أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول لحزب سياسي إسرائيل تساوم بـ"اجتياح رفح" في مفاوضات غزة .. ووفد مصري إلى تل أبيب أوقاف القدس: 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى مسؤول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما مسيرة في وسط البلد دعمًا لـ غزة 34.356 شهيدا و77368 إصابة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة الأمن يحذر من حوادث الغرق نتيجة السباحة بالأماكن غير المخصصة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت دراسة: تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 أسعار النفط ترتفع عالميـا الإسعاف والإنقاذ يواصل انتشال جثامين شهداء من مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي متحدثة باسم الخارجية الأمريكية تعلن استقالتها احتجاجا بشأن غزة فتح باب اعتماد المراقبين المحليين لانتخابات النيابية المعايطة: لن تكون الانتخابات مثالية رسو سفينة قبالة سواحل غزة لتجهيز رصيف لإدخال المساعدات الاحتلال يحبط محاولة تهريب مخدرات إلى الأردن مقتل إسرائيلي بقصف جنوبي لبنان شبهات بسرقة الاحتلال الإسرائيلي أعضاء لضحايا المقابر الجماعية في خان يونس انطلاق منافسات ألتراماراثون البحر الميت اليوم أميركا تعلق على تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات بالجامعات
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام عندما تحمي الأحزاب الأردنية سفارات العدو ؟

عندما تحمي الأحزاب الأردنية سفارات العدو ؟

20-09-2011 11:11 PM

عندما تحمي الأحزاب الأردنية سفارات العدو ؟

أحمد الربابعة

بدأت إسرائيل تنهار دبلوماسياً، فكان لتركيا شرف البدء بذلك الانهيار، حينما طردت السفير الصهيوني من أراضيها وأغلقت سفارته، ثم تبعتها مصر لتؤكد على الاستمرار في انهيار العدو الصهيوني دبلوماسيا، وتخلي حلفاءه عنه في منطقة الشرق الأوسط، ثم جلس العالم يترقب بشغف الانهيار الثالث المفترض للدبلوماسية الصهيونية، حينما أعلن شباب أردنيون عبر موقع (فيسبوك) عن تنظيم مسيرة مليونية صوب سفارة العدو الصهيوني في عمان من أجل اقتحامها وإغلاقها كما حدث في مصر.

فهبّت الاستعدادات والتجهيزات الرسمية والشعبية لذلك الاقتحام المفترض، الرسمية في كيفية التصدي لتلك المليونية المعلنة ومحاولة احتوائها، والشعبية من خلال الإعلان والنشر وشحذ الهمم؛ لنيل شرف المشاركة في اقتحام سفارة العدو الصهيوني.

وما رفع المعنويات أكثر، هو قيام تيار المتقاعدين العسكريين بسبق مسيرة السفارة الصهيونية، بالاعتصام أمام السفارة الأمريكية في عبدون يوم الأربعاء، للمطالبة بطرد السفير الأمريكي، اعتراضاً على وثائق (ويكليكس) الأمريكية التي يُعمل على نشرها في الأيام الأخيرة، والتي تحرض على إثارة صراع المنابت والأصول، وإشكالية الهوية في الأردن، والترويج للوطن البديل.

وهناك ظهرت المفاجأة، بل الصدمة ! حين لم يشترك أو يشارك مع تيار المتقاعدين العسكريين والحراك الشعبي الأردني، أحد من الأحزاب الأردنية ! بالرغم من إعلانهم قبل أيام عن موعد الاعتصام، ودواعيه، ليكون العشرات فقط هم من تواجدوا أمام السفارة الأمريكية ! وليت الأمر وقف عند ذلك الحد ؟ بل قامت جماعة الإخوان المسلمين بتنظيم اعتصام أمام البرلمان في نفس اليوم ونفس التوقيت الذي اعتصم فيه الحراك الشعبي أمام السفارة الأمريكية ! وليقطعوا الطريق على الصحفيين وعلى من يشاركون بالعادة بالاعتصامات من الوصول إلى السفارة الأمريكية !

وبعد عصر الخميس، انطلق العشرات بل المئات من الإعلاميين والصحفيين وطواقمهم، إلى منطقة الرابية، من أجل مواكبة المليونية المفترضة ومحاولة اقتحامها للسفارة الصهيونية، لحظة بلحظة، لكن جاءت الصدمة الثانية ! ليس للإعلاميين وحدهم، بل أيضاً لعشرات الشباب والفتيات الذين وجدوا أنفسهم وحيدين في الرابية ! لا يساندهم في الهُتاف إلى بضع عشرات من شباب الإخوان، مع غياب كثير من قادتهم، وقادة وشباب الأحزاب الأخرى، وليُقدر عدد المتواجدين في الإعتصام بما لا يزيد عن ألف وخمسمائة شخص ؟!

