل الأرض تحت أقدام العرب ،فجع كل القلوب وادمى كل العيون،كانت مشاعر الاخوه العربيه والقيم والشيم العربيه في أوج فورانها وتفجرها، ولازال إلى اليوم، ما من مواطن عربي زار الأندلس إلا وبكى بكاء مريرا حارقا،ثم تلت ذلك كوارث وخطب عربيه أخرى ،من ضياع فلسطين وبغداد وليبيا ولبنان الى ما حل بسوريه واليمن،لكن، رغم كل ذلك، كان وقع رحيل الملك الحسين -يرحمه الله -المقيم في القلوب والعيون، هو الاقسى والافجع على كل العرب،ولازالوا يكابدون وقعه يوميا، بشكل لايمكن وصفه، على الاطلاق،لقد دخل بيوت وقلوب كل العرب، وكل مواطن عربي يشعر أنه والده يرعى كل شؤونه ويحمل كل همومه ومعاناته، ويسعى لتحقيق كل أحلامه وتطلعاته، لقد اجتمعت في سخصيته يرحمه الله كل السمات النبيلة والخصال الشريفه، عنوانه ملك، هذا صحيح، وعنوانه آب واخ وصديق حنون لطيف طيب كريم، في ذات الوقت، تجده متواضعا بسيطا حتى يشعرك انك أعلى مقاما ومكانة منه، وهذا منتهى الرقي والكرم والعظمه، وهذه هي أخلاق الأنبياء والرسل، وعباد الله الصالحين، ومن هنا يتأكد لنا باوضح واجلى ما يكون القول المعروف كل يظهر باصله،ومن المعروف عن قائد العراق الوطني، إنه صلبا جسورا لم تهزه قيد شعره كل زلازل وعواصف الواقع، حتى حين احتلال العراق ، وسقوط بغداد ودخول جيوش الاحتلال كل بيوت ومدن العراق ،لم تنزل له دمعه، وحين تم استشهاد الليثين،والحفيد البطل ،لم تنزل له دمعة من عين، لكن حين أبلغ بوفاة الملك الحسين انخرط في البكاء، وبكل حرقه ومراره، وانطلق ينتحب بصوت عال حارق، لمرات عده، ويردد خسارة كبيره ، يا ابا عبدالله ،وقرر الذهاب إلى الأردن للمشاركه في تشيع جنازة الملك يرحمه الله،وكان العراق في حينها مفروضا عليه حصارا مطبقا، لم يشهد له العالم مثيلا من قبل، حتى منع عليه استيراد أقلام الرصاص وحليب الاطفال ،وكل المستلزمات الضروريه البسبطه، وكل أعداء الأمة يتحينون الفرص للانقضاض على قائد العراق الوطني،وذهب الرئيس ضمن وفد رسمي تم اختصاره، ولم يعلن عن حضوره، ولم يتحدث عنه بعد ذلك، كما لم يخبر أفراد عائلته بزيارته للأردن والمشاركه في التشييع، هذه ،هي مكانة الملك الراحل الحسين المقيم في القلوب والعيون، وهذه ،هي مكانة الاردن الحبيب ،وأهلها الغوالي، في بيت العروبة وزادها، حفظهم الله ،ورعاهم واسعدهم