ماذا أوصف لكم وماذا أقول؛ عن تلك الانتكاسة التي مُني بها الشباب والفتيات المعتصمين في الرابية يوم الخميس ! فكيف تتحول مسيرة أُعلن عن أنها ستكون مليونية، وعن مشاركة الإخوان المسلمين وغيرهم من الأحزاب، إلى اعتصام لا يتجاوز الألف وخمسمائة شخص ربما نصفهم من الإعلاميين ومن رجال الأمن بالزي المدني ؟! ماذا أقول لكم عن شباب ظل يهتف حتى منتصف الليل على أمل أن يأتي المدد والسند من الإخوان ومن غير الأخوان من الأحزاب، الذين لم تظهر لهم سوى لافتتين، وعدد من قادتهم الذين لا يتجاوزن عدد أصابع اليدين، ليجلس الشباب المعتصمين بعد أن تناقص عددهم، محبطين على أرصفة مسجد (الكالوتي)، يفكر بعضهم كيف سيؤمن أجرة (التاكسي) ليعود إلى بيته في عمان الشرقية أو الزرقاء أو السلط أو غيرها من المناطق التي جاءوا منها، وليختار بعضهم الآخر العودة مشياً على قدميه بعد هذه الانتكاسة !

علامات استفهام وعلامات تعجب عديدة تطارد الأحزاب الأردنية الآن، وخصوصاً جماعة الإخوان المسلمين، التي أعلنت مشاركتها في تلك المليونية المفترضة، بل وطلب مراقبها العام الشيخ (همام سعيد) من المواطنين المشاركة في تلك المسيرة، لكن وللأسف جاء الرد من الشيخ (همام) نفسه؛ حين لم يتواجد ولم يشارك في المسيرة ولو لدقائق ! لتظل أسئلة عديدة مؤلمة، ليس لها أي مبرر يمكن قبوله !

نعم هي تناقضات عديدة، ومواقف ليس لها ما يبررها، ارتكبتها الأحزاب الأردنية على مدى اليومين الماضيين، ستفقدها المزيد من شعبيتها المتناقصة، وستعمل على زيادة الهوة بينها وبين المواطن، والتي لطالما تمنينا زوال تلك الهوة؛ ولم يعُد الصمت يعني الصمت في مثل هكذا مواقف؛ وإنما يُفسر بتنبؤات اخرى، فكيف يُحجم الإخوان عن عدم التظاهر ضد أمريكا، التي لطالما وصفوها بالعدوه، ولطالما شددوا على مقاطعة منتجاتها، أطاب لهم أكل الماكدونالدز والكوكاكولا وتحليل تدخين المارلبورو يوم الأربعاء ؟ وكيف يُقلدون أصحاب (مسجد الضرار) حينما يدعون إلى اعتصام آخر أمام البرلمان في نفس توقيت اعتصام إخوتهم أمام السفارة الأمريكية ؟ أم أنكم تريدون تأكيد الإشاعات عنكم من أنكم تقيمون علاقات مع أمريكا الآن ؟ وليتكم أيها الإخوة من أبناء الأحزاب وقفتم عند جرم عدم الاعتصام أما السفارة الأمريكية، بل توحشتم في جرمكم، عندما فقدناكم عند السفارة الصهيونية، لتتركونا وحيدين أمام خمسة ألاف رجل أمن، حشدوا ليصدوا ألوفكم المفترضة، أين هم ألاف الحزبيين الذين يتواجدون أمام المسجد الحسيني في كل جمعة ؟ وأين هي الآلاف وجماهير الإخوان التي تحتشد في مهرجاناتها عندما تكون تُطلق قنابلها الخطابية ؟ وأين هي فتاويكم بوجوب الاعتصام ؟ أأصبح الاعتصام ضد الأمريكان والصهاينة حرام ؟ هل تخليتم عن وحدتنا الوطنية وعن رفض الوطن البديل التي ظللنا ننادي بها سوية، حتى ترفضون الاعتراض على وثائق (ويكليكس) ؟

ليس لنا ونحن الذين نكن للأحزاب ألأردنية وللإخوان كل الاحترام، ونشهد لهم بما قدموه في الماضي؛ إلا أن نقول لهم : سامحكم الله على حمايتكم للسفارتين الصهيونية والأمريكية، وندعوكم للتوبة والاستغفار عما اقترفتموه، لأن عدم مشاركتكم يومي الأربعاء والخميس، يعني رضاكم عن وجود تلك الخليتين السرطانيتين على الأرض الأردنية، بل وحمايتكم لها ! ومثلما سيكتب التاريخ عن اقتحام المصريين لسفارة العدو الصهيوني في بلادهم، وعن طرد السفير الصهيوني من تركيا، فسيكتب عنكم أيضاً بأنكم حميتم السفارة الصهيونية من الأذى، حينما لم تشاركوا بالمسير ضدها ! لذلك عاد السفير الصهيوني إلى عمان الجمعة، عندما اطمئن إلى أنكم منقسمين مع أبناء شعبكم ! .... سامحكم الله .

Ahmad.Alrababah@kermalkom.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